" 13 يوليو 2014 " في أحد فنادق العاصمة البرازيلية "ريو دي جانيرو" .

   "شربيني" .. " شربينيييييييي " اصحي يا "شربيني" ما ينفعش كده يا أخي مش هنلحق النهائي؛ أنا مش دافع دم قلبي وعازمك علي ماتش في أكبر ملعب في العالم علشان تيجي تنام وتضيع علينا لحظات مش بتتكرر غير كل 4 سنين ويا عالم هنعرف نعيشها تاني ولا لأ!!!!! " شربينيييييييييي"

إيييييييييييييه يا عم خلاص اتنيلت صحيت، وبعدين انت هتذلني كل شوية عشان عندك إقامة هنا في البرازيل وجايبني من مصر علي ضمانتك وبتعزمني علي ماتشات كاس العالم؟! هو انت فاكر نفسك تعبان بالفلوس دي يالا ولا شغال هنا بتغسل صحون؟! ما انت سارقهم يا "عماد" يا حرامي ما تصطبح كده وقول يا صبح!!

هكذا انفجر " شربيني " في صديقه " عماد " الذي نشأت بينهما علاقة الصداقة الوطيدة داخل أسوار سجن "جمصة" ولمدة سبع سنوات؛ لكن شربيني يدّعي دائما أنه الأشرف حيث أنه سُجن بسبب إحداث عاهة مستديمة  لزوج أخته عقابا له علي سَبّه أبيهما ؛ بينما يري عمادًا أحقر وأوضع لأنه "حرامي" سُجن في قضية سرقة لم تكن  الأولي.

" إيه كل الألوان دي ياد يا عمدة ده ولا  جنينة الحيوانات يوم شم النسيم" !! قالها "شربيني" متعجبا من المهرجات والاحتفالات المبهجة في شوارع العاصمة و التي يشتهر بها البرازيليون.

دي ناس عايشة يا أخويا طول السنة من ده مزيكا وألوان وسامبا؛ ناس بتعيشها بالطول والعرض؛ وبعدين لولا المهرجانات والزحمة دي مكنتش عرفت أقلب رزقي من مَحافظ وشنط الخواجات بس ربنا اللي يعلم إني مش بسرق كل اللي معاهم.. لأ السرقة لها أصول؛ أنا بسيبلهم قرشين كده يدبروا أمورهم بيهم أه.

حقيقي أنا فخور إني ليا صاحب "خلوق" زيك كده يا عمدة يا فخر الحرامية، المهم يلا بينا بقي ندخل  "الماركانا" ونشوف الأرجنتين وهي بتولعها وان شاء الله ميسي يرفع الكاس النهاردة.

تعالا بس الأول يا شيربو نجيبلنا شوية حاجات كده نقنقة نتسلي بيهم واحنا قاعدين جوة، شايف الحتة الزحمة اللي هناك شبه سوق الجمعة دي فيها كل ما لذ وطاب.. يلا بينا.

بقولك إيه يا شربيني استناني هنا شوية وخلي الأكل والمشاريب دي معاك  وعيش بقي ياريس في المدرجات وانا هخلص مصلحة كده عالسريع وأجيلك، بس هتلاقي عندك ازازة كده مرسوم عليها كورة خضرا شكلها غريب في كيس لوحدها اوعي تيجي جنبها ولا تشرب منها، دي واحد عاطيهالي أسلمها  لكبير حرامية ريو دي جانيرو اللي بيحميني هنا في البلد دي ؛ راجل أمريكاني كُبارة مجرم قديم ومراته ست صينية غنية جدا بس مجنونة مش بطيق أمها؛ وبيقولوا ان الازازة دي فيها خمرة من نوع خاص اوي محظور تداولها وبيجيبها تهريب من برة لمراته عشان هي مدمنة للنوع ده ولو ما وفروش  لها بتخلي عيشته سواد.

ماشي يا عُمدة بس اوعي تيجي متأخر؛ الماتش معدش فاضل عليه غير 3 ساعات وعاوزين نشجع مع بعضينا.

البرازيليين دول عليهم أكلات غريبة والله بس طعمها حلو قوي؛ ده أنا  من حلاوتها خلصت كل الأكل اللي جايبينه وما سيبتش حاجة لعماد ياكلها لما ييجي، ومع ذلك ما شبعتش خالص؛ ما شاء الله عليك يا عُمدة فلوسك حرام مصفيّة.

قالها "شربيني" لنفسه في سخرية..

الله يحرقك يا عماد احنا في عز الحر وهو جايبلنا ازازة مية واحدة بس وخلصت وأنا ميت من العطش؛ أعمل إيه دلوقتي المدرج كله اتزحم ومش هعرف أخرج أشتري؟!! أنا ريقي ناشف حطب مش هقدر أستحمل، و عماد كمان قالي مش هيغيب والماتش بدأ وهو لسة مجاش ومش عارف أركز مع الجيم وانا هموت وأشرب كده.

خلاص بقي انا هفتح ازازة الخمرة المحظورة دي وأشرب منها وربنا يسامحني الضرورات تبيح المحظورات؛ وبعدين طالما دي خمرة محظورة وهي أصلا حرام تبقي كده حلال. ماهو سالب في سالب يبقي موجب ونفي النفي بيبقي اثبات؛ الله عليك يا فيلسوف شربينيوس يا عظمة.

"أخرجَ -شربيني- زجاجة الخمر محاولا بالكاد عدم لفت الأنظار إليه وشَرعَ في فتحها؛ رفع الزجاجة علي فمه ومن شدة العطش أنزلها فارغة في سِت ثوان"

................

" اليوم التالي في أحد الأحياء الشعبية في مدينة ساو باولو " 

في غرفة واسعة مبهمة الملامح مرأة ثلاثينية تبدو عليها الملامح الآسيوية تمسك بهاتف محمول وتتحدث من خلاله بلغة غير مفهومة.

بينما يستيقظ " شربيني " ليجد نفسه مكبلًا في كرسي خشبي وينظر بجانبه فيجد صديقه " عماد " مُعلق من قدمه اليسري بحبل غليظ وتبدو علي وجهه علامات ضرب مبرح.

" الله يخرب بيتك يا شربيني الله يخرب بيت معرفتك هيقتلوني بسببك يا شربيني" قالها عماد وهو يبكي.

في إيه يا عماد يا حرامي بتدعي عليا ليه ياعم وايه اللي جابنا هنا وعمل فيا وفيك كده يا منطقة مجابتش راجل طب عليا الح..!!

قبل أن يكمل شربيني  كلماته  باغته كف رجل أربعيني علي خده الأيسر..

اخرس خالص وما تتكلمش من غير إذن؛ قالها المُعتدي ثم نظر إلي السيدة التي أنهت مكالمتها للتو وتحدث معها بلغة غريبة وهي تشير الي شربيني وتنظر إليه بغضب.

هي الابلة مالها يا باشا؟ قالها شربيني بصوت خافت.

انت يا شربيني عملت كارثة هتدفع حياتك تمنها.

اوعي يا باشا يكون قصدك علي ازازة الخمرة؛ والله غصب عني كنت عطشان وملقتش حاجة غي...

باغته بلكمة أخري علي خده الأيمن.

اسمع يالا انت مش هتخرج من هنا تاني خلاص وانسي انك ترجع مصر ؛ انت وقعت مع مافيا كبيرة زعيمتها هي الست اللي قدامك دي؛ الست دي كانت علي وشك القضاء علي العالم كله لولا غباءك.

تقضي عالعالم بازازة خمرة!! أاااه قصد حضرتك كانت هتعمل دماغ يعني لما تشرب وكده وتسيطر بقي وتسكر وتسرح بخيالها.. يا خلبوصة انتي.

لا يا ظريف، الست دي من الصين دكتورة في علم اسمه "الميكروبيولوجيا" وكانت غنية جدا مليارديرة واتجوزت زعيم العصابة الامريكاني ده وحبته واديتله كل فلوسها وجت عاشت معاه هنا من 10 سنين بس بعد فترة اكتشفت إنه بيحب عليها بت إيطالية،  ولأنها ست مجنونة نار الغيرة ولعت فيها وبقي عندها عقدة من الأمريكان والطليان كلهم ومن ساعتها وهي مقررة ترجع فلوسها أضعاف وتنتقم في نفس الوقت عن طريق انها تصنع فيروس قاتل يصيب الطليان والامريكان وتصنع كمان المصل بتاعه وتبيعه للدول دي وتبقي ردت اعتبارها وانتقمت.

لا مؤاخذة يا باشا انا كده فهمت انتو عرفتوا اني رد سجون وكده افتكرتوني مجرم وهتجيبوني بقي اقتلهم زي محيي الشرقاوي في فيلم فول الصين العظيم وكده اكمن هو شرقاوي وانا شربيني يعني هإ هإ هإ هإ.

لو فتحت بقك تاني وقاطعتني هشوه وشك؛ اخرس يابا واسمع للآخر.

الست دي قعدت 5 سنين مع فريق بحثي في بلدها تشتغل وتبحث عشان تعمل فيروس جديد تقضي بيه علي جنس الطليان والامريكان وتعلم عليهم وما صدقت انهم وصلوا ليه خلاص وبعتوه لها من الصين عشان تشربه لجوزها والبت بتاعته قبل ما يرجعوا بلادهم كمان اسبوع يقضوا اجازة سنوية وينشروا المرض؛ ييجي المتخلف صاحبك يسيب الازازة معاك وانت تشربها بكل سهولة.

قصدك ايه يا باشا؟ يعني انا كده هموت خلاص؟؟

ياريتك تفطس وتغور في داهية.. الفيروس ده كان معمول ومتصمم علي الخريطة الجينية (حاجة كده اسمها الجينوم) للامريكان والطليان عشان يصيبيهم هما بس، سعادتك لما شربت الفيروس احنا لسة مش عارفين هيعمل ايه معاك عشان الجينوم بتاعك مختلف؛ عشان كده هنبعتك مدينة " ووهان " في الصين تعيش مع الباحثين اللي عملوا الفيروس الاولاني اللي انت طفحته عشان يعملوا عليك أبحاث ويشوفوا انت هتقدر تبقي مُعدي امتي لأن تصنيع الفيروس من تاني هياخد سنين عشان يتعمل؛ فمفيش حل قدامنا غير اننا نستني لما الفيروس يتعامل مع الجينوم بتاعك ويشتغل وتبقي معدي وبعد كده نقعدك معاهم تعديهم وهما يخلصوا عالعالم.  يلا خدوه عالمطار..

...................

" مطلع ديسمبر 2019 مدينة ووهان "

" حوار بين باحثين صينيين تمت ترجمته للعربية "

- ها إيه أخبار فيروس (شربيني - 19 ) يا يونج بتقول لسة مفيش جديد ؟؟ احنا بقالنا 5 سنين كل سنة نقول هننشر الفيروس ومفيش فايدة هو شربيني ده ايه فولاذ؟؟

_ الفيروس كان لسة زي ماهو  يا بروف  سونج مفيش جديد لغاية من 3 تيام بدأت تظهر أعراض علي شربيني وكمان نشر العدوي دي لكل الناس اللي اتعاملت معاه،  فيروس (شربيني-19) اتسرب من المعامل يا بروف وهينتشر للعالم كله مبروك انا هكلم الدكتورة افرحها ونتفق هسلمها شربيني ازاي عشان تجرب عليه المصل اللي هي اخترعته علشان نبيعه للعالم لما جوزها وعشيقته يتعدوا وكمان عشان نلحق رجالتنا واهلنا اللي العدوي هتطولهم في اسرع وقت قبل ما الخبر يتسرب للميديا.

يدخل أحد الحراس فجأة مهرولا إلي مكتب الاطباء مقاطعا إياهم.. " شربيني هرب شربيني هرب؛ ملوش أثر؛ وفيه اخبار اتسربت للصحافة عن الفيروس الجديد بس قالوا اسمه " كوفيد-19 "  والدنيا مقلوبة.

إيه؟!! ازاي هرب فرغوا كاميرات المراقبة بسرعة واعرفوا المهزلة دي حصلت ازاي ومين هربه؟؟

" بعد تفريغ الكاميرات "

اجتماع للباحثين في غرفة سرية

_ كبير الباحثين: احنا اكتشفنا ان شربيني قدر يتصرف في تليفون ويتواصل مع السلطات المصرية من فترة وحكي ليهم علي كل حاجة حصلت وبعتوله أكفأ ظابط عندهم علشان يهربه والكاميرات جابت صورته وهو بينفذ العملية والصور بتتكبر وتطبع وهتجيلنا حالا؛ يؤسفني أقولكم  اننا كده اتورطنا والمصل اللي عملناه ملوش جدوي والعالم هيدخل في كارثة بسبب شربيني.

- يدخل أحد الحراس مقاطعا: الصور بتاعت الظابط وصلت.

- يحدق الجميع في صور الضابط مفتول العضلات ذو الشارب المنمق وعينيه الخضراوين الداهيتين ويصيحون بالعبارة التالية في صوت واحد بدهشة 

أمير كرارة!!طالما باشا مصر اتدخل إذن انتهت حلول الارض.. الامر متروك للسماء.

تمت بحمد الله..