النفس البشرية بين الجشع وفقدان الإحساس المرير !
نشر في 22 مارس 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
سقطَ القلمْ وخانَ ورقتَهْ ، تجمَّدت الأفكار وتركت صاحبها!
وكفَّ العقل عن التفكير عن ماهيةِ أهميتهْ ،
توقفت الدموعْ عند دقاتِ عقاربِ الساعة لليوم الجديد
خوفاً منها على قدومِ غد مكيلاً بالهموم والمشاق!!!
في الوقتِ الذي نستمتعُ بهِ في حياتنا اليومية، بوجودِ وفرةٍ من الأكلِ والطعام والشراب...نحنُ في نعمةٍ نتحدث عنها كثيراً ولكن قلما نشعُر بها!! ومع ذلك مع كل ما نمتلكهُ من وفرةٍ للمعيشة نشعر بأننا أقل من غيرنا من حيث الرفاهية واللذة!!
نحن لسنا مبذرين ولا مسرفين، بل أرى أننا وصلنا إلى مرحلةِ الجشع..!!
ما أصعب ان اكتبُ عن هذه الجزئية من حياتنا!!
بالفعل استغرق العديد من الساعات لِأُكوِّنَ عدةِ جمل!!!
ليس لسببِ قلةٍ المعلومات لدي ،ولا لسبب عدم إحضاري لفنجانٍ من القهوة ولا بسبب الاجواء الغير مناسبة!!
عقلي توقفَ حتماً عن التعبير عندما أجبرتُهَ على التفكيرِ عن أكثرِ مما ينبغي عليه! على مرحلةِ فاقت الجشع والإسراف المستعصي
فتوقفتِ اللغة العربية عن إيجادِ كلمةٍ مناسبة
وتوقفَ الهواء ليُحرَّكَ أغصان أفكاري!
وتوقف القلمَ عن الكتابةِ والتعبير!!
فأتعجب تارةً لكوننا جشعين وتارةً لكوننا جشعين من حيث المشاعر والعواطف!
في تلك الأوقات، التي نملأ فيها بطوننا، ونسد بها شهيتنا!
أخرٌ في سوريا يبحث عنْ كسرة من الخبز ليسدَّ جوعه !
وأخرٌ في مصرْ ،يتاجر في البضائع ذات القيمة المنخفضة كالأقمشة وغيره.. كرامةً منه لئلا يمدَّ يَدهُ إلى ما لم يكتسَبَهُ من عرقِ جبينه ومن رزقِ خالقه!
وأخرٌ فلسطين، يستيقظُ بلا أبٍ وأم ، وأخت مشلولةِ الحركة، لتكونَ أخرَ ما تبقى من البشر الموجودين في عالمه!
نحن على علمٍ سابقْ بهذا الكلمْ والحديث ، ومهما وصلنا من مشاعر رصينة لن نشعرَ بما يشعرونهُ أبدا
وكما قال محمود درويش في كتاباته : " لا أحدَ يشعرَ بأحد ، ها هي الشمس تحرق نفسها من أجلنا ونحن ما زلنا نتغزل بالقمر! "
لا أدري ما الفائدة خلفَ كتابتي لهذه العبارات، فالأوضاع ستظل قائماً قبل كتابتي لها وبعدها!!
فلعلها حسنة يكتبها لي الله ، فأُجمعَ معهم يوم القيامة وذلك لقول نبينا صلى الله عليه وسلم " وَلَا يُحِبُّ رَجُلٌ قَوْمًا إِلَّا حُشِرَ مَعَهُمْ "
يا الله هوِّن على شعوبنا بالصبر وانتقم من الظلمة وانصر عبادكَ المستضعفين
-
وضاح عبد السميع راضيطالب مقبل على المرحلة الجامعية، طموح وشغوف ومهووس بتخصص علم النفس وخصيصاً الإكلينيكي والفسيولوجي ... أراك في القمة
التعليقات
وإيجاز !! اهنئك على قدرتك هذه ..
فالكثير يكتب مايجول بخاطرة عاجزا عن الوصول للمقصد والإيجاز ..
فنجد إطنابا -
اي ؛ تكرارا وحشوا في كلماته ..
دام قلمك ، بالتوفيق``