فراق الأحبة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فراق الأحبة

و افترق الأحبة في لحظات ...

  نشر في 09 يناير 2023 .

منذ واعيت اذناي علي دنياي مسامعي الصغيرة و كل ما اعيه بصيرا في قلبي الأنين ... رائحة الخبز الذي تعده أماه مخبوزا في فرنسا البسيط ...طعمه الساخن الذي كنت نحتسيه مع فناجين القهوة باللبن كما تعده امي ...اناشيد فيروز الجميلة تخترق مسامعي الأنينة ترنم بصوت عال يخترق اذناي ...

رجعت الشتوية ......

انظر من النافذة الزجاجية ليخترق عيناي منظر الثلوج المتساقطة في ريف إدلب ....

صبي صغير ترمقه عيناي و هو يقدم كوبا صغيرا به قليل من اللبن للقطة التي احتمت أسفل السيارة من البرد .....ارمقه بنظرات الاعجاب تلاقي عينان في اضواء الشموع ...تناديني امي لكي اتناول الخبز و الكعك الذي تعده امي و احتسي معهم فنجان القهوة ....

حور هيا احضري صينية الخبز و الكعك لنحتسيها مع فنجاجين القهوة الساخنة ..

حسنا يا أماه انظري قليلا الي هذا الصبي أنه يقدم للقطة بعض من اللبن ...

الراحمون يرحمهم الله يا صغيرتي جزاه الله خير الجزاء ...

ما رايك أن نعطيه بعض من الخبز و الكعك و القهوة أنه يبدوا فقيرا يا امي 

طبعا يا ابنتي ساناديه حالا ...

و كان قلبي قفز من الفرحة و لا ادري لماذا يقترب مني الصبي و هو يقدم لي بعضا من اللبن ابتسم و اقدم له الخبز و الكعك و القهوة ...

اسمي حور و انت 

معاذ ....

سبع أعوام مضت .....

اتهيا بزي شتوي في استعداد الذهاب الي الجامعة اول يوم في الجامعة و الجميع يتهلل بزيه الجميل و كأننا داخل عرض ازياء ....اصطدم من سرعتي بشاب تسقط كتبي و دفاتري علي الارض تخترق عيناي عيناه و وتلاقي العيون يقطع الصمت صوته الذي اعرفه منذ القرب ....

حور اصبحتي في سن الشباب لم اراكي منذ عمر طويل ...

معاذ ...

تحمر وجنتاي من الخجل لا ادري لماذا يرتجف قلبي لصوته الجميل ....

هل تستقلين الحافلة يا آنسة حور ..

اووووه أجل يا معاذ اعذرني شرد انتباهي قليلا ...

يتمتم لقلبه بهمسات 

اه لو ادري من شاغل بالك يا حور ....

اجلس في الحافلة و عيناي تراقبه من قريب زيه المهندم مظهره الذي بات في سن الشباب فجأة يتوقف الحافلة علي صوت انفجار عميق .....

لا ادري ماذا حدث لي كل ما اذكره اني وجدتني ارتميت الي كتفي معاذ الذي لامس كفيه كفي و كأنه يطمئني أن الأمور ستكون بخير ...

غارة ..

كان سماع ذلك الصوت المرعب يدوي الي اذناي اصرخ بقوة 

معاااااذ 

جاءني صوت انين 

حوووور نلتقي في الجنة .....

ثم نزف الجسد انينا لتمتليء ثيابي بدماءه ....لم أعي ماذا افعل ...صرخت باعلي صوتي 

لم الحرب تفرق الاحباب .....

شريط من الذكريات مر امامي صباي مفترق الشباب منذ اللحظة الأولي التي واعيت معاذ يعطي القطة اللبن حتي استشهاده ....ابكي بقوة 

لم علينا دائما مفارقة الاحباب ......

اهرع الي حيث لا ادري تقودني قدماي الي تلك الزاوية الصوفية القي بجسدي الأنين الي داخل الزاوية اري معشر الدراويش و هم يتناولن الأطعمة و يرقصون علي أطراف أصابعهم ....

يتقدم مني أحد الدراويش 

كيف اساعدك يا آنسة حور ...

كيف عرفت اسمي إذن ...

أنا أعرف عنكي كل شيء ...

من انت إذن ...

أنا من بحثتي عنه منذ فترة طويلة ....

لا افهم .....

كيف تدعين فقد الحبيب و الحبيب لا يموت ....

ماذا تقصد لقد فقدت معاذ ...

انتي و معاذ حبيبان افترقا فلم لا تبحثين عن حبيب لا يفترق عنكي 

ماذاااا 

حط البلبل علي شجرة السرو و راح يشدوا اناشيد الحب الالهي 

و غدا نلتقي في الجنة قد قال لي ذلك معاذ ...

و رب معاذ ايحق لكي أن تصلين من اجل الحب الالهي ....

ساصلي من اجل الحب من أجل الإنسانية من أجل السلام من أجل الله ....

و الآن و بعض مضي سبع سنوات أخري تقترب مني صبية تبكي فقد الحبيب في الحرب فاقدم لها الطعام و الشراب و أهمس لها ..

و ماذا عن رب الناس ...

اري طيفه في كل موضع الان تسكن روح معاذ ثرية آمنة ترقد بسلام و هي تناجيني في كل صلاة في كل ترتيل ...فرقت عنك يا معاذ الحرب و سابقي معك بروحي تلاقي ارواحنا حيث نتلقي في الجنة .....

تمت 

 




   نشر في 09 يناير 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا