وحده لا شريك له.. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

وحده لا شريك له..

وحده لا شريك له...

  نشر في 28 يناير 2018 .

وحده لا شريك له

هيام فؤاد ضمرة


في زمان مضى؛ وجهت الشعوب العربية نظرها نحو نظام الانتخاب على أنه نظام العدالة السياسية والاجتماعية التي ستضع عالمهم على شاطئ الأمان، وأنها أداة تحقيق الديموقراطية تشكل الطموح الأعلى لدى الشعوب العربية التي عانت الاستبداد ومركزية الحكم على مدى طويل، من حيث أن الديمقراطية هي وسيلة ذاتية المشاركة في الحكم وصنع القرار العام، وهي بنفس الوقت وسيلة قابلة لاكتساب الوعي على ما تسمح به قدرات الشخصية من علم يكسب النفس مزايا الثقة بالنفس والقدرات وتقاوي النفس ذاتها بالقدرة على التحرر من حصار الخوف الذي كان يقيد اقبال صاحبها للخوض السياسي والاجتماعي وممارسة وسائل التعبير عن الرأي والمشاركة العامة، من حيث أن الديمقراطية وسيلة مضمونة لنقل السلطة إلى الشعب في دولة المؤسسات التي تمارس أوسع نطاق من الحريات.

فهل كانت الدول العربية مؤهلة حقاً لممارسة الديموقراطية على أصولها المعروفة كما حصلت ويحصل فعلياً في دول الغرب؟؟... بعيداً عن الممارسة الشكلية والإخراجات الفنية الرسمية وقائمة على محايلات القوى العليا المتحكمة بالتلاعب بميول وإرادة الشعوب من خلال وسائل التزييف المختلفة والمختلقة

غياب المنافسين في انتخابات الرئاسة المصرية لا يعتبر ظاهرة صحية بأي منطق سياسي وإنساني وفكري، لا يجوز لشعب تعداد المائة مليون لا يتوجد فيه من هو مؤهل وقادر على إدارة البلاد، حقاً هي بلاد آيلة للانهيار الاقتصادي رغم مقوماتها الاقتصادية الهائلة، إلا أنها تحتاج لإدارة وطنية على شاكلة الإدارة التركية الحديثة التي انتشلت تركيا من تحت التراب في اللحظة المناسبة قبل الاستفحال بالغرق

التعددية الايجابية في انتخابات الرئاسة المصرية تتوارى بهدوء عجيب وغريب تحاشياً لردود أفعال تشابه ما تعرض له المرشح المنافس الوحيد في الانتخابات الرئاسية القائد العسكري رئيس الأركان الأسبق سامي عنان وأسرته من ترهيب وعنف أمني واتهامة بجملة تهم بل وحجز حريته، وكان ينوي تصحيح سياسات خاطئة حملت القوات العسكرية دور المسؤولية في غياب الدور المدني، وهو الأمر الذي يضع كثيرا من الملاحظات أمام المحللين السياسيين والمنخرطين في السياسة، فانكشاف الفراغ السياسي لا يمكن اعتباره أمراً ايجابياً أو موافقة شعبية على الموجود، ويبدو أن مصر ستعود إلى عهدها القديم بالانتخابات وقد تخرج عن معدل تلك الانتخابات بنسبة 99،9% إلى نسبة تتلاءم والعالم المتقدم بالأرقام لتصل إلى معدل 100% وهذه النتيجة باتت هي محصلة مقاطعة الأكفاء الانتخابات لأنهم باتوا على بينة أن النتيجة محسومة مسبقاً ليس من باب القناعة الشعبية بل من باب المتوقع حدوثه على ما قدمه السيسي من دعائم ترشيحه نفسه للمنصب الرئاسي، فالرئيس السيسي قدم أوراق ترشحه للجنة الوطنية للانتخابات مدعومة بآلاف التوكيلات والتزكيات من كامل أعضاء البرلمان المصري والمؤسسات المجتمعية المدنية، مما حسم الموقف في تساقط المنافسين المتهيئين للترشح تباعاً فيما السيسي يتقدم وحيداً بالخطى الثابتة غير آبه بأحد.

بالطبع هناك شروط في أصل الدستور المصري يدركها المرشحون بضرورة حصولهم على نسبة محددة من تزكية البرلمانيين والقوى الشعبية لتؤهلهم لترشيح أنفسهم والمنافسة على الرئاسة ، ومهما حصلوا على دعائم فلن تساوي شيئاً أمام ما قدمه السيسي إلى الهيئة الوطنية للانتخابات

ويذكر أن الرئيس المصري تعهد أمام شعبه بأن تكون الانتخابات نزيهة وشفافة إلى أبعد الحدود، إلا أن قرار انسحاب المترشحين المنافسين الستة للرئاسه تباعاً لازمه تصريحات المنسحبين باستنكار ما كان يواجهه المترشحون من تضييقات وبطش لا تليق بسمعة دولة كمصر، كما وصف أحدهم وضع مصر بالمتردي والمنهار وعلى الآتي للرئاسة أن ينتشلها مما هي فيه، وكانت تردت شائعات عن احتجازه قبل اعلان انسحابه رسميا عن الترشح، ومرشح آخر عسكري تم اتهامه بمخالفة القوانين العسكرية بظهوره بالبدلة العسكرية حين إعلانه عزمه على الترشح كما كان يفعل السيسي نفسه حين ترشحه في المرة السابقة وكان يظهر باللباس العسكري على شاشات التلفاز ولم يجابه حينها أي اتهامات، إلا أن هذا التصرف بات مخالفاً للقانون ويحاسب عليه في الوقت الحديث، وآخر اختصر الطريق على نفسه بعدما علم بما حصل مع زميله المختفي وأفراد أسرته إلا إذا تم الطلب إليه بالاستمرار شكلياً لايجاد مبرر لفوز الرئيس عليه، أما محمد أنور السادات فقد قام بدراسة المواقف كلها مع قيادات حزبه وكان القرار بالإجماع أن عدم خوض الانتخابات أكثر سلامة خاصة كون الجدول الزمني للحملة الانتخابية جاء مخيباً للأمال لا يمنح المرشحين الوقت الكافي لكافة الاعدادات والاجراءات التي تحتاجها الحملة، بمعنى أنه قد تم إعداد الطبخة مسبقا ووضعت الاجراءات كلها للحيلولة دون نزول أحد بالمنافسة لإخلاء الأجواء لمرشح واحد لا شريك له.

يتوقع حسب المحللين أن يدخل مرشح واحد في مقابل السيسي كواجهة فقط في اللحظات الأخيرة لمنح الانتخابات الرئاسية المصرية شرعيتها وكل المساعي على ما تبدو عليه تذهب بهذا الاتجاه.. لكن على من يقع الاختيار فهذا سيظل بيانه في اللحظة الأخيرة، وإن كانت الأنباء ترشح رئيس حزب الوفد لهذا الأمر حسب خبر تسرب عن اللجنة الطبيه أن أوراق رئيس حزب الوفد مرت عليهم علما أن القانون المصري غطى هذه الحالة بوجود مرشح واحد حيث تجري الانتخابات ويفوز بنسبة 5% من عدد المسجلين للانتخاب وليس بعدد المقترعين.. ولا يجري الأمر بالتزكية

الشارع المصري يتخذ حالة الصمت حيال هذه المجريات تاريكا الأمر لمذيعي التلفزة المشهورين في ولوج هذه المسائل عادة وترك الأعنة لمدلولاتهم وتفسيراتهم لاحكام كافة الجوانب فيما تشهده الساحة المصرية في الانتخابات الرئاسية في مصر.... فهل نقول مبارك عليك يا مصر أمن مصر


  • 1

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 28 يناير 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا