ِفي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ
الشوقَ إلَيكِ تَفيضُ منهُ الأدمع
نشر في 26 أبريل 2021 .
لعل ما دفعني أن اكتب عن المساجد الوضعية الحالية التي نمر بها بسبب الوباء المتفشي الكوفيد Covid 19 ، الذي أعاق اداء شعائر الصلاة في المساجد بصفة عامة تحت قيود الكمامة و مسافة الامان في صلاة الظهر والعصر والمغرب و منعها كليا في صلاة الفجر و العشاء خلال شهر رمضان المعظم ، كان الامر أشد سوئا في السنة الفارطة حيث ان المنع كان قطعيا و صارما وذلك لتزامن مع بداية انتشار الوباء و ما ترتب عنه من خوف و حيطة وحذر, ولعل ما دفعني ايضا ان اكتب عن المسجد مدى ارتباطنا نحن المسلمين بالمساجد خصوصا في هذالشهر الكريم و سحر التراويح التي تروي الروح والفؤاد ;مئات بل الاف من الشباب و الكهول و النساء و الاطفال يحملون سجاداتهم يحثون خطاهم الى المساجد كانهم في سباق من أجل إيجاد مكان وموضع مناسب للصلاة.لا يكاد صوت الأذان يصدح من المئذنة حتى يكتمل رصّ الصفوف استجابة لنداء الإمام.ويعد مسجد الحسن الثاني بالدار البيضاء اكثر مستقطب للمصلين باعتباره اكبر مسجد في المغرب و هو مسجد يطل على الساحل مما يزيد من رونقه و سحره وجماله بشكل لا يوصف ... وتزخر المساجد في المغرب بصفة عامة بجمالية لا توصف حيث تعرف كل جهة بمقرئيها مزامير داوود كالشيخ القزابي و الكرعاني و القصطالي وغيرهم كثر ممن أبدعو في تلاوة القران مما يجعل كل منطقة تستقطب عددا كبيرا من ساكنيها وأفواج من الزائرين من مختلف الجهات في جو تسوده الطمأنينة والايخاء والفرحة
نعم للمساجد مكانة عظيمة ودورها مهم ورسالتها خالدة في حياة المؤمن والمسلم فهي مسكن من مساكن الأبرار، ومجلس من مجالس الأخيار، وحصن من حصون المسلمين على الكفار، وجسر بين الجنة والنار، دخولها عبادة، والمقام بها سعادة، والاعتكاف فيها سنة مستحسنة، لا يأوي إليها كافر، ولا يقربها إلا طاهر
وقد قال الحق تبارك وتعالى في كتابه الجليل في سورة النور"في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار" صدق الله العظيم فمنزلة المسجد عظيمة ومكانته عالية، لأن الله تبارك وتعالى فضل المساجد ورغب بناءها وعمارتها حسا ومعنى، وجعل أصل وظائفها ذكره تعالى وإقام الصلاة له و قد كان المسجد عبر الزمن المكان الامن و الملجأ الاول لكل متعبد أو عابر سبيلأ أومريض و يعتبر نواة للحياة حيث اعتبر محلًا للاجتماع والعبادة والتعليم والسكن عند الاقتضاء.. ومن توابع المساجد تبنى حمامات وفنادق وأصابل ومشاف ومدارس وهكذا يتجلى اختلاط الحياة الدينية بالحياة المدينة عن المسلمين في مساجدهم وهكذا استمر المسجد الجامع في التطور والنمو جيلا بعد جيل ليؤدي مهامه في صناعة الحياة وتكوين الاجتماع البشري.
و من المرعب الظرفية الحالية التي نعيشها التي التي جعلتني اتامل في حالنا كمسلمين نظرا لظروف الوباء التي حتمت علينا غلق للمساجد و اختزال دورها ومدى تاتير ذلك على المدى القريب في تصرفات الفرد وعلى المدى البعيد في بناء مجتمع مترابط و متاخي و متراص....
فاللهم فجراً تنقشع به هذه الغمة و تضاء به مصابيح المساجد و وتعود الصلاة الى المساجد وتعود له روحهاونحن في نعمة الصحة والعافية