ليله بكت فيها الاسكندريه - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ليله بكت فيها الاسكندريه

  نشر في 31 ماي 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .


فى احدى الليالى عندما كنت صغيرا ، وبينما كنت اقلب فى اغراض قديمة ، اذا بقطعة ورق من جريدة اخبار مكتوب عليها كلمات بخط كبير ، فاوقفتنى تلك الورق اذ كنت لا زلت فى بداية تعلمى للقراءة ، واذا بى وبصعوبة بالغة اجاهد نفسى لقرائة تلك الكلمات ، والتى كانت عباره عن جملة فى غاية الغرابة بالنسبة لى حينها ،

لقد كانت هذه الجملة عنوانا لمقال وكانت كالتالى 'ليلة بكت فيها الاسكندرية' ، لم يتبقى فى تلك الورقة من المقال الا هذا العنوان، وهنا بدأت اسأل نفسى متعجبا ، كيف بكت الاسكندرية ؟، ولماذا بكت ؟ ، ماذا حدث تلك الليلة ؟!! ، كل هذه الاسئلة وشبيهاتها بدأ تطرح فى ذهنى ،

وفى تلك اللحظة وانا انظر الى الورقة متعجبا مما بداخلها ، اذا بى اشعر بشخص يقف من خلفى ، نظرت فاذا هى امى تحدق فى تلك الورقة التى بين يدى ، ثم بدات فى قراءة العنوان بصوت مسموع ،

ليله بكت فيها الاسكندرية ، نعم لقد قرأت ذلك المقال قبل ان يبلى ، فنظرت اليها وبدأت اسأل متلهفا ، ماذا كتب به ؟ وهل حقا بكت الاسكندية فى تلك الليله ؟؟ ولماذا ؟ ،

فبدأت حديثها والدمع يتساقط من عينيها ، فى تلك الليلة يا ولدى كان هناك شيخ كبير وامرأة عجوز يعيشون فى شقة بالاسكندرية وليس لهم من الاولاد الا شاب ، ولكن ابتلاهم الله فى هذا الشاب بان كان يشرب المخدرات ،

فى تلك الليله وقبل الفجر بدقائق وعندما كان الشيخ العجوز يتوضأ استعدادا للصلاة اذا بالشاب عائد الى المنزل بعد ليلة قضاها فى السكر وشرب المخدرات ، دخل الشقه واقترب من والده العحوز يطلب منه مالا ، ولكن العجوز لم يكن يملكه ، فقد انفقه ذلك الئيم على المسكرات ،

وهنا وبكل غدر وانعدام للمشاعر يمسك الشاب بسكين وينهال على ذلك الظهر الذى انحنى بعد بذل الوقت والطاقة فى خدمته ، وبعد بضعة طعنات تخللها اهات ذلك الاب الضعيف ، صعدت روحه الى خالقها ، اذهقت روحه على يد كلب امضى عمره يسمن فيه ،

حقا سمن كلبك يأكلك ،

وعلى اثر اهاته التى تكاد تسمع استيقظت العجوز لتجد ذلك الكابوس الذى يكاد يذهب العقل ، وهنا بدأ صوتها يرتفع طلبا للنجدة من ذلك السفاح الذى كان فى احدى الايام جزءآ من جسدها الذى اصابه الضعف والوهن ، فى هذه اللحظات اسرع الشاب الى العجوز وبدا فى طعنها هى الاخرى حتى يخفى صوتها ، بضع طعنات ثم خرت العجوز ساقطه على الارض ، وهنا بدأت الدموع من عينى امى تنهمر بغزارة قائلتا لم ينتهى ذلك الصعلوق عند هذا الحد ،

بل قام بجر العجوز الى الحمام ثم قام بضرب السكين فى بطنها وسحبه مدمرا بذلك بطنها ورحمها ، مدمرا بذلك المكان الذى صنع فيه وتكون ،

هل هذا رد الجميل ؟!!!!

هل مثل هذا يسمى انسانا ؟!!!

اى انسان واى انسانية ؟!

وهنا انتهت امى من سرد القصه ، ولكن لم تنتهى من حديثها ، فبعد صمت قصير اذا بها تقول كلمة سقطت على قلبى كالجبل ، لقد قالت متسائلة هل من الممكن فى احد الايام ان تكون مثل هذا الشخص ؟؟!!!

وهنا وقفت مصمتا امامها لا استطيع الاجابة ، ولا زلت لا استطيع الاجابة الى الان ، فقلبى ليس بيدى وإنما بين اصبعين من اصابع الرحمن ،

لذا اسأل الله دائما وابدا ان يجعلنى من البارين ،

اللهم امين

"وقضى ربك الا تعبدوا الا ياه وبالوالدين احسانا.... " .

وتلك كانت ليلة بكت فيها الاسكندرية


  • 2

   نشر في 31 ماي 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا