من قلب الحدث - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

من قلب الحدث

قصة قصيرة

  نشر في 21 ماي 2023  وآخر تعديل بتاريخ 11 يونيو 2023 .


كعادتي استيقظت مبكرًا، أول ما أفعله

هو تفقُد هاتفي لأكون على إطلاع بآخر

المستجدات.

لم أجد جديدًا يُذكر، فهناك إجتماع رئيس التحرير في الظهيرة قبلها سأكتب بعض الردود على الرسائل التي تأتي لصفحتي الاجتماعية.


أغلب الرسائل تأتي من المراهقات اللاتي وقعن في الحب مؤخراً ويرغبن في حل مشاكلهن العاطفية.


أعلم أن الشعور بالأخرين ومساعدتهم أمر في غاية النُبل ولكن لقد اكتفيت بصدق من تلك المشاكل المكررة حتى صرت احفظ الردود عن ظهر قلب.

لكم تمنيت لو أني بقسم الأخبار حيث لا تتوقف الحركة والمتابعة المستمرة ومراقبة الشبكات العالمية وتلك الجلبة التي أسمعها كلما مررت بهم.

بتُ أمقت مكتبي الذي تتكدس فوقه  الرسائل و بجوارها جهاز الحاسوب العتيق ومدام جومانا التي تشاركني الحجرة وتكتب عن أعياد  الميلاد ومناسبات القُراء.

وما به قسم الجرائم، لو أحظى بفرصة لاستعراض مهاراتي المدفونة التي علاها الغُبار مثل رسائل القُراء؛لأُثبت لهم أنني جوهرة مدفونة في أكثر الأروقة هدوءًا بالجريدة.

غادرت منزلي حاملة اللاب توب خاصتي والذي استخدمه بدلاً من حاسوب العصر الحجري الذي يُقاسمني مكتبي الصغير.

همست لي صاحبة الكشك الصغير القابع على ناصية شارعي بأن أتوسط لها ليحظى أبنها بوظيفة عامل في الجريده.

وعدتها بتلبية طلبها إذا تيسر الحال،تابعت سيري ومشاعر الدونية ترافقني ؛ فالسيدة" أم عبده "صاحبه الكُشك تحسبني مهمة وذات كلمة مؤثرة في الجريده.

لو تعلم أني لا أفعل شيئا طوال الوقت سوى الرد على سبب فسخ خطوبة سعاد وما تفعله ليلى لتحافظ على حبيبها الصامت يإستمرار و محاولة إثناء فريدة عن الإنتحار لأن حبيبها هجرها وأُعجب بصديقتها الصدوقة و حث ريم على تحمل شجار إخوتها طول الوقت و الإنتباه لمستقبلها لاعطتني نوبل في الصبر ولكن لا يوجد هذا القسم لدى هيئة نوبل.

لربما من الأولى أن يضيفوا قسم نوبل لأكثر الوظائف مللا ،وقتها كنت سأنافس وبقوة؛ لأحظى بالجائزة.


حضرت اجتماع رئيس التحرير ولكن في الصف الثالث، لم أجلس بجوار النخبة من قسم الأخبار وقسم الجرائم في الصف الأول.

تابعت بغيظ دفين علاء الذي يعمل في القسم الفني ويلتقي بنجوم التمثيل والغناء، هذا الأخرق الذي كان يتلعثم عندما ينطق إسمه ولكن لكونه ابن الصحفي الكبير وُضع في مكان مناسب وأصبح صديقا للنجوم وبالكاد نجح بتقدير مقبول في الجامعة.

غادرت الإجتماع ولا جديد يُذكر ،فمن يريد أن يعرف شيئا عن بحيرة راكدة كل الأنظار تتجه عادة المحيط.

في طريق عودتي تذكرت حاجتي لأن أسحب من رصيدي الذي لم يتجاوز الأربعة أصفار فعرجت للمصرف وجلست في البهو الفسيح منتظرة دوري.

أخذت أقلب في الهاتف لكي يمضي الوقت تفحصت من يجلس بجواري فوجدته رجلاً فارع الطول قوي البنية،تعجبت من قدمه الكبيرة ولكن هي مناسبة تماما لهذا العملاق.

نظر نحوي في نظرة عابرة ثم تابع النظر لهاتفه، تفحصت تلك السيدة العجوز التي تضع عصى تتكئ عليها بجوار المقعد،كانت تُشبه مدرسه العلوم في المرحلة الابتدائية غير أن الأخيرة قد هاجرت لكندا برفقة زوجها منذ زمن طويل.

لُمت نفسي على تتبعي لمن حولي،ولكنهاالطبيعة الصحفية التي تلازمني وتأبى أن تفارقني.

همسات لي السيدة العجوز متسائلة عما إذا كنت أعرف طريق دورة المياه فأجبتها أنها في آخر الرواق.

أحفظ هذا المكان عن ظهر قلب فلقد كانت خالتي تعمل فيه قبل أن تبلغ سن الكمال.

ما هي إلا دقائق معدودة حتى عادت السيدة العجوز ممسكة بسلاح ناري وتطلب من الجميع إلتزام الصمت.

من شدة تعجبني  ضحت وتعجبت اكثر من  هذا العملاق على المقعد والذي انكمش وتحول لفأر صغير و بدأ يرتجف. 

دخل رجلان يحملان حقائب فارعة على الظهرويرتديان الأقنعة ويمسكان أسلحة  أكتمل المشد الدرامي بصوت رصاصة خرجت من سلاح أحدهم من باب إظهار السيطرة وبث الرعب في النفوس.

تجمع الموظفون والعملاء وقمت في خلسة بتصوير ما يحدث من باب التوثيق، واستنتج أن العصابة البنكية مازلت في مهدها وأنها بعد تخطو الخطوات الأولى في عالم الإجرام ؛اذ أنها لم تأخذ الهواتف منا أو على الأقل تتفقد هواتفنا.

ما هي إلا دقائق معدودة ووصلت الشرطة وطوقت المكان، شعرت بالإرتياح وقمت بعمل بث مباشر من موقع الحدث وكأنه يوم سعدي فلقد أصبحت مشهورة في ثوان معدودة.

عقب مشاجرة حامية الوطيس بين أفراد العصابة لكون البنك ليس به المبلغ المطلوب، اقترحت العجوز التهديد بالرهائن لتحصل على أموال مقابل فك الحصار.

وامسكت بالضخم واعلنت أنها سترديه إذا لم تسلمها الشرطة مليون دولار ،ضحكت للمرة الثانية فما هذا المبلغ الزهيد!! ألم تشاهد اللصة العجوز أيا من أفلام الحركة الأمريكية التي يطالبون فيها بالملايين ويهربون بسلام في نهاية المطاف.

نجحت المفاوضات أو هكذا أوهم رجال الشرطة اللصوص ولسوء الحظ نفدت بطاريه الهاتف ،لم يكن يشغلني الخطف ولا حادث السرقة ضعيف الأداء كل ما كان يشغلني هو أن أخرج لأكون الشاهد الإخباري الوحيد الذي سيقص الأحداث للمواقع والقنوات.

نجحت الشرطة في هزيمة معنويات الخاطفين واستسلموا  في نهاية المطاف، خرجت وأصبحت لمدة أسبوع كامل ضيفة دائمة على القنوات وارتفعت معدلات التوزيع ونُقلت إلى قسم الأخبار .

وكان مكتبي يضج بأصوات المراسلات العاجلة من كل أنحاء العالم ومن المناطق الساخنة التي تشهد كل دقيقة تطورات.

ولكن فجأة ودون سابق إنذار سمعت صوت تنبيه آت من فوق المنضدة الملاصقة لفراشي، فنهضت لأُسكت هذا المنبه الذي اعتاد أن يوقظني في أجمل جزء من الحلم.









 





  • Asmaakhashaba
    درست اللغة الألمانية وآدابها ودرست النقد الأدبي والأدب المقارن ودرست بجامعة Alpert Ludwig بألمانيا.اكتب القصص القصيرة والسيناريو وأدون بعض الخواطر الشعرية.
   نشر في 21 ماي 2023  وآخر تعديل بتاريخ 11 يونيو 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا