هاليصا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هاليصا

قصة قصيرة

  نشر في 02 أبريل 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

هاليصا. ( قصة قصيرة )

—————————

صريرُ عجلاتِ القطار يُؤذن بأنه سيتوقف طويلاّ في المحطة القادمة ، تَململ في كُرسيه وفَتح عَينيهِ ليَجد ” الأسودُ يَليق بك ” علي أرضية العَربة, تَحتَ أقدامهِ مُباشرةً , مُؤكد أن نَومهُ العَميق أفلتها من بين يديه , هو دائماً ما يَصطحبُ روايةَ أو أكثر في سَفرياتهِ ، تَوقف القطار , اندفع للداخل والخارج المسافرين والباعة , انطلقت الهتافات داخل العَربة , فما أن يخفت صوتٌ لبائعٍ حتي يَعلو آخر

أخبار .. أهرام .. جمهورية

جلاب .. يلا . جلاب

مناديل

شاي ..لب ..سجاير. .حاجه ساقعة

تحريك الرأس يميناً ويساراً بملل كان الرد الوحيد علي كل الباعة ، هو لا يعرفُ في حياته شئٌ يُذكر سوي أنه شخص عادي ، ليس عنده ما يَحكيه لأقرانه ليري في عُيونِهم بعض الحقد ، يعيش بشكلٍ عادي , يعمل في نمط عادي , كل مأمورية للقاهرة أيضا تمر دون حدث يستحق أن يُذكر, يبدو أن الحياة الغير عادية في الروايات فقط ، مؤمن تماماً أن تتر الحياة يخلو من اسمه , أقنعَ نفسه كذئب العنب أن الجنون في الحياة حماقة ، ولكن ماذا سيخسر ؟ ربما كان الجُنون بداية الحياة , فليُجرب مرة واحدة أن يتصرف بشكلٍ غير عادي ، فالطبيعي ألا تحدث الأشياء المجنونة للأشخاص الذين يتصرفون بشكل عادي , بدت منه التفاتة تخترق فيها عيناه الندي الخفيف المتكثف علي الشباك الزجاجي , وقعت عيناه عليها , وجه خمريٌ ملفوف بحجابِ أسود , و شفاه منتظمة حمراء من غير سوء ولا روج , نَبضُ قلبه يرجهُ كالعادة كلما وقعت عَيناهُ علي الملامح التي يحبها , ذكره النَبض بأهمية الجنون ، فلبت علي الفور عيناه نداء القلب واللاعقل , وأجهدت نفسها لتلفت نَظرَ الفتاة ، فقامت الأيدي لتُساعده ولوحت بشكل هستيري خشية أن يتحرك القطار دون أن تشعر به ، يفعل ذلك دون هدف منه سوى كسر وقع حياته الممل ، هي أعجبته بجمالها وهدوئها،و… فجأة بدت منها التفاتة ،يبدو أنها أدركت جنونه وتساءلت ماذا يريد منها ، ألهمته” أحلام مستغانمي” أن يطلب رقمها أو يعطيها رقمه ، وبسرعة البرق لوح لها بعلامة التلفون ،يبدو أنها تفهمت جنونه واقتربت من الشباك الزجاجي و هي باسمة , فارتج قلبه وفتح عينيه في ذهول تاركا لهما فرصة تفحص ملامحها جيداً، البهاء يطل من بسمة عينيها, رفعت سبابتها نحو الزجاج , بدأت تكتب رقم هاتفها وكأنها تنقش في قلبه قصة عشق بأنامل الخلود , وتبني في صدره مقاماً لمريدي الرومانسية , انتهت من كتابة الرقم ساعدها في توضيحه ندي صباح الشتاء الباكر ليوم صاف , وكأن الندي شريك متحمس في رسم الحب ، القطار يتحرك ، بدأ يعشق الجنون , أخرج هاتفه وسجل الرقم بسرعة واستكمالاً للشعور اللذيذ التي تسرب لخلاياه كتب أول رسالة تحتوي علي كلمة واحدة ( هاليصا ) فردت علي الفور ( يعني إيه ؟!! ) ,استجمع ما تبقي من هوس وإثارة وكتب ( يعني.. ب ح ب ك.. بس بالفرعوني ) و.. ولحظات وانساب صوت (أماني) الدافئ ، حمل له اسمها وصوتها كل ما عبرت عنه الروايات لوصف لحظات الحُب الأولي و……………

راحتان جافتان حجبتا الرؤية وصوت زوجته المبحوح يقول : بتعمل إيه يا خلبوص؟

أبعد راحتيها عن عينيه ورد حانقا : حرام عليكي فصلتيني

فمطت شفتيها امتعاضاً وقالت :وفصلتك عن إيه بقي إن شاء الله ؟

فقال مطلقاً لهواء صدره العنان في زفرة ملول : بكتب قصة قصيرة ..

وأكمل ) هتقوليلي أنا مليش ف القصص والقراية والكلام دا ..

هقولك : خلاص سيبيني أعيش مع القصص و روحي نامي

هتقولي : طب اتعشيت ؟

.هقولك .لا..ومليش نفس

هتقولي : ليه هو أنا شكلي يصد النفس ولا ايه ..؟؟!! حِكَمْ .. دا إنت زمان كنت مش عارف إيه و…..ونبدأ نتخانق )

وعلا صوته أكثر وبحروف مضغوطة : لينا سنين في الحوار الـ (عادي ) دا بتاع كل ليلة.. إيه الجديد يا ( أماني ) .تصبحي علي خير.



   نشر في 02 أبريل 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا