تخيل أن ذاك المصباح ينير تلك الغرفة الكبيرة ، وذاك القمر يضئ تلك الارض البعيدة ، وقلبي الصغير القريب لا يوجد من يمحي عتمته !
إنك غارق في وحدتك حد الموت ، أعلم أن لا أحد يحمل عنك ولو بعض الكلمات التي ترهق قلبك ، في الوقت الذي أردت فيه هذه الوحده تنعتها بأسوء الألفاظ كل يوم لهذا السبب ، حسنا أعلم أنك لديك كل الحق ، فأنت تريد أُناس حولك وفي الوقت ذاته تعلم أن الجميع يأذي وأنت لديك ما يكفي من الأذي ، فمثلا تريد صديقا جديدا فتتذكر ذاك القديم الذي نبذك في محنتك ، تفكر في حبيب فتجد كل من حولك يشكوا مرارة الفقد فتخاف الإقتراب ، تفكر وتفكر هل علي الذهاب لأمي فهي أجدر بي ! تجد أن مسؤليتها أعظم من أن تزيدها ، تتسائل ماذا علي فعله ! حسنا سأشكو للبحر ، تري أنك لن تظفر منه سوي بتلاطم أمواجه ، بل الاشجار ! ، أيضا لن تجد منها سوي إضطراب غصونها ،
دعني أُفكر عنك هذه المرة ، لما لا تذهب إلي السماء ؟
اذهب إليها ولن تعود مخذولا أبدا ، أعدُك بذلك ، اذهب بكامل عتمتك وستأتي بنورا مستفيضا ، اذهب بوهنك وستأتي بعظيم قوتك ، اذهب بقلبك ولسانك فقط وستعود بكل ما تريد ، أليس في هذه السماء من يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء !
حدث الله واقترب إليه فهو أجدر بك من أمك ، وأحق بك من نفسك ، جرب السماء هذه المره يا صديقي ولن تندم أبدا بل ستداوم عليها أنا علي تمام الثقه من ذلك ..
-
وفاء عابدأكتب ما أشعر به وأحب ذلك.
التعليقات
كلماتك جميلة جدا و نقل شامل عن معظم لحظات هذه الحياة ، واصلي إبداعكِ أستاذه
فعلا صدقتى