رؤى الحجاز
فيصل البكري
مع قرب شهر رمضان من كل عام تتسابق المؤسسات الإعلامية كما هي عاداتها السنوية في ترويج ما تقدمه قنواتها الفضائية من أعمال في قالب درامي وفكاهي حتى أصبح الشهر الكريم شهر المسلسلات عوضآ عن شهر العبادات.!؟
فلا ينكر أحد دور الإعلام الحيوي في حياة المواطن العربي.
إلا أن الكثير من وسائل الإعلام أغفلت الدور الحقيقي لها من خلال توعية المجتمع وتثقيفه فأصبح شغلها الشاغل اليوم عرض المسلسلات والغناء والأفلام والبرامج التافهه بما يسيء لهذا الشهر وبما يتوافق مع طبيعة روحانيته.
حيث نجد اليوم غضب عارم بعد أن أستشعر المشاهد العربي الفشل الذريع لتلك المؤسسات الإعلامية التي تبحث دومآ عن المردود المادي دون النظر للمحتوى الذي تقدمه بتجاوزها لقيم وعادات المجتمع من خلال نشرها للعري. بل تعدى ذلك بأشواط طويلة حتى بات الإعلام وكل ما ينتجه موجهاً لغرض معين وهو التحكم في المشاهد وخاصة من جيل اليوم.
لقد تركوا مدراء تلك المؤسسات الإعلامية "إحدى عشر شهرآ" من العام لتقديم ما لديهم من مسلسلات ومقالب وبرامج وسهرات وطبل ورقص وتنافسوا فيما بينهم وحصروا أفكارهم لتقديم كل تلك الباقة من اللهو في شهر العبادة الذي عظم الله فيها تلك الأيام بالمعدودات.!
تلگ القنوات لا تسير على منوالها قبل الشهر الكريم لأن سياستها تختلف جملة وتفصيلا.
إذ تُسخر الملايين لتجند الأشخاص لإستقطاب ما زاد فسقه وقل ورعه لنشر الإنحلال في شهر فيه ليلة خير من ألف شهر.
والمؤلم في ذلگ تشويه مجتمعاتنا حتى أظهرتنا بمظهر المجتمع المنحل. أصبحت من خلاله علاقتنا الأسرية بمجملها غير مستقرة وغير آمنه.!
والغريب من أصحاب القنوات ومدرائها قد "ساءهم" أن يسلسل زعيم الشياطين في هذا الشهر.
فقاموا في الناس مقامه وبذلوا جل جهدهم لتعويض غيابه والله الموفق...