بعيداً عن الحديث حول النضال الفلسطيني الذي أنطلق في الداخل منذ 1936 وأنتهي في الخارج بعد أتفاقية أوسلو 1993 مروراً بمحطاته المتعددة من الأردن حتى تونس مروراً بلبنان ، بعيداً عن كل ذلك نحن بصدد المرحلة التي تلت أوسلو ومن ثم الإنقسام الفلسطيني الذي جاء بعد رحيل أبي عمار وهي مرحلة النضال الفلسطيني في "الهارج" .

و الهارج هنا تأتي على وزن الخارج لفظياً وتأتي على معنى التهريج من حيث المعنى، لأن الناس في عالم الكلام متحدث ومتكلم ومهرج، وأصحاب نضال الهارج هم من هذا النوع الذي " يهرج" في كل مالايعنيه ويصمت عن الشيء الذي يعنيه!

وعن أدبيات أصحاب هذا النوع من النضال تغيب فلسطين منذ زمن عز الدين القسام إلى زمن الإنقسام، لأن هذا النوع من المناضلين أصبح مناضلاً بالوكالة عن دولٍ عربية وغير عربية مستخدمين خبرتهم في مقارعة العدو الصهيوني لتحذير السعودية من إيران وتحريض إيران على السعودية والتخطيط مع قطر ضد الإمارات والتخطيط للإمارات ضد قطر .

فالمناضل الحنجوري الأرزقي الكبير عبدالباري عطوان أصبح يثير غيرة صاحبة بكنغهام حيث جمع بين النضال المؤدي إلى المال وبين المال القادم من النضال وكل ذلك على أرض الانجلوساكسون حيث ضريح " الولي بلفور" المبارك - عطوانياً- والذي يعود إليه الفضل في نجومية وثروة مناضل "الهارج" عبدالباري عطوان.

عبدالباري القومجي أخذ على عاتق قلمه مواجهة الصهيونية من خلال القومية العربية وكانت السعودية - حيث منطلق العروبة والإسلام - أول وأقوى محطاته، ولكنه سرعان ماقام بتعديل نسخته القومية لتصبح منطلقاً لدعم " الصفيونية الفارسية " ضد العروبة التي مركزها السعودية وذلك من مركز إنطلاق الأحلام الصهيونية " لندن" حيث بلفور !

يوسف علانة

وفي الأتجاه المعاكس لعبدالباري عطوان نجد يوسف علاونه أو يوسف " رزاونه" نسبه إلى الرز ! هذا الصحافي العجيب الذي ركب موجة التوتر السياسي بين السعودية وإيران وماصاحبه من تجييش طائفي وإصطفاف مذهبي، فبعد أن كان علاونه أحد الصحافيين المحسوبين على الصحافة المملوكة " شيعياً" في الكويت أصبح من الد أعداء أصدقاء الأمس بعد أن فقد أمتيازاته وطُُرد من الكويت بشكل نهائي بتهمة التحريض الطائفي وتهديد أمن المجتمع . بعد مغادرته الكويت حقد يوسف علاونه على إيران ومعسكرها الذي جرده من كل شيء وكان حقداً شخصياً دافعه المصلحة لا العقيدة ولكنه - بذكاء وخبرة إعلامية وطرح شعبوي وجرأة لفظية تصل إلى أعلى مستويات الوقاحة - تحول إلى مشروع قومي عابراً للحدود. فمن خلال قناته في موقع يوتيوب وحسابه على تويتر أستثمر علاونه العاطفة السعودية وحسها العقائدي وسخطها الشعبي المتصاعد ضد كل ماله علاقة بإيران حتى أصبح قرابة 85٪‏ من متابعيه ومشتركي قناته سعوديون بل أنه أصبح يتلقى الدعوات والهدايا وغدا في أعين بعض الساذجين يوازي وزنه وزن أحد الألوية المرابطة على الخط الأمامي في الجبهة، غير مدركين أنه حين تعود العلاقات الطبيعية بين السعودية وإيران ستصبح قيمة فيديوهات يوسف علاونة -سياسياً- كقيمة شريط الكاسيت في زمن يوتيوب وقد يتم ذلك الأمر قبل أن يأتي الرز " عج"!

لم يتحدث علاونه في أي أمر له علاقة بفلسطين إلا في حالة إرتباط الأمر بالسعودية وإيران وحماس والأخوان أو شتيمه لعبدالباري عطوان تقف وراءها غيرة غير مستترة من ذلك القومجي الثري، ولكن في الوقت ذاته لازال علاونه مُصرّاً على عروبته ولن يبني لحم أكتافه إلا من الرز السعودي ولو طال إنتظاره، فهو المال الحلال الذي لايوازيه " الفستق" الفارسي ولو ابتنى به عبدالباري عطوان أبراجاً تزاحم السُحب، ولسان حال علاونه يقول أي جسم نبت من غير الرز فالنار أولى به. " صححه البخاري: صاحب المطعم"!

قد يطول إنتظار علاونه للرز حتى تصبح كلمة " عج " مصاحبة للرز وهي الكلمة التي يستخدمها خصومة الشيعة حين يتحدثون عن إمامهم المهدي بمعنى " عجل الله مخرجه"؟ وقد يكون عدم التجاوب السعودي ماهو إلا مقدر محذوف تقديره لقد جربنا أمثالكم سابقاً لذلك لايوجد رز ولكن أذهب إلى إيران وخذ " فستق" أو " فستك " كما تنطق في بعض اللهجات ! رغم أن هناك من يقول أن الرز قد وصل سراً عبر قنوات شعبية ساعدت على هذا النشاط اليوتيوبي المتزايد الذي سوف يتطور إلى إنشاء موقع الكتروني ضخم لمحاربة إيران ... والله أعلم

يتبع في المقال القادم .... 2/2

نواف بن جارالله.