ليس لنا ذنب سوى أننا أحببناك في الله وأبكينا عيوننا من أجلك، ولو أنا لم نحض يوماً بلقياك، ولا تشرّفنا يوماً بالسّلام عليك، صُدمنا بفاجعة موتك، وما صدّقنا ماقيل عن حقيقتها، فكتبنا ونشرنا وراسلنا، لكن أبناؤك زجرونا، وأصدقاؤك منعونا، ورفاقك حذّرونا، واتهمونا بأننا نقدّسك، ونحن الذين تربّنا في الحركة التي أسستها على أن: "القداسة لله" دون سواه، واتهمونا بأن هذا سينسينا طريق الإصلاح ويشغلنا بفاجعتك، ونحن في حزبك تعلمنا أن : "دعوتنا لا تقف على رجل، ولا رجال"، اتهمونا بجريرة خلق الفتنة، وبكبيرة صنع التفرقة، مع أن الباري جلّ وعلا يعرف ما في قلوبنا، ومطلّع على ما في أفئدتنا، حاولنا على الأقل أن نخلق نوعاً من النقاش حول وفاتك، ونرى جديّة التحقيق في حادثة مماتك، حتى تتبيّن لنا تفاصيل رحيلك، لكن للأسف، منعنا القريب، وفرح بذلك البعيد، فمعذرة يا حبيب !
يمنعوننا السؤال وينشرون لنا ابتسامك السّاحرة، ونبرتك الرقيقة، وصورتك الجميلة، إنهم يتفنّنون في تعذيبنا سيّدي باها، إنهم يصبّون البنزين على قلوبنا المحترقة، ويضعون الملح على جراحنا الغائرة، لا أصف شعوري وأنا اقرأ لأحد الخصوم قوله: "لا أدري لم يصرّ البيجيديون على بيع قائدهم بهذه السهولة"، وقد أحسن قولاً، وأوجز سؤالاً، حتّى إن بعضهم يدافع ويصدّ عن التشكيك وكأن أصابع الإتهام ستشار إليه بعد ذلك، عجيب حقيقةً، تكالبوا علينا جميعهم، حتى صحافتنا الورقية والإكترونية، فبدل أن ينشروا لنا كلام الأطباء والعلماء، والفزيائيين والمحققين حول الحادثة، ينشرون لنا ما حدث بينك وبين السيّد بنكيران طيلة رفقتكما، يستحمروننا حتى في الموت، هزلت وربّ الكعبة .
فعلنا ما فعلنا حتّى نبرّأ ذمتنا، ونسقط الحمل من أكتافنا، فالرّوح عند الله كريمة، وعند رفاقها حبيبة، يؤسفني أن أطلب من إخواني أن أكون أنا الأخير ممّن يسطّر حول التشكيك في ملابسات الحادث، وأن نترك أصحاب القرارت يفعلوا ما يريدون بصاحبهم، لكن يوم يطلعون علينا بكلام فيه تشكيك في الحادثة بعد مرور زمان عليها –كما فعلوا مع حادثة 16 ماي- سنكون أوّل الواقفين في وجوههم، والثائرين على أقوالهم، فلنصبر أيها الإخوة، ولندعو مع حبيبنا بالجنّة والرحمة ..