اختلف التعامل مع مفردة الحرية بين الاقوام والشعوب وذلك لاختلاف الثقافات والمبادئ التي يستند عليها كل شعب من الشعوب وتبعا للظروف التي مرت به طوال التأريخ حيث نجد منهم من اتخذ الحرية شعارا للانحلال الاخلاقي وانطلق لاباحة كل ما كان محرما عليه بعد فترات من التشدد الديني.
ونجد من انخدع في شعارات الحرية المسوقة له اعلاميا وعمل على استيرادها من الخارج ولم يعي ان مبادئه ومتبنياته ومعتقداته تتقاطع مع هذه الحرية المشوهة.
والبعض بحث عن الحرية فوجدها من صميم الحياة الانسانية ووفقه الله لسلوك درب المعرفة والعلم ليكتشف ان الانسان خلق حرا مخيرا مزودا بكافة المتطلبات اللازمة له ليحلق عاليا حيث ان مفهوم الحرية الرسالي هو الرفعة والايمان وعدم الركون الى الظلم والقدرة على قول الحق في محله ومحاربة الباطل واهله واتخاذ موقف واضح وصريح من الانحرافات الفكرية والاخلاقية والعمل على معالجة الامراض الاجتماعية الخطيرة التي ضربت المجتمع في الاونة الاخيرة.
وكذلك فان الحرية هي ان لا تجعل بشرا يستعبدك وتكون له مطية يركبها حيث يشاء يصعد على ظهرك منتفعا من امكانياتك ويسخرك لخدمة منافعه الشخصية وهذا يحصل كثيرا في ميادين السياسة الا ان الانسان الواعي لا يمكن ان يقدم نفسه بسهولة هدية الى ساحات الاستغلال فهو يعرف كيف يتعامل ومتى واين يجب عليه ان يقف وقفة حرة ويتخذ موقفا وهذه القدرة تزداد بزيادة نسبة الوعي والمعرفة وبمقدار ضخامة الخزين المعرفي لديه فالانسان الحر له القدرة على التحليق عاليا ليناطح السحاب والجبال وهو يمتلك اللياقة المطلوبة للاستمرار.
-
كرار الربيعيمختص بالهندسة الصناعية والتنمية البشرية ومهتم بالفكر الانساني والاسلامي ودائم البحث عن الحقيقة