الفُرصة
إلى كل من يضمن الموجود.
نشر في 21 شتنبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
تُتاح لنا الفرصة، لا نعلم متى ستذهب؛ بعد مدة طويلة، قصيرة، أم الآن؟
كثير من الفُرَص تأتي بلا سابق إنذار، والبعض الآخر منها ينذرنا مرة تِلو الأخرى، نعتاد على إتاحة الفرصة ونحن لا نعلم أن تلك هي الفرصة الأخيرة؛ الفرصة التي لا يأتي بعد ضياعها إلا الدموع.
التمسُّك بالفرصة وعدم تركها للضياع، هو سر الحِفاظ عليها، والفوز بها، ستتردد بذلك الفعل؟ فإنك خاسر لا محالة، إن قوة إستغلال الفرصة شيء نادر حدوثه، لا أجد وصف له أكثر من أنه "الفرصة"؛ فرصة حقيقية.
لا تتوقع أن إتاحة الفرصة مرة، تبيحها لأخرى، انت شخص محظوظ أنك وجدت باب الفرصة، قبل أن تتركه أم بعده، لكنك وجدته، وجدت شيئًا لن يتكرر كثيرًا في أيامك الرتيبة الروتينية المعتادة.
الحيرة، تحتار آنذاك بين أمور كثيرة، فُرص كثيرة -كما تستوعبها، وانت في قمة الغفلة-
لحظات تفكيرك القليلة ستجعلك تنتقي الفرصة الذهبية، وتعلم إنها "فرصة واحدة" والبقية أوهام لا أكثر.
"تضمن" وذلك الخطأ الفادح، تضمن أن ذلك (الشيء/ الشخص/ الشعور..إلخ) موجود، لا يزول، دائم، بمجرد أنك تراه أمامك، أم تحتفظ به في خزينتك، وتسير انت الطريث الآخر، وانت لا تُبالي به، «أين يذهب؟! فأنا أحتفظ به في خزينتي القديمة، وأتسكع في حياتي الأخرى بحريتي الكاملة التي تضر به أحيانًا، ثم أعود فأجده!»
اعلم أن تلك الفرصة الثمينة التي تحظى بها الآن، بعد دقائق من عدم إستغلالها، ستضيع! تختفي تمامًا، لا يتبع إختفائها إلا الحسرة والندم.
اعلم أيضًا أن من لا يبالي بالفرصة، لا تُبالي به.
بيدك الإختيار بين جعل الفرصة الثمينة كالحلم الذي تحقق، أم تحولها إلى شبح يطاردك بالندم فيما بعد، عندما ترى ما ضاع هباءً أمامك، بأسبابٍ انت صاحبها.
عند ضياع الفرصة، ستندم، ستراها ولا تحصل عليها مرة أخرى، ستحاوطك الحسرات من كل جانب، وكل تلك الضوضاء التي أحدثتها بنفسك، حدثت لإهمالك وقلة إستغلالك للفرص الثمينة النادرة.
أعلم أن بعضنا ضعيف في تلك المهارة المبهرة، ليس فقط، إنما بروفيسور في ضياع الفُرَص، ينتظر الفرصة حتى تأتي، ثم يشعر بوجودها فيطمئن، ويحبو إلى أشياءٍ قليلة القيمة، تجعله ينشغل عما حظى به، فيُمنَح فرصة الوقت الزائد، -أي فرصة جميلة تترك لمن حظى بها فرصة أخرى صغيرة، لعلمها بأن ما يملكها يُذَل أحيانًا- بعد تلك الفرصة الأخرى الصغيرة، ستذهب جميع الفُرَص، وتظل أيها الضعيف، قابع، عاجز عن إستغلال الفرصة التي فات أوانها.
تخيل دائمًا، تلك هي اللحظة الأخيرة، الكلمة الأخيرة، الفعل الأخير، النظرة الأخيرة، الفرصة الأخيرة! ثم لك حرية الإختيار، أتحظى بها، أم تتركها لمن يستحقها؟
٢١ سبتمبر ٢٠١٨
- آلاء السقا
-
Allaa El SaqaJr writer, Artist, Self production design taught - Psychology student at faculty of arts and humanities Author of شيروفوبيا، فى كتاب المواهب الأول " كان هنا يومًا ما " مع دار إنسان للنشر والتوزيع.