كنت
أحمل ملفي الأخضر الذي بداخله كومة من الشهادات والدورات والخبرات وكل ما أملك من حصيلة الدراسة الجامعية وكلي أمل أني سوف أجد وظيفة عادية أكسب منها قوت يومي وأكسب مالا نزيه .
أفاجئ بكومة من البشر بداخل شركة التوظيف كلهم لديهم نفس أحلامي ومؤهلاتي , كلهم مذعورين من ذلك الموقف أنظر في أعينهم وأجد ذلك الجوع والعطش النابع من داخلهم .
خرجت من تلك الشركة محبط وفتحت شنطة سيارتي ورميت ملفي الأخضر فيها وذهبت الى مقهى "الآمال المنسية" وجلست أنظر إلى النافذة وأنا أحتسي الكابتشينو وأفكر بحل لهذه الازمة .
أتصلت بصديقي والذي يعاني من مشكلتي ولكن لديه خبرة أكبر مني فهو الان في السنه الثالثة من عملية البحث عن وظيفة وقلت له تعال إلى مقهى "الآمال المنسية" أخبرني خمسة عشر دقيقة وسوف أكون عندك .
مرت ساعه وهو لم يأتي وقررت الرحيل وافاجئ أنه عند الباب ويخبرني أنه أنشغل مثل العادة فعلمت أنه مهمل في الوقت فقلت له لا بأس أجلس وأخبرني عن أحولاك وقلي ماذا تفعل .
قال لي تعال معي في السيارة وأنا سوف أخبرك ماذا أعمل خرجت معه وإذا بسيارة فاخرة وعطور فرنسية و بفمه سيجارة أمريكية قال لي هل تريد أن تعلم ماذا أعمل!
نعم ماذا تعمل ؟
أنا تاجر هروين كبير في هذه البلدة وما أجملها من وظيفة فيها مالا وفير وجهد قليل فقط تحتاج إلى قليل من الحنكة والحلم .
ماذا !!
هل جننت تريدني أنا أعمل تاجر مخدرات ؟ هل أنت مجنون ؟ سوف أخرج الان سوف أقطع علاقتي معك نهائيا .
مسكني من يدي وقال أسمعني يا صديقي .
أنا أريد لك الخير وإلا لما فضحت أمري أمامك وأخبرتك بسر قد يذهب بي إلى التهكلة .
أنا لا أريد منك الكثير فقط إذا عملت معي فسوف ابدأ معك بالأمور البسيطة والتي لا تكلف شيئا .
وسوف تكسب مالا وفير وتفتح لك مجال عمل وتبتعد عن هذا الطريق نهائيا.
أخبرته
وأنت لماذا لا تبتعد بعد ما كونت نفسك وكسبت ذلك المال .
قال لي :
أنا لا أشتكي من عملي وأريد المزيد والمزيد .
أعطاني كيس من الهروين وقال لي أريدك الساعة الواحدة أن تسلمه إلى تلك الفتاة التي تسكن في مربع تسعة المجاور لصيدلية السلام .
أخذت ذلك الكيس وذهبت الى تلك الفتاة كانت نحيله والسواد تحت عينها فظيع كانت حالتها مريبة فتحت لي الشقه وذهبت الى الداخل دخلت ورائها وأنا كلي رهبة
تعالي أريد أن أسلمك وأذهب
قالت لي حسنا أجلس هنا
جلست وقلت لها أين المال قالت لا أملك مالا
قلت ولماذا اتصلتي من الاساس
قالت أرجوك أريد الجرعة أرجوك حالتي سيئة للغاية
أفعل بي ما تشاء فقط أعطني الجرعة
خرجت من تلك الشقة غاضبا
وذهبت الى منزلي
بعدما جلست على الأريكة
أتفاجئ بكومة من الشرطة تريد إقتاحم منزلي
إنها الفتاة التي بلغت لا محالة
كيف أهرب ؟
أٌقتحمو المنزل قبل أن أهرب
لأول مرة والدتي تراني مقود بالسلاسل والسلاح موجها إلى رأسي
كنت أرى نظراتها تقول أنه تحلم أن الذي تراه ليس حقيقة
لابد أن هناك شئ خاطئ
دخلت السجن فلقد ثبت علي بالجرم المشهود
والعقوبة السجن المؤبد .
-
محمد البلويأهوى الكتابة مثل ملايين البشر