قبل أن يلتقط المصور بعدستة تلك الصورة الجميلة أو يصنع الرسام بريشتة كذلك, فإن الصورة قبلها كانت عبارة عن مزيجاً جمالياً حسي بين المشاعر والوجدان والإبداع, وحين نرى الصورة بحلتها الأخيرة, فما هي إلا العصارة التي أنتجتها عين المصور أوالرسام من ذلك المزيج, وهناك كانت قيمتها الفعلية الحقيقية, فالعين هي من حددت الزاوية واللون والتعابير المناسبة, والمشاعر والوجدان والإبداع هما من حرك العين وأدار ريشة الرسام إلى ذلك, والنتيجة هي صورة ثابتة تحمل جمال المكان, لكنها لا تحمل تلك الدوافع والمشاعر الممزوجة التي صنعتها.
فالمجتمع الذي يؤمن بالصورة في نتاجها الأخير دون أن توصله إلى فكرة ما، هو المجتمع الذي يؤمن " بالأشياء "
والمجتمع الذي يؤمن بالمزيج الذي كونها ويبحث عن الإستنتاجات والأفكار هو المجتمع الذي يؤمن " بالأفكار"
فالأفكار تصنع الحضارات , والأشياء تعتبر مجتمعات مستهلكة لا غير
وأنت قس ذلك على كل الأشياء
-
احمد عباس الملجمينكتب لنحيا