العراق الى اين؟
الى اين يسير العراق بعد هذه المحن التي عاشها خلال السنوات الماضية؟
نشر في 10 نونبر 2016 .
لو اخذنا عام 1918 انطلاقة مناسبة لهذه المقالة، فاننا سنجد العراق تحت الاحتلال البريطاني، والشعب يعاني من الاستعباد والظلم، وهذا ادى بالنتيجة الى نشوب الثورة الشعبية، والتي اصدر فتواها احد علماء الدين الشيعة في النجف الاشرف، وهذه الثورة لباها القاصي والداني عام 1920 ليبدء عهد جديد مع حكومة تحت الانتداب، بعدها ظهرت الثورات والانقلابات وتغيير الحكم من الملكي الى الجمهوري، وفي كل محنة من المحن الشعب يدفع الثمن من ارواح ابنائه.
وفي عام 1980 دخل العراق حرباً استمرت ثمان سنوات مع الجارة ايران، ولم يفرح الشعب طويلاً، فمن حرب اخذت ارواح الكثيرين من ابناء الشعب، دخل الى حرب جديدة بعد احتلال العراق للجارة الكويت، ومن ثم حصار واستبداد وظلم وطغيان، انتهت عام 2003، ولكن في كل مرة العراق لا يعرف الفرح، فالعراق غاص في فتنة الحرب الطائفية، والتي اخذت ارواح الكثيرين من الابرياء، ومع كل فرحة بانتهاء الحرب، توقد نيران لحرب اخرى.
الحرب الحالية، حرب ضد تنظيم داعش التكفيري، الذي دخل الى العراق عام 2014، والذي اصدر على اثرها السيد السيستاني فتواه بالجهاد الكفائي، لصد ودحر التكفيريين، لا سيما وانهم قد هجروا وقتلوا واستباحوا حرمات العراقيين، وباعوا النساء واستعبدوهن، ولكن بعزيمة العراقيين استطاعوا الصمود واعادة كفة الموازنة.
العراقيون على مشارف الموصل عاصمة داعش التكفيرية، وسينتهي ملف داعش باذن الله تعالى، ولكن العراق بعدها الى اين؟
مع كل رئيس امريكي تتغير احوال العراق، فرئيس يأتي، وتأتي معه حرب دولية، واخر يأتي ومعه حرب داخلية، فماذا سيكون الحال مع الرئيس الجديد؟
هل سيدخل العراق هذه المرة حرباً دولية بعد ان استجمع قواه وعلم ان الحرب الطائفية لا خير في رجوعها وانها بنيت اسسها لاغراض سياسية؟ وهل سيدفع العراقيون ثمن اتحادهم، ومن سيكون العدو الجديد الذي سيحمل العراقيون سلاحهم في وجهه؟
سيلد كل عراقي مقاتل لانه وحسب التاريخ، لا توجد في العراق استراحة من الحروب والثورات، لا توجد فرصة للرفاهية، الشعب الذي يميز اصوات السلاح والقذائف، فطم على حمل السلاح، ولا اظنه سيحمل ورداً بيديه مادامت امريكا ودول الاستكبار والاستعمار موجودة، وما دامت هناك اذناب لهم من العرب والعراقيين، فالعراقي الاصيل سيظل الى اخر عمره يحمل السلاح، لان الشر لابد وان يطرق بابه، طال الامر ام قصر، هذا واقع الحال المؤسف.
فصبر جميل، عسى الله يفتح علينا باباً لفرجه الواسع الكريم، ويجعل العراق وجميع بلدان المسلمين عامرة هانئة مطمئنة.
والحمد لله رب العالمين
-
نجم الجزائري...