تباطئت في سيرها حتى يظن من يراها من بعيد أنها لا تتحرك ، ليست مغمضة الجفنين و لا بفاتحة لهما بل هما مردودي النافذة ليس مفهوم لهما حال ، عيناها لا تتحركان في أي مكان بل متوقفتان عند نقطة واحدة و كأنها تنظر في ذلك الفراغ الى شيء ما بعينه و لكنها حقيقة لا تنظر الى شئ ، فاذا نظرت اليهما فإنك لا ترى اصرارا للوصول بل ترى عينين توقفتا عن الحياة لا يثبت لك عكس ذلك الا اغلاقهما كل بضع ثواني للمحافظة عليهما من الجفاف المنتشر في ذلك الجو حولها .
ماذا درأ و الى أيّ حال آلت تلك الفتاة ذات الشعر المموج الذي ما إن تراه حتى تظن أنه السبيل اليها; فهي تتموّج أحوالها كما تموّج شعرها الذي يحسدها عليه أصدقاءها ..
ماذا حل بالعينين اللتين عرفا بالجمال و الصفاء الدائمين? لما هما مغلقان و نائمان بطريقة تحزن الغريب الذي ما إن يراهما حتى يعلم أن ذلك الحزن يخبئ وراءه جمالا يشع كشمس وجدت طريقها وسط سحب فصل الشتاء القارص فأدفئت ما حولها بطلّتها..
و ما بال هاتين الشفتين اللتين عرفتا ابتسامة لا يستطيع خطها أو رسمها أفضل رسام في عالم البشر قد أقفلت أبوابها و حرمت علينا نورها و رونقها الذي يتطلع اليه كل من يعرفها ..
لماذا ذبلت تلك الوردة المتفتحة و لماذا خبا نور تلك النجمة المتوهجة ..ماذا يحدث في هذا العالم العجيب الذي يجعل أمثال هذه الفتاة الصغيرة تطرق باب اليأس و الذبول و تعيش دور ليس بدورها ?!
أعلم أن هذا ليس باختيارها و لكن ماذا يمكنني كقارئ أن أفعل سوى الحزن على ما ألمّ بتلك الفتاة و أمثالها و الحزن على فقد العالم لوردة أخرى ذبلت قبل أن تكمل نموّها . و مع ذلك فأنا متأكد أن يوما ما ليس وقته الان ستتفتح الازهار جميعها مرة أخرى و سيرى العالم فقط وقتها أياما مشرقة لم يرها من قبل و ستشرق الارض الاخرى بابتسامات لا تذبل مهما طال بها الزمن ..و ستتفتح الى الابد.
-
Shaymaa Ashrafفتاة تؤمن بقوة الهدف و تحاول الوصول اليه.