ارتقاء الفن والإعلام بالمجتمع - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ارتقاء الفن والإعلام بالمجتمع

الدكتور :شاكر حامد على حسن جبل / كلية الآداب والتربية قسم الشريعة والدراسات الإسلامية جامعة الطائف قال تعالى (ولا تكونوا كالتى نقضت عزلها )

  نشر في 10 يناير 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

الإعلام يعنى النشر ،أى نشر الصور والأفكار والمعتقدات بين الناس مع اختلاف البيئة ،

والثقافة ،والديانة، والمعتقدات ،وإذا التزم الإعلامى أو الفنان أو من يتواصل بالناس

من خلال الفن كالتمثيل ،أو الرسم التشكيلى ،أو الأناشيد والأغانى ونحو ذلك كالمؤلف

أو المنتج  أو المعد للبرامج ،أو الصحفى أقول إذا التزم هؤلاء بميثاق الشرف والأمانة

وآداب المهنة وضوابطها لوجب عليه مهنياًّ أن يهتم بنشر الفضيلة والأخلاق دون نشر الرذيلة أو الفساد.

يجب عليهم انتقاء الكلمات أو الصور أو الأفعال التى تعرض على الناس ؛لأنه ليس من

المعقول أن يهتم الإنسان وينتقى ما يأكله الذى به قوام جسمه ،ويهمل غذاء روحه

وعقله وتنمية إحساسه وتنمية مواهبه وإدراكاته.

وقد نعى القرآن الكريم على أقوام قد عطلوا حواس الإدراك والمعرفة فى حياتهم، فلا يهتمون إلا بالأكل والشرب والملذات وأهملوا عقولهم قد وصفهم الله بأنهم كالحيوانات بل هم أحط منزلة من الحيوانات ،وأن مصير هؤلاء إلى هلاك وخسران فى الدنيا والآخرة  .

قال تعالى: ( ولقد ذرأنا لجنهم كثيرا من الجن والإنس لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها ،ولهم أذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون )

أى خلق الله لجهنم كثيرا من الجن والإنس فلهم عقول  ولكن لا يفقهون بها أى  يعرضون  عنها انشغالاً بملذاتهم وشهواتهم ،ولهم آذان لا يسمعون بها انشغالاً بسماع ما لا يفيد ،وهو كما قال الله تعالى (صم بكم عمى فهم لا يعقلون )  .

والعرب تقول ذلك لمن عطل جوارحه .

فيجب على الإعلامى انتقاء الصور والكلمات التى تعرض على الناس وأن يبتعد عن الكلمات الخادشة للحياء وأن يكون هدفه الأسمى هو الإرتقاء بوطنه وبمجتمعه.

إن الإعلام والفن عليهما دور كبير فى الرقى بالمجتمع بكل طوائفه ؛لأنه يملك الكلمة وهى فى أبسط معانيها تفيد المعنى ،وتوجه الشخص إلى هدفه إذا لا قت استحساناً وإعجاباً بها ،ويملك الصورة ،وهى أبلغ من الكلمة فليست كما يقول المثل الصينى  الصورة بألف كلمة بل هى أصبحت تعنى آلاف الكلمات مما يعجز اللسان عن وصفه فى صفحات .

يجب أن يكون الإعلامى ونحوه صادقاً فى خبره لما فى الشائعات من خطر على المجتمع ،ويجب أن يدعم كلامه بالحجة والبرهان  ؛لأن الكلام المرسل الذى لا دليل عليه لا فائدة منه ،ولا طائل من ورائه ،وللآخر أن يقارع الحجة بالحجة ،وهذا هو منهج الإسلام فى مناقشة المخالفين قال تعالى (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) .

إن الإعلام النافع يكون بالكلام الطيب النافع ، والمفيد  ،وقد صور القرآن الكريم الكلمة الطيبة بأنها كالشجرة النافعة التى تنفع الناس فتأتى بالثمر  النافع ،أما  الكلمة الخبيثة فهى كالشجرة الخبيثة فلا يجنى الإنسان من ورائها شيئاً نافعاً بل إنها لعدم فائدتها تقتلع من جذورها قال جل شأنه:

 (ألم تر كيف ضرب الله مثلاً كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتفكرون )

وقال تعالى ( وقولو للناس حسناً) وهذا هو الإعلام النافع ،إن الإعلام النافع هو الذى يوجه المجتمع من مجتمع فاسد إلى مجتمع صالح ،ومن مجتمع عاطل إلى مجتمع عامل ،وهو الذى يبعث  فى الإنسان الحياة من جديد ،وهو الذى يرقى بالإنسان من فساد الإخلاق وانحطاطها إلى رقيها  ؛ولا بقاء لأى أمة إلا بالمحافظة على الأخلاق .

قال تعالى (قد أفلح من زكاها ،وقد خاب من دساها )

فتزكية الأخلاق كانت مهمة الرسل والأنبياء، ولأجلها بعثهم الله عز وجل ؛لإنقاذ البشرية من ظلمات الجهل إلى نور العلم والإيمان .وصلاح الأمة وتقدمها وريادتها فى بقاء الأخلاق وفسادها فى هدم الأخلاق ،ولنا فى هلاك قوم لوط العظة والعبرة .

ومن أجل ذلك قال أحمد شوقى أمير الشعراء مبيناً أثر الأخلاق فى بقاء الأمم

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا .

أيها الإعلامى اجعل شعارك حب الله والوطن فحب الأوطان من الدين واغرس ذلك فى نفوس الشباب فهم الأمل والمستقبل ،كن صادقاً وأميناً فى عملك ،كن معتزاً بلغتك العربية التى هى لغة القرآن الكريم لغة الوحى ،كن سراجاً يضىء للناس الحقائق دون تدليس أو غش ،لا تقدح فى ثوابت الدين المعلومة ،ولا تقف ما ليس لك به علم ،علّم الناس الكلم الطيب فإليه تعالى يصعد الكلم الطيب ،كن مثالاً وعنواناً للأخلاق فمنك نتعلم ،لا تسب زميلاً لك ،فالسب والشتم ليس من أخلاق المسلمين ،فهذه الأمور إذا التزمت بها كنت إعلامياًّ ناجحاً ،و هادفاً ونفعت المجتمع والإنسانية  .

لابد من خلو الإعلام من كل مبتذل من الكلمات أو الصور ،وهناك أمثلة كثيرة نخجل من ذكرها .

إن القيم طريق نهضة الأمم،وهى الوسيلة الوحيدة المثلى لتكوين أجيال نافعة وصالحة ومؤثرة .

إن ترسيخ الأخلاق فى المجتمع هو مهمة الإعلام والفن كما هو مهمة المدارس والجامعات ،والبيوت  وما ذا تفعل الجامعات والمدارس والبيوت إذا كانت تبنى والإعلام يهدم .

فمتى يبلغ البنيان يوماً تمامه      إذا كنت تبنيه وغيرك يهدم

وذكرنى هذا البيت من الشعر بقول الله تعالى (ولا تكونوا كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً )

وهى امرأة كانت تغزل الصوف بمكة ثم تهدم ما غزلته من بعد ما تعبت وأنفقت الجهد والمال والوقت . فهذا هو حال الإعلام الهابط يهدم ما تبنيه الجامعات والمدارس ورجال الدين ،ويؤيد هذا ما لا حظناه على الشباب من ظهور بعض الأمور كحلق الشعر وترديد بعض الكلمات البذيئة ،ولبس السلاسل والثياب وغير ذلك مما  لا تتفق مع تعاليم الإسلام .وهذا ما لا حظناه على البيوت من كثرة حالات الطلاق فى الآونة الأخيرة وطلب النساء الطلاق لأدنى سبب .

فلابد أن يكون الإعلام نابعاً من ثقافتنا ويعبر عن حضارتنا وقيمنا ،ومن هنا يرقى الفن والإعلام بالمجتمع  فى اللغة والأدب والفكر والسلوك والأخلاق .

وبالله التوفيق .والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الدكتور :شاكرحامد على حسن جبل / عضو هيئة تدريس بجامعة الطائف بالمملكة العربية السعودية /قسم الشريعة والدراسات الإسلامية .


  • 2

   نشر في 10 يناير 2017  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا