لماذا نختلف و لا نأتلف... لماذا الحرص كلّه أن نكون على وجه رجل واحد أو امرأة واحدة في الزيّ و في الفكر و في التقليد و في الانتساب الى وطن معيّن... لماذا نواجه بعضنا البعض لنقول لهذا أنت كاذب أو كافر و أنت الملحد و أنت المتكبّر أو المتعصّب و أنت المنافق و كلّ الصفات السلبية الّتي تلغي كل الصفات الايجابية فيه و كأننا استلمنا صكّ الغفران الأبدي أو أصبحنا نحجّ كل يوم و لماذا انتسابنا الى حزب مهما كانت انتماءته السياسية و في اي بلد كان هو معناه أننا على صواب في طريق مستقيم لاعوج فيه و لتهلك كلّ الأحزاب؟ و كأننا موسويون نشقّ البحر و نمشي بسلام... و لماذا خلق الانسان هكذا؟ و هذا هو السؤال الّـــذي سيلغي كلّ التساؤولات الأولى... لأنّ من خلقه يستطيع أن يجعلنا سواسية في الخلق و في الفكر و حتّى في التقوى... و لماذا لم يفعل ؟
و لكي يفهم الجميع ما أرم إليه هو حاصل الكم الهائل من الاسئلة و التأمل في الفكر الانساني في كل فترة من فترات حياتي لماذا هذا الاختلاف( واجب في سنّة الحياة ) و في العالمين بين الانس و الجنّ و بين كلّ المخلوقات الّتي تدبّ في الأرض و لماذا ميّزنا الله بالعقل عنها و لم نكن مثل النحل و النمل في عملهما و ما أدنى من الذّرة في حركتها، و العجيب أنّ الحياة كل الحياة تتغيّر و ملكوت الله باق الى يوم الدّين هناك أشياء لا و لن يطلع عليها إنس ولا جان مثل الغيب و القدرات الفيزيائية و درجة الذكاء الّتي لا نراها الاّ في أفلام الخيال العلمي،ماذا لو اصبح العبد متوحّش أو مصاص دماء أو من فصيلة المستأذبين الّذين نراهم اليوم و لكن بصفة مختلفة في الافتراس؛ ماذا ينبغي للحكومات ان تفعل أمام الكم الهائل المتغيّر في الاعتقاد البشري لكي تجعل الفرد يردع للقوانين الّتي تجبره أن يحترم الحرية الفردية" و التي لا أعن بها أن تفعل ما تشاء ضاربا عرض الحائط لكلّ مقومات الانسانية و التقاليد و العرف السائد في مكان معيّن و لماذا العالم كلّه حيران أمام الاحتباس الحراري و لا ينفعل أمام الاحتباس الفكري والجهل الّذي أغرق المفاهيم السليمة و الأفكار الراقية و ارتفعت درجات الحرارة الكارهة المتدفّقة من قلوب لا تحب الاختلاف و التّنوع في المذهب و الاعتقاد و الفكر...
لم أجد الجواب الشافي في الفكر البشري ذلك المخلوق الضعيف و لكن ارتحت في الأخير لقول الله تعالى الخالق البارئ:" ياأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير )
وعن قول رسوله الكريم محمد صلى الله عليه وسلّم الّذي لا ينطق عن الهوى: " - : " إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم " .
لا أدري ماذا يحصل في الدنـــيا و لكن أي شيء يطرأ ليس عبثا لا يكون بصفة اعتباطية فسنة الحياة لها ناموسها الخاص و ما يراه النّاس في جميع البلدان من ويلات و حرب و بطش و إبادات اقتصادية و انسانية و سلام و رقي في بلدان أخرى يوضح لأي أحد لبيب يبحث و ما يزال يقرأ انّ الاشياء تحصل من اجل حكمة يريدها الله، و لكن ماذا يريد الله من عباده المؤمنين و ماذا يريد من المسلمين و ماذا يريد من دون ذلك و لم اشأ أن أقول لمن كفر... لأنّ الله أدرى هل هو كافر أو أكثر ايمانا مني و منك
و كذلك لأنه أصبح " الكفر" مثل الجنسية تعطى لمن ولّى لفئة معيّنة أو لحزب معين أو حاكم أو طاغي... و أصبح التكفيري يعلم انّه هو المسؤول على معاقبة الكافر بالردم أو الرجم أو قطع الرأس أو الرصاص أو رميه من مكان عال، وهو لا يعرف حتّى المعادلات التي غيّر ت وجه التاريخ أو جدول الضرب و لربما كان من أُقيم عليه الحدّ الشيطانيّ هو أكثر شأنا منه و أعلى منزلة منه عند الله... نقاشات دارت بيني و بين من أحب النقاش معهم لأنه تتضح لي معهم زاوية كانت في الجهة الخلفية للفكر المظلم، الّذي لم يرى النور و لكن الحمد لله كل شيء يدور ما دام الورق يدور و عدم الثبات على رأي واحد فكلّ شيء نسبيّ إلاّ كلام الله و رسوله و من اتبعه بقلب "تقيّ"
و ليلة البارحة تساءلت هذا السؤال من جديد لأرى اجابة مقنعة من مسلمة تردّ على ذلك حتّى و لو كانت اجابتها غير مقنعة لذى البعض أو لن يفهمها الكثير من يعيشون في الجهة الشرقية من الكرة الأرضية، و هي رسالة تحتاج الى قراءة ما بين السطور للغرب أكثر منهم من الشرق واستنتجت في الأخير أنّ هناك قوّة أكبر من قوّة الجاذبية و أكثر توازنا من الدوران الارض هذا إذا فعلا كانت الارض تدور حول الشمس أو العكس و ليس هذا محور كلامنا لأنّ محور الدوران الأوّل مهما كان فليس ثابت الى يوم الدّين... و ما أتحدّث عنه هو الايمان لانّه بيد الله ،و قلوب جميع النّاس بين يديه، إن شاء ثبّتك و إن شاء تركك في ضلالك أو أضّلك و نسأل الله أن يظلّنا تحت رحمته يوم لا ينفع كلام من كان كلامه القرءان أو الانجيل و لا ينفع نسبه و لا حسبه و لا بلده و لا جنسيته فإن شاء الله رحمه و اكرمه و ان شاء عذّبه... و كيف لنا ان لا نقتدي بقلب مؤمن رحيم على أمّته حين سمع رسول الله قوله:" " ان تعذبهم فإنهم عبادك ، وان تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم " المائدة 118 " صلى بها و رددها حتّى أصبح... فإسلام المرئ لا يغنيه عن شيء و هو واقف امام الله حتّى يطلع على كتابه و فيما أمضى حياته و هل كان ذو قلب سليم و له سلوك ايجابي في المجتمع و مع الناس جميعا ً فالمرء يحسن اسلامه بحسن خاتمته.أسأل الله حسن الخاتمة لجميع من عرفت و من لم أعرف....
الــــغرب الآن بعدما كان يدير ظهره للإسلام أصبح الآن يتساءل عن صحة اعتقاداته و أنا أعني الحكومة و الفرد على السواء
و لعلّ الكثير لم يلاحظ ذلك أو لم يسمع لذلك و لكن اصبحت الحكومات تتبنّى حرية المساوات علنا و أن تغرس في نفوس الجيل الجديد انّ المساوات تكون مع الاعتقادات كذلك دون أن نترك طرفا عن غيره فمنهم من أعلن عن صلات العيد في التلفاز و منهم من هنّئ الجاليات المسلمة بحلول شهر رمضان أو العيـــــد و لكن رغم ذلك هذا لن ينفع في اسكات الكلاب النابحة الشرسة الطليقة الحرّة كي تعبّر عن كرهها للإسلام الديانة الوحيدة الّتي تنتشر رغم الإلحاد المعلن و رغم الطاغوت المنذر مثل الطاعون و كأنّها صورة تلوح الى مخيّلتي أنّ الامر لا يتعدّى سوى المجاملة المصطنعة أو ربما هي القرار الراشد كي تحاول أن لا تجلب الى الاجيال الجديدة تسونامي جديد يغرق الروح الانسانية في قاع التهور و اللعب بحرية المعتقدات و لا أظنّها سوى خطوة عثرة ان كانت عن حسن نية فهي طبعا لها عثراتها، فلكلّ بلد لها مشاكلها سواءا كانت اقتصادية أو اجتماعية فإنّ المشكل العقائدي هو اللبنة التي يقوم عليها اساس المجتمعات مختلطة الأجناس وهذا ما يقع فيها من توتر يزداد يوما بعد يوم و كلّ حكومة تتعامل معه على حسب اقتناعها المطلق بالحرية الاعتقادية و الفردية الّتي لا تمسّ استقرار الدولة ولكن ماذا لو حصل رفض القبول؟ إليكم صورة حيّة واضحة في هذه الرسالة التي نشرت في جريدة كندية في مونتريال (و اعتذر لمن لا يفهمون الفرنسية لعدم ترجمتها فضلت عدم فعل ذلك كي لا يختل المعنى):
Je t’ai croisé ce matin à la station Jean-Talon.
Tu es dans la mi-trentaine, en âge d’avoir une femme et des enfants, tu travailles probablement sur la construction ou sur un chantier vu ton habillement et tes outils.
Nous, terroristes?
Tu n’as pas pu te retenir ta colère et ta haine d’islamophobe en toi quand tu as aperçu ce musulman vêtu de son habit traditionnel blanc et avec son p’tit chapeau pour la prière.
« Pourquoi t’es habillé de même, estie de terroriste? »
C’est, mot pour mot, ce que tu as dit.
Et tu as osé faire ton surpris et être insulté quand il t’a regardé en se demandant c’est quoi ton problème, qu’il a continué son chemin et t’as ignoré.
« Pourquoi tu réponds pas à ma question? J’t’ai parlé, estie d’arabe. Crisse de tapette! »
Et moi je suis là l’autre côté des rails, en me disant que t’as l’air d’un gros épais et comme si t’avais lu dans mes pensées, tu me regardes en me traitant « d’ostie de femme soumise » et sans oublier la phrase fétiche des islamophobes comme toi : « On est au Québec icitte enlève ton torchon de sa tête pis si t’es pas contente retourne dans ton criss de pays de marde. »
En premier, j’ai eu envie de te dire qu’aujourd’hui (le 17 juillet) c’est la fête de l’Aïd, soit la fête de la fin du ramadan (le mois du jeune chez les musulmans et le plus important dans l’année), juste pour ta culture générale.
J’ai eu aussi envie de te dire, que le torchon sur ma tête sa s’appelle un voile. J’ai eu envie de te demander depuis quand c’est acceptable de voir des ados de 14-15 ans en minishort avec des gilets bedaines, mais que de voir une femme qui se couvre pour se préserver ça pas correct.
Mon pays, c’est le Québec
J’ai eu envie de te dire que « mon criss de pays de marde », c’est le Canada. Si t’étais pas au courant y’a pas juste les Arabes qui sont musulmans. Je suis née ici, j’ai grandi ici et j’ai été scolarisé ici. Mes parents sont québécois, je mange de la poutine et je connais probablement mieux le Saguenay-Lac-Saint-Jean que toi. Au téléphone, jamais tu pourrais te rendre compte que je suis musulmane.
Mais j’ai rien dit, parce que t’étais tellement en « beau tabarnak » que j’ai eu peur que tu traverses l’autre côté et pourtant je suis loin d’être peureuse ou timide.
J’ai beau vivre dans un pays laïc où j’ai le droit de pratiquer ma religion comme j’en ai envie, mais les lois, elles ne seront pas là pour me protéger quand un autre con comme toi va venir me crier dessus quand je rentre de l’épicerie et y’a pas un policier qui va apparaître par magie à côté de moi quand tu vas me pousser et m’arracher mon voile.
Je voulais juste te dire que jamais je vais m’empêcher de sortir de chez moi, par peur de croiser un type de ton genre. Du monde qui pense comme toi y’en aura toujours, mais sache que c’est pas parce que quelqu’un pense pas comme toi que t’es obligé de l’intimider ou de l’agresser. On appelle ça le respect, si tu savais pas.
Tu ferais quoi si un membre de ta famille adoptait l’islam? Ça change quoi à ta vie à toi que je porte un peu plus de tissus que les autres?
Réfléchis à ça mon gars.
Aexandrine Vallée
لن أبدي وجهة رأيي للرسالة بقدر ما أريد أن أتسائل من جديد لو حصل هذا في بلد مسلم تلبس فيه امرأة لباسا عارياً و هي أجنبية ماذا سيكون ردّها هي كذلك و هل ستقبل أي جريدة محلية كي تنشر رسالتها... و ماذا عن ما حصل في تونس البلد الشقيق حيـــــن يأتي متطرّف يرفض أن تسبح امرأة في البحر و كأنّه هو مالك البحر و السماء و الأرض ليصبح لونه أحمر غير صالح للسباحة ، , وترفع راية سوداء ترفرف السباحة ممنوعة و السياحة بدعة مذمومة هل تحرص الدول الاسلامية أن تمدّ يدها لمن يقولون انّ الله موجود و "أنّنا نعبد ما تعبدون" و تصحح المفاهيم لأناس يقرؤون القرءان و لا يفهمونه أو يعملون فقط بأسلوب يضمن لهم حوريات في السماء و جواري في الارض و حقّ النساء الأربعة أو التسعة عشر و تطهير الذنوب بالذبيح بعد التكفير بدل التسبيح و الاستغفار...! وحقّ الولاء له بمقعد فرعونيّ سواء كان ثابتا أو متحرّكاً و ماذا صنع هؤولاء كلّهم هل هم من اكتشفوا دوران الأرض أو عدمها، هل رقصوا أو سجدوا في القمر ؟هل أسلم على يدهم العديد من البشر؟ أو أنّهم قلبوا السورة و رأيت الناس يخرجون أفواجاً من دين الله و هل يعلمون انّ قطرة دم اليوم ستبيح آلاف الارواح من المسلمين بعد عام أو اكثر من الغرب كي يبيدونهم ، لا جرم أنني طرحت اسئلة كثيرة إليكم هذا الأخير لا أدري من هو أكثر خطراً هل هو ذلك الرجل الّذي شتم و سبّ في "المترو" مسلمة متحجّبة في كندا أو ذلك الّذي يحلل فرج امرأة لا تحلّ له بعد أن قتل زوجها... وهو لا يعرف كيف ينطق حرف "ضاد" ربما الاوّل يجهل عن دين الاسلام الكثير... و ربما الثاني أجهل منه و اكثر و هذا اعتقادي قد أبدّله غداً فلن أتعصّب في رأيي و قد أجلد بسببه أو أعدم من يدري كل شيء ممكن على حسب عقول الناس ومذاهبهم.
لا يسعني الى أن أرجع الى محوري الاوّل فمهما كان الدوران فالأصل واحد دائرة تدور وترجع لنقطة معيّنة تنير درب هذا حين يكون الظلام في منطقة أخرى و لا أشاء إلاّ ان أقول، لا تصمتوا أمام الحقيقة فهي صداها لن يقف عند واحد فيكم ولا تكتفوا عن قول:"أضعف الايمان اماطة الأذى عن الطريق و في بلداننا العربية او المسلمة ملايين الحفر ألا يوجد من هو مؤمن كي يصلحها ؟ و هل الأذى فقط في الطريق الأرضي،ماذا عن الطريق العلوي الذي يستقيم فيه قلب العبد المسلم و يجعله أكثر ايمانا بالله قولاً و فعلاً؟ و تنغرس فيه سمة التسامح و الرأفة بالنّاس و الرحمة و يجعله من المتقيين و يجعله من الفائزين..
و/عبد الحمـــيد:يوميات مغترب في الشمال الفكري..عفواً الأمريكي.
-
عبد الحميد وراد...