ثورة , ثورتان , من يزيد؟ - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ثورة , ثورتان , من يزيد؟

عن الوضع السياسي المصري

  نشر في 20 يونيو 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

من الشعب المصري من يؤمن بقيام ثورة واحدة في مصر، وهي ثورة 25 يناير، ومنه من يؤمن بقيام ثورتين،: ثورة 25 يناير، وثورة 30 يونيو، ومنه من يؤمن أن الثورة الوحيدة هي ثورة 30 يونيو، أما 25 يناير فكانت مؤامرة لإسقاط مبارك وزعزعة الاستقرار.

يقول بعضهم الآخر كلما زادت أحوال البلاد سوءًا «وكأن ثورة لم تحدث» يشيد بعضهم الآخر بهذه الجملة ويراها معبرةً وموجزةً، ولكني لا أؤمن كليًّا بهذه الجملة إلا عند إزالة كلمة «كأن».

منذ بضعة أيام ظهرت العديد من الدعوات المختلفة من فصائل وحركات متعددة للنزول مجددًا تحت راية واحدة من أجل إسقاط الرئيس الحالي للبلاد، نشرت على أثر تلك الدعوات منذ يومين منشورًا أقول فيه: «لو الشعب المصري ما زال مؤمنًا بأن إسقاط السيسي هو الحل السحري لتحسن أحوال البلاد فأي حركة قد تحدث في الأيام القادمة لا قيمة لها ولا هدف، تغيير السائق لا يصلح السيارة العاطلة أما تغيير الموتور والعجلات والفرامل وكافة أجزاء السيارة أو إعادة هيكلة كافة مؤسسات الدولة وتحقيق كافة الأعراف الثورية ومحاكمة كل مجرم على جريمته هو الحل الوحيد وأي حل «سياسي» آخر يؤدي لـ«بيع» السيارة من سائق إلى آخر بدون تحقيق ما سبق هو حل مرفوض مسبقـًا.

لم أقصد يومًا تثبيط الهمائم أو معارضة من يسعى للقيام بأي نوع من أنواع التغيير، تمت إساءة فهمي أنا لم أدافع قط عن السائق ولكن كل ما كنت أقصده أنه ما دمنا قد اتفقنا على صناعة التغيير فلا بد أن يكون تغييرًا حقيقيًا، ولا بد لكي تكون له نتائج حقيقية ملموسة أن تتم المحاكمات والأعراف الثورية وتتم إعادة هيكلة جميع مؤسسات الدولة بداية من مؤسسة الداخلية مرورًا بمؤسسة الإعلام والقضاء والتعليم وانتهاء بمؤسسة الجيش.

الفساد مستشر بجميع مؤسسات الدولة وهذا الفساد لا يمنع فقد من يعارضه من العمل وإنما يمنع أصحابه أيضًا من تحقيق أي نوع من أنواع الإنجازات الملموسة لدى المواطن، بعد 25 يناير كنا نصبر أنفسنا بالوقت وبأن أي نوع من أنواع التقدم يحتاج مزيدًا منه ولكن في الواقع الوقت مجرد فزاعة من فزاعات عديدة نلقي عليها همومنا لكي نرتاح نفسيًا مرت خمسة سنوات كاملة منذ مظاهرات الخامس والعشرين من يناير، فماذا حققنا غير عمليات متتالية من تبديل رؤساء الجمهورية وحاشياتهم المختلفة؟

أنا لا اعترض على عمليات التبديل تلك، انتقال السلطة من رئيس إلى رئيس آخر أمر طبيعي، ولكن من غير الطبيعي أن يعتقد الشعب أن المشكلة في مبارك شخصيًّا وحاشيته، فيقوم بإزالتهم من الحكم، ثم يجد أن شيئًا لم يتغير فيقوم بالمطالبة برحيل المجلس العسكري، وعندما يرحل بالفعل يجيء محمد مرسي والإخوان فيجد الشعب المصري أن أمرًا لم يتغير، فيبدأ في المطالبة بإسقاط مرسي وحكم المرشد فيجيء السيسي ورجاله، فيجد المصريون للمرة الرابعة على التوالي أن الأمر لا يتغير، فيطالب برحيل السيسي.

كرر الشعب المصري العملية نفسها ثلاث مرات متتالية بدون تدارك خطأه الأوحد، وهو أن ترك الميدان بدون الأعراف الثورية، وبدون محاكمة كل مجرم وكل فاسد لكي يكون عظة وعبرة لغيره من المجرمين والفسدة، لا يدمر الثورة من أساساتها فحسب، بل إنه يمنعنا من إطلاق مصطلح «الثورة» عليها.

فأية ثورة تأتي لكي تحافظ على النظام الذي تثور عليه كاملًا بدون أدنى خدش، أية ثورة تحاسب رئيس فاسد وحاشية فاسدة كمبارك وحاشيته عن طريق قضاة نظامه هو من عينهم وعن طريق قانون نظامه واضعه؟

لا بأس من طرح الثورة كحل، ولكن عن أي نوع من الثورة تتحدث؟ هل تتحدث عن عملية انتقال السلطة من رئيس إلى رئيس عبر عملية ضغط شعبي أم تتحدث عن تطهير شامل يزيل كل هذا الكم من الهراء والقاذورات؟ لو كنت تتحدث عن النوع الأول فاعذرني، أي تغيير بدون إزالة الفساد من جذوره لن يؤدي إلا لفشل الرئيس القادم مهما كانت أيديولوجيته، ومهما كانت نيته، ومهما كانت الطريقة التي جاء بها إلى السلطة.



   نشر في 20 يونيو 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا