- سارت رحلة الزمن من الظلماء تصاحبها محامد من الأمور محصورة ومعروف عديدها ، ومساوئ أخرى كثيرة أعيت الحاصرين ، وفي إحدى مراحلها استوقفها النور فااثبت وأرسى كل المحامد، وأزال والغى المساوئ متدرجا يراعي لصوقها في نفوس القوم ، فكانت محطة الزمن المحمود ،لتبدأ رحلة الزمن الأخرى محجة بيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها غير الهالكين .

- هذبت الأخيرة القادمين من الأولى احسن تهذيب وأرتهم أحقية الإلتحاق بها فكان لها ماأرادت، فوجدوا ذواتهم وأبصروا بالبصيرة وأيقنوا أحقية الحق وأنه بالإتباع أولا ،وهم القادمين من أولى عهدت تحكيم معيار بموجبه توأد البنات ،

- نحن بمسافة من تلك العصور طويلات وفي مناكب من الأرض مختلفات في شمالها وجنوبها وشرقها ، كَثُرْنَا شعوبا وقبائل فتعارفنا ، إلا أنَّا مازلنا وفي هذا العصر نرى تجليات من المعاملة تمارس على أقليات من بُنَيَاتِنَا هي في نفوس من الطلعوا عليها تحز، و في نفوس غير المطلعين إذا بالح لهم أصحابها أوكاشفوهم لاشك تقع وقعها على السابقين .

- في عصرنا الحديث نرى نوعا غير الذي عهده، عصر الجاهلية يتجلى معنويا،تُحدثه الجموع في كل منكب ،تحت زغاريد وتبريكاتٍ تريك أن الأمر عند القوم حسن لما أبدوا في ظاهره من بهجة وسرور ،لكن ماخفي أعظم ولايمت للبادي بأي صلة ولاقربى ، وقد يدركه الأهل بعد حين وحين لاينفع الندم.

- كثيرات هن الحواضن التي تتسم بالحرص المعرفي لِبُنَيَاتِهَا وتُدَرِّجُهُمْ مراحل المعارف بأي وسيلة وتحت أي ظرف ،قاصدين والقصد لله أولا تبوئهم قمم المعارف وصروح المعرفة ، ماامكنهم إلى ذلك القصد سبيلا ، طريق اسْتِنْزافِيٌ مُدْقِعٌ لايَشعر أهله بذلك لمايُعَلِقون من آمال على بناة الغد الأفضل .

- طريق تُقْدِمُ عليه أُسَرٌ بعد اختيار وتحديد لأهداف أحبوا وصول فلذات أكبادهم إليها، فاصبحت هي العقيدة لايُرْجِعُهم عنها شُحُّ مَوارِدٍ ولاضيق ذات يد ، فجادوا بما ملكوا، ومالم يكن في البد، فجادوا في أحايين بماء الوجه بغية اقتراض لمسيرة وضعوا حجر أساسها في سنوات خلت ،ومالبث دهر الأزمات يُخِيرُ قواهم حتى الجأهم إلى مالم يكن يوما في الحسبان .

- فماكانوا قبل هذا من المقترضين وماكانت عوارض الأزمان المختلفة لتلجئهم إلى ماهم عليه إلا استثناءات من عوارض تعليم أبناء هم روافع الغد المنتظر .

- ،كلها أمور وعقبات نوجزها ولايفيها التقصي إذا ماتتبعتها الجموع ، تواجهها كل أسرة مصرة على أن تنال تلك البُنَيَاتُ مراتب علم بشهادات ابتكارية عليا يناطحون بها جبال التميز في اقطار العالم ويصارعون بها متميزيه .

- مع هذا كله يأتي غير المنصفين عبثا ,من أبنائنا حديثي عهد بالمال , متنكبي نهج مسار التعليم لاولجوا باب المدارس إلا أيامًا معدودات , ما تعلموا منها إلقاء التحية بغيرالأم , وكان ذاك دأبهم الدهر سائرا حَدَّ الثانوية ،هذا إن وصلوها أساسا ، همهم وشُغلهم الشَّاغِل مطاردة فُرَصُ الحياة ربحا ، وتقويم طرقاتها تنمية للمال ولاشيء غيره .

- فليس أمر التعليم عندهم ذا بالٍ أحرى أن يتحملوا مشاق المسارات الدراسية المختلفة أذهانهم ملئت بخزعبلات الأسواق من قصص وتجارب الدهماء ،إذ بعد هذا كله إذا مافاز بفرصة وحسن سمت الكادح واستوى على عرشه ،ظن أن الذين علموا سواء وغير العالمين ،فتبدأ رحلة صيد بنيات هم في صدر المقال.

- ظاهرة دأب معظم الناس عليها من الأهل والأولياء فبعد أن كشف عنها إصحابها المتضررين ، وهم نخبة عانت غربة الدراسة ورُبِطَتْ بغير المستوى المطلوب تعليما ،وتحت إكراهات الأهل والأولياء ،حجة الأخيرين في ذلك نسل من علاقة قد لاتدوم حد العام تحت ضغوط المجتمع الذي يزدري متأخري الزغاريد ،ماتبينوا أن الذي عليه يخشى ليس صناع التميز ،إنهم آخرون سئمتهم بيوت آبائهم لطول مكثهم فيها واصلين ليلهم بالنهار ،لكنه المجتمع الموبوء المضمحل الأفكار، و الأغلبه الطامع المال .

- غاضا الطرف عن نتائج سلبية تكررت في عديد حالات مطابقة لكذا ارتباط ،والسبب مُتَجَلِياً في بعد و اختلاف مشارب أطراف العلاقة، و في أحايين يكون الطرف النسوي عرضة للتعنيف والتعتيم ،نعم و من مُتَعَجْرِفٍ ماحظي بتهذيبِ مقاعد الدراسة ،لايصبر ساعتين جالسا و لايفهم دقيق الأمور .

- هذا عَلَّ الأمرَ يُجْدِي تداركا فَيُحد من ربط المتميزات بغير الأكفاء ،فَالْبَوْنُ شَاسِعٌ بين الطرفين فهو وَأْد ٌ من نوع آخر مشابه لصنع الجاهلين.

- عن صديقتي أتحدث