أنا زوج ميرفت أمين - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أنا زوج ميرفت أمين

  نشر في 18 فبراير 2016 .

من الأكيد أنك أثناء مشاهدة فيلم "زوجة رجل مهم" لـ "أحمد ذكي" الأسطورة، و"ميرفت أمين" الجميلة، من الأكيد أنك في كل مرة تنفعل وتغضب لتصرفات ذلك الرجل المعقَّد نفسياً، أليس كذلك؟

أعتذر لطرحي هذا السؤال لكن كل شيء الآن يحتاج إلى أن تتأكد منه فحتى المسلمات علينا أن نتأكد منها مجدداً ربما، لأن كل المعايير اختلفت يوم اكتشفنا بيننا أناس يشمتون في الموتى ويضجعون مرددين بأفواه كأفواه البهائم "في النار إن شاء الله"، "أحسن ربنا يجحمهم" وغيرها من الأقوال التي لا أخفيكم سراً قد جعلتني أفكر مراراً في حمل مطواة جميلة أهب في كل مرة فأقطع لسان المتحدث من "لغلوغه"، لكن فكرة التلوث بتلك الدماء القذرة غير مستحبة إطلاقاً.

على كل حال لقد شردنا كثيراً، نعم، كنت أتحدث عن زوج ميرفت أمين الذي هو أنا فكيف ذلك؟

في الواقع شخصيتي لا يمكن معها أن أكون عادياً، ربما حتى لن يكون من المبالغة أن أعترف بأن تلك الكلمة "عادي" تفقدني أعصابي إذا وصفت بها.

إذا دخلت مكاناً أحب أن أجذب الانتباه، إذا كنت في حفلٍ أحب أن أكون وسيماً –رغم استحالة ذلك-، إن شاركت في عمل أشعر بإهانة إذا لم أفعل به شيئاً يعني أنني كنت هنا، أنني شاركت بهذا العمل، أشعر بالغربة حين أحاط بأناس لا أعرفهم ولا يعرفونني ولا يتحدثون إليَّ مباشرة لأني أستحق الحديث المباشر إليَّ.

وهذا -إلى حد ما-ما كان عليه زوج "ميرفت أمين" بالفيلم، كان يحب أن يكون وأن يشعر بالتميز، أنه ليس عادياً، أن الأرض قد خلقت لأجله، أن القوة لا تزال بيده، وأن الناس يحترمونه وما زالوا، الفارق الوحيد هو أن أمثال هذا الرجل يمتلكون أو فلأكن دقيقاً وأقول يمتلكهم شيء ما لا نمتلكه نحن من أبناء المغضوب عليهم، "عليك نور"، تمتلكهم السلطة.

والسلطة شيء لو تعلمون عظيم، وبالطبع لن تعلموا ولن أعلم ما دمت لم ألتحق بإحدى الكليات إياها ها طبعاً عارفين، كلية "التربية الرياضية" طبعاً، ما علينا، المهم أن السلطة تمكِّن المعقدون النفسيون من إنفاذ ما يفكرون فيه وما يريدون وقتما يحبون ومثلما يرغبون، فتجد أفكار هؤلاء كما أتخيلها وكما رأيت بعضها في مواقف مختلفة كأنها: "هذا الشاب يبدو أنيقاً أكثر من اللازم، وسيماً أكثر من اللازم، وأنا حقير وذوقي قبيح فربما قليل من فرد عضلاتي عليه وتوبيخه سيحط من قدره أمام مخطوبته" مثلما رأينا في حادثة المترو مثلاً حين انهال أمناء شرفاء بالضرب على الشاب المسكين وهذا ليس لعيب فيهم بل لأنه ملعون في الأرض بالطبع.

أو كما تستطيع سيادتك أن تجرب بنفسك يومياً فتدخل مؤسسة حكومية -ليست أمنية حتى-بها أفراد أمن (عساكر) وجرب أن تسألهم أو تستفسر منهم عن مكان أو شخص وأخبرني عن لطافة الرد وجمال قدرتهم على العطاء لاحقاً.

أو بينما تقرأ المقال يمكنك أن تسأل صديقك الذي تخرج مؤخراً، اسأله عن معاملة خير أجناد الأرض وهو بينهم.

ويبقى المثال الأخير للفئة الباقية وهي الفئات الأكثر مرضاً ذوي الشخصيات الأكثر نقصاً وهم أمثال من انهالوا على فتاة "محمد محمود" الشهيرة ضرباً وسحلاً، وطبعاً حقهم لأن "ايه اللي وداها هناك يعني؟".

والآن لو افترضنا -مجرد فرض نعلم انعدام فائدته-أن الشخص الذي سحل الفتاة -هذا إن كان شخصاً-كان شخصاً عادياً ممن يُصفعون على قفاهم يومياً هل كان بمقدوره أن يخرج عقده النفسية على خلق الله؟ وإن أخرجها فهل كان خلق الله سيخافون سحله ليأخذوا حقهم؟

الجواب الأول معروف وهو "شد اللحاف ونام"، والجواب الثاني معروف وهو "طبعاً لا"، لأنه فقد السلطة.

السلطة هي الفارق الوحيد بين الشخص العادي الذي يرغب التميز والشخص الفقير الإبداع، المعدوم التفكير، والميت الضمير الذي يرغب التميز لكنه تميزاً يناسب جهله، التميز والشهرة اللذان لا يأتيان إلا بالحماقات الكبيرة والقذارات الكثيرة، وهي أيضاً الطريق الأسهل للمعقدين نفسياً للوصول إلى ما لا يستطيعون بدونها.

عامة...أنا لا أقصد شيئاً من كل ما سبق سوى أنني سعيد للغاية بل سأطير فرحاً لتمكني أخيراً من إيجاد طريقة لوضع اسمي بجوار اسم "ميرفت أمين".



  • Ahmed Nassar
    طالب جامعي، وصحفي بجريدة إنسايدر الطلابية بجامعة المنوفية. صاحب أعمال منشورة ورقياً وأخرى إلكترونياً. كاتب قصص قصيرة ومقالات. قاريء نهم ومحب للأدب والفنون.
   نشر في 18 فبراير 2016 .

التعليقات

شو دخل ميرفت امين بالسياسة يا كابتن اعرفوا اكتب بصورة صحيحة او بطل كتابه يا عم
0
Ahmed Nassar
شكلك ما بتعرفش تقرأ خالص للأسف :D

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا