شد انتباهي ماقرأته عن الكتابة من قبل المدونين على المنصة،و استجبت لداعي القلم لادلو بقولي عن هذا البعد الذي نعيش به كينونتنا ،الا وهي الكتابة،انها ببساطة اصدق تمثل للحب ،بين قلم وورقة،وحامل القلم بين الاثنين قد ينسج علاقة الود هاته اختيارا ،او إجبارا إنها إجمالا اللحظة التي لايشعر فيها المرء بنفسه الا حاملا القلم ،لتتناسل الكلمات نسلا جليا على ضفاف الصفحات،ليكون النتاج إسقاطا لذواتنا في بعد الانا المطلق حين يطلق العنان لارادته الحرة ان تخرج للنور ماقد يكون مكتوما او حبيس الفكر في عالم الالسن و في هذا يبدو فعلا الطرح الذي سبق ودون على المنصة الا و هو اننا نكتب حتى لا نفقد حاسة البوح.وهذا امر جلي.
كذلك نكتب كامتداد لكينونتنا خلال الدفق الزمني،نوع من الرؤية المباشرة للذات من خلال ما تكتبه ،به تقيم نسق افكارها بين القديم والجديد،بين الخاطئ و الصائب،انها نوع من الإسقاط متعدد الابعاد للذات،من شأنه موقعتها كوجود ؛بين الافراد وكذا في خضم الجمع المحض،ان سحر الكتابة امر لا يمكن اختزاله في كتاب او مجلد،لانها اعمق بذلك بكثير فلكل كتابة طابعها الخاص تستقيه من حامل القلم الذي يروي ظمأ الورق بزخات من الكلمات ،نكتب في بعض الاحيان و لا ندري لم؟ وقديكون الجواب في حد ذاته ان تدفعك الكتابة للتساؤل عن ماهيتها وبذلك تكون قد قطعت شوطا في معرفتك لذاتك او تجلياتها من خلال الافكار،الاشخاص وكذا الاحداث .انه فعلا امر جميل ان تدفعك الكتابة لتكوين منظومتك من التساؤلات التي بطبعها تعينك على فهم ادق لما حولك نوع من الاستقلالية الذاتية في النظر للاشياء بقناعة خاصة.
نكتب حتى ننتصر على فنائنا بحضرة الوقت ،حين نخلد الكلمة تلو الكلمة بين بياض الصفحات،لا يهم ان كانت كتابة ذات معنى او لا فمجرد الاستجابة للرغبة الحارقة في حمل القلم له معنى،اننا نكتب وكفى!نكتب لنحلم في سياق الوجود بدل السبات،نكتب لانفسنا حتى نوطد الوصال بيننا،قد نكتب لغيرنا وقد نكتب عنه والغير صور متعددة، اناسا او احداثا ،نكتب لنحرر انفسنا من الصمت الذي لا محيد عنه حين نفقد المنطق و المعنى فيما يقال،نكتب لنعطي الصفة الاكثر بهاء ا للذات الا وهو التجلي الحر للذات بعيدا عن القيود و نهج القطيع الذي ينخر عظم الامة،نكتب بحثا عن المعنى ،وقد نكتب لنخلد في الزمن مشاعر لا تمنحها الايام بقاء ا،نكتب لنعيش الجمال في صور اللغة، والاكيد اننا نكتب لان سلطة القلم حين يدعو تسمو فوق كل فهم ،ولاخيار سوى الاستجابة.