المأجورون كالجواسيس خطرهم مدمر..هيام فؤاد ضمرة..

الأقلام المأجورة في الوطن العربي أينما تواجدت، هي أدوات هدم كاسح، وتشويه فاحش، وتزوير مفضوح، تستخدمها السياسة في إحداث البلبلة، والتزوير من قبيل التأثير على الرأي العام والتلاعب بالمعلومة، وتكذيب الحقائق وتشويهها، من خلال بث الأكاذيب والأقاول التي لا ترقى إلى المصداقية ولا إلى الأخلاق.

وفي الغالب يتم اختيار هؤلاء من أدنى مراتب البشر وأحقرهم، وأرخصهم قيمة، ممن خلعوا عنهم الضمائر وارتدوا لبوس الدناءة القصوي والقماءة المنفرة، يبعون أنفسهم برخيص التراب، ليستخدموا كأبواق ناعقة، أو كمماسح للزفر كريهة، أو كأوعية قميئة للقاذورات، فيكتب ما يخالف العقيدة والدين، وما يخالف العقيدة والأخلاق، ويشق الصفوف ويثير الفتن، حتى ما يخالف الحقيقة المطلقة التاريخية والحقوقية والعروبية.

هم في الواقع الفئة النكرة في المجتمعات، واليد الضاربة بلا حق ولا أخلاق، وعلى الفئة المثقفة حقيقة وصاحبة المبادئ والعلم، التي تملك المعلومة الصحيحة أن تواجه هذه الفئة الماجنة مجون من تنكر للأمة والدين، باحتقار وازدراء مكينين، وعلى الجهات الأمنية أن تتخذ في حقهم التدابير المناسبة واللازمة، درءً للفتن التي يبثونها من خلال جهلهم ورخص دورهم، ومواجهة لدورهم الإجرامي في تشويه الحقائق، وبث الأخبار الكاذبة، ودعوة الناس والمجتمعات والجهات المعنية، على الشروع في وقف تصعيدهم، وصناعتهم للتوتر والاستفزاز، وتفادي كل ما شأنه من أعمالهم في زعزعة أمن المنطقة واستقرارها ، وتخريب العلاقات البينية بين الدول، وبث الزيف من الأخبار، خدمة لعدو حقيقي، صاحب تاريخ دموي، ورعب جماعي ارتكب خلاله أكبر المذابح وأحقرها على الإطلاق، وترهيب خبيث مكار ولئيم تسبب في موت عشرات ألوف العرب بطرق مأساوية بالغة العنف.

للأسف الشديد غالباً ما تسكت عنه دولته وهي مستخدمته الرئيسة للأهداف الوسخة، وتداري وجهها البشع وهي تدس بيده أجره الوضيع، كأي عامل يستخدم للأعمال المحتقرة، ثم يستغنى عنه بإلقائه في أقرب مزبلة للأشياء الوضيعة، قد يعودون إليه لأداء عمل محتقر آخر، وقد يموت في مزبلته كفطائس الحيوانات.

والعدو في الغالب يعتمد على هذه الزمرة الوضيعة لتيسير شؤون أعمال كيده التخريبية في أوقات الحرب الباردة، وحين تعصف بالدول المطموع بها خلافات أو معارضات، أو مستغلة الفترات الانتقالية في الأعمال التصحيحية، والفترات الملتهبة، لتدسهم عيوناً أو سموماً تثير الفتن وتتلاعب بالعقول وتشوه الذهون، بهدف زرع ظروف الزعزة، وتعطيل سير التقدم بالاستقرار، وتعبئة الأماكن الرسمية والوزارات والإدارات بالرجال المدسوسين، فيهدفون من ذلك أقصى درجات خلخلة الظروف، وتعريض الوطن للاختراق، والتدخل بالشأن السياسي، والتأثير على الرأي العام وعلى أصحاب القرار في وقت واحد، بهدف إدخال فئة مدسوسة تعمل للأعداء وتأتمر بأمرهم لأجل مصالحهم.

 فحين المصلحة تقتضي الأمانة والأخلاق والتضحية نراهم يظهرون فجأة ويستخدمون أبواقهم في قلب الحقيقة وتزيين المزيف من المعلومة المطلوب منها قلب الواقع في عقول الناس حتى لو كان هذا المزيف ضعيف الارتكاز، وظهرهم بالغالب محمي إما من جهات داخلية أو خارجية حسب متطلبات الموقف وظروفه وأهدافه والجهات المحركة والدافعة له، فهؤلاء شيوخ الضلال ومروجي الدمار منطلقين من عصبيات مجنونة وحِميات جاهلة غير سليمة وأحقاد مستعصية وعنصرية بغيضة، ولا يتحلون بأي صفة موضوعية، فمن كان المال والسلطة مطمعه فلن يتوانى من فعل أي شيء على الإطلاق وهذا هو المقصود بتوثيق حقيقة الأبواق المأجورة.