في احتفالنا العائلي بالعيد دعا والدي أخواته وبناتهم وأولادهم في ضيافة كبيرة وكانت الصبايا يمرحن ويتسابقن على اللعب بالألعاب النارية البسيطة وكاد يقع لإحداهن حادثا لولا لطف الله . رأيت عمتي الخمسينية تجري بخوف الام نحو ابنتها الثلاثينية والتي هي أيضا أم وقد تعلقت بها ابنتها خائفة ورأيت وجهين من بين الوجوه الكثيرة ترتسم عليهما أبلغ علامات القلق عليها وجه أمها من جهة ووجه ابنتها من جهة أخرى وهنا قفز سؤال لا اعرف كيف إلى ذهني وتساءلت من هي الأكثر حبا لها ؟
الأم او الابنة ؟
وبغض النظر عن نوعية وطبيعة الحب فقد طرحت تساؤلي فيما بعد على الموجودات لتجيب بعضهن بأنها تحب أمها أكثر من حبها لابنتها كنوع من البر ولكنني لم أقتنع فلا احد يستطيع أن يضاهي حب الأم لأولادها مهما كان .
ومهما بالغنا في حبنا لأمهاتنا فلا نستطيع الوصول لتلك الدرجة في التفاني والحب الغير مشروط التي تصلها امهاتنا
وعلى مر العصور كانت الأم نهرا من حب وبذل وعطاء لا ينضب كما لم تنضب في ذاكرة الأدب العربي والعالمي
فكانت ولا زالت مثال البراءة والمثالية والعطاء يقول محمود درويش
"أحن إلى خبز أمي وقهوة أمي ولمسة أمي..
وتكبر في الطفولة يوماً على صدر يوم..
وأعشق عمري لأني إذا مت أخجل.. من دمع أمي."
ولا أجمل من قصيدة المتنبي في رثائيته المشهورة لأمه
"أبكيك لو نقع الغليل بكائي.. وأقول لو ذهب المقال بدائي
قد كنت آمل أن أكون لك الفِدا.. مما ألم فكنت أنت فدائي
قد كنت آمل أن يكون أمامها.. يومي وتشفق أن تكون ورائي."
ولا اجمل من أنفاس الأم التي تعبق بها رواية الأم لمكسيم غوركي
وفي رواية الأم لبيرل باك تبحث عن امك في أعماقك وتستنطق جمالها في حياتك
ولا أبلغ من أن نجرب الأمومة لكي تنكسر قلوبنا حبا وحنانا للجمال الذي يعيش معنا وقيمته في ذواتنا المنهكة
التعليقات
مقال جميل أخت نوره ,, بارك الله فيكِ وفي قلمك ..