الانتخابات المقبلة ومخاض الأحزاب المغربية - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الانتخابات المقبلة ومخاض الأحزاب المغربية

  نشر في 16 شتنبر 2016 .

من الأمور الجلية والصارخة،أن الأحزاب المغربية التقليدية والمعاصرة لم تستطع إلى اليوم الانسلاخ عن خمولها وأدائها العقيم واحتكاكها الاجتماعي المنحسر والوصولي،بحيث تظل طوال الوقت متقوقعة على ذاتها قابعة في أبراجها العاجية،ولا يطفو فعلها السياسي على سطح المعيش اليومي،ولا يسمع صوتها المحتشم إلا مع انبعاث وميض الاستحقاقات الانتخابية،وإطلالة بلور صناديق الاقتراع،حينئذ تنطلق ألسنة المتحزبين وتبدع المتحزبات في ترصيع الكلمات البراقة،وتنخرط جوقة الأحزاب المغربية في أهازيج أحيدوس بالمداخلات والجلسات النقاشية الهادئة تارة،والمحتدمة تارة أخرى،وتكثر مناسبات المشاركة في الاستجوابات والندوات الانتخابية لتشخيص الحكايات الأسطورية المشوقة إلى وعود المستقبل المغرية،والساعية للاستئثار بعطف الناخبين وثقتهم،كما يشتد الحديث عن النضال السياسي،وهو ما يراه المغاربة باديا في الحقيقة خلال موسم الاقتراع ثم يختفي عن الوجود،وينتهي أمره في غير ذلك من أيام الدهر.

في حين ينبني نضال الأحزاب سياسيا أساسا على التفرغ الدائم للتعريف بمبادئها وأهدافها،وإجراء قراءة تقويمية لما تنجزه من برامج وأنشطة تستهدف تأطير المواطنين وتنمية وعيهم،وسلوكهم الإيجابي حيال محيطهم الاجتماعي.

هذا هو الحال المؤسف للمتحزبين في المغرب وأحزابهم بين الأمس واليوم،يتأنقون في مظاهرهم وقولهم ويبدون حماسا متأججا للعمل والإنتاج والبناء إبان مساحة الانتخابات،وينطفئ توهجهم بمجرد ما يدركون ضالتهم المتوخاة.

إنها سيناريوهات حزبية معتادة،ومواقف سياسية لفرط اجترارها وتداولها الرتيب الجاهز والمنمط أصبحت مثار سخط الشارع المغربي وتذمره من الأحزاب وممثليها،ويقينه بأن سياسة المواسيم هي مجرد ملتقى اقتراعي للمتسابقين الانتهازيين المتكالبين عليه بكل شراسة،وبالوسائل اللبقة والثعلبية المتحايلة أو المبتذلة السوقية للفوز بسبائك الذهب وكراسي الامتيازات والقرارات النافذة،والجري وراء نخوة السلطة والحصانة التسلطية العابثة.

إن المغاربة الشرفاء لم يعد يهمهم الحزب ولا المتحزب بأي شعار كان،لأن الأحزاب جميعها من طينة مغربية واحدة،وبرامج كل حزب تخلب الألباب وتوحي بالقدرة على فعل المستحيلات والعجائب،أما الشعارات المكتوبة والمسموعة فهي تملأ العين وتطرب الأذن،وتنور العقل بوعودها الجميلة وآمالها العريضة.بيد أن المعول عليه يكمن في توافر عناصر متسلحة بالكفاءة المعرفية وطاقة الابتكار،وإنتاج الحلول الحاسمة لتجاوز معيقات التنمية ،وتحقيق الأهداف المرسومة،إلى جانب تشبع هؤلاء المترشحين للانتخابات القادمة بقيم التربية الحميدة والمواطنة الصالحة،وأهلية التواصل البناء،وروح المبادرة وحسن التدبير وترشيد الامكانيات المتاحة.

كل المغاربة الواعين بأهمية الانتخابات،ودورها الحاسم في تحويل أحلامهم الطوباوية إلى واقع ينعمون فيه ويتباهون بإنجازه،متلهفون إلى نزاهة التصويت وممارسته باستقامة ووعي وقطيعة مع الأساليب المشبوهة للتجارب السابقة الفاشلة،مستبعدون ما يلوح في الأفق من استمرار حليمة على طبيعتها القديمة،وبالتالي حدوث النكسة المخيبة لآمال الإصلاح والتغيير،والانطلاق نحو غد أكثر إشراقا،وجلبا للعيش الكريم والمطمئن.



   نشر في 16 شتنبر 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا