حوار مع صديقي الداعشي
نقاش حاد يحاكي تموضعات اسلامية بحته من كلا الطرفين
نشر في 08 يناير 2016 .
كان يا مكان في قديم الزمان في سالف العصر والاوان ، وفي ليلة من أحلك ليالي الأمة الإسلامية وادمسها ، كان هنالك صديق لي اسمه داعش ، صديقي شاب في مقتبل العمر (العشرينات تقريبا) ، جميل الطلعه ، واسع الذقن ، مسبور الحاجب ، قوي البدن ، ممشوق القوام ، متفرد بصفاته عن غيره من عامية الشباب ، بالرغم من تفرده بصفاته المترائاه بالعين المجرده ، إلا أنه يمثل لغز كوني بالنسبه لي ، وحل هذا اللغز لهو إنجاز في حد ذاته .
صديقي رجل يحب الاسلام ويهوي تطبيقه على أتم واكمل وجه ممكن ، وهو يعتقد أنه نحن المسلمون غير المتزمتون بتعاليم الإسلام وتنفيذها بحذافيرها بدأ باقامه الصلاوات الخمس في المساجد وقيام الليل وعدم ملامسه المرأة والاختلاط بها و تغيير المنكر الواضح انتهاء بطبيق حد الله من رجم وقصاص وإعدام للمرتدين عن دين الله الحنيف غير مأهلين لحمل راية الإسلام ومصيرنا نموت على يد من هم أكثر منا إيمانا واسلاما ، وصديقي بهذه المناسبه تخرج في سنه 2012 من الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على دكتوراه بتطبيق شرع الله وعاش بأمريكا حتى أتم تعليمه وبحوثاته وقام بتقديم اطروحه الدكتوراه التي نالت احسان وتجاوب أساتذته ورواد جامعته ،إلا وهي كيف يقتل المسلم مسلم وينال جنة الخلد (منطقي إلا حدا ما ) .
قال لي ساخرا في أحد الأيام مستطردا : يا أخي في الله (لأن من صفاته عدم مداعاة أحد باسمه لأننا في مفهومه كلنا عباد لله والأسماء حرام) كوني ساقوم بضرب عنقك لا محاله في يوم من الأيام ، هل لي بأن اطارحك بضع من الاسئله حتى تتشبع رغبتي في فهم عقليتكم أيها المسلمون الغير مطبقين لشرع الله ريثما يصدر أمر ضرب عنقك من قبل أمام وخلفيه المسلمين ، اميرنا أبوبكر البغدادي ، هل لي ?
أجبته بدم بارد : تفضل ، أسأل وأنا أجيب ، املا ان أشبع رغبتك يا صديقي .
استطرد قائلا: أنتم تؤمنون بالله وتؤمنون بمحمد عليه الصلاه والسلام ، وتؤمنون بالاخره والجنة والنار والحساب والعقاب ، وتعرفون أشد المعرفه أن الله أمر أن تطبق قوانين بحذافيرها ، وأن من لا يطبق شرع الله يعتبر كافر ومرتد ويدخل في دائره الكفر والرده ومع ذلك تتبعون الغرب في علمهم وتطبقون أعمالهم وتقتاتون من حصادهم وتستخدمون اختراعاتهم واللاتهم ، ومع ذلك تنحصرون تحت مسمى مسلمين، إلا تستحقون القتل!!! كيف ذلك ?
في الحقيقه ليس لدي جواب مناسب لهذا الاستطراد ، إنما ساوافيك بسوالين مقابل سؤالك هذا ، ومن شانهما أن يشبعا رغبتك عزيزي داعش، السؤال الأول :
من خالقك !
السؤال الثاني ، هل لي من دليل ما تثبت به اصحية وشروعية دينك الحنيف الذي تتبعه !
عم الصمت المكان ، ثم بعد وهلة وجه إلى سيل من الكلام الذي يكاد يحاكي في همجيته وبجاحته و تجرده من معاني الانسانيه ما يعكسه فكر شخص جاهل ، جاحد ، ملحد ، وباعتقادي انا انه من اكثر الكلام حاديه الذي قد مر على مسامعي منذ أمد طويل ثم أشار بيده إلى وجهي وأجاب لكل سؤال مستطردا :
بالنسبه للسؤال الأول وهو من خالقك ، فكيف توالتك الجرأة لكي تقوم بطرح على سؤال كهذا ، خالقي هو الله وحده لا اله الا هو ، ومحمدصلى الله عليه وعلى آله وسلم عبده ورسوله ، ما هو مقصدك من سؤال كهذا ولم وجهته لي مع العلم بماذا سوف تكون عليه إجابتي، انا هو المطبق الشرعي لحكم الخالق البارئ ، انا من يلائمه التوسم بشرف رفع رأيه الاسلام وأداء ما قد أمرني به بارئي وأشاد به في كتابه الشريف، وانت تسألني من هو خالقي ، إلا تكاد تستطيع أن ترى من حوالك ما آلت إليه أخلاق الناس ، وماذا ينم عنها من تبعات تكاد تحاكي في سخطها ما كان عليهن قوم لوط ، والغر......
كلمه صارخة مني واتته في حين غفله ، وهو لم يكمل كلمه الغرب : ومن تخال نفسك أيها المختل حتى تحكم على الناس بهذه المقاييس والتناظرات. أليس هناك رب هو خالقهم ، وهو مسيرهم في هذه الأرض ، وتأتي انت مستعجل تقطع رأس هذا ، وتنحر ذاك ، وتفكر فلان ، وتحرق إسراك بنار ،الله وحده هو من لديه الاحقيه بحرق عباده وليس انت ي مختل البال والخاطر .....
قاطعني مستطردا : هل لذلك علاقه بشأن هذا الطيار الأردني المدعو معاذ ، ها اجبني !
أجبته : ابدا ، هي ليست مساله منحصره بدماء شهيدنا معاذ ولا بالاقباط المصريين المسلمين لدينهم ، انها مسالة اسلام لو تعلم ، أنها مسأله دين ، بل أنها مسألة عقائدية بحته، أنت يا داعش تضرب هنا وهناك ويترتب عن ذلك ثمن فادح جدا لا محاله وافدح ما في الثمن أن تتجهم ! ، ما سعيك إلا أن تبشع صورة الإسلام ، ونتيجه لذلك يصد الناس عن سبيل الله ، فتوجه المسلمون للتسليم بمسلمه أن رسالتنا نحن المسلمين أن يترأسها عنوان ( فالنقتل فقط) ، وما رسالتنا إلا من رسالة حبيبنا عليها أفضل الصلاة والسلام لا تزيد ولا تنقص بمكيال ، أن نكون رحمة للعالمين ، فهل كنا !? للأسف لا ، وهذه هي جوهرة انجازك صديقي داعش ، أن تعمل على حرف مسار تسسير تاريخ الأمة الاسلامية لتحقيق رسالة سيد الخلق أجمع ، ولاكون صادقا مع نفسي ومعك ، لقد نجحت صديقي... نجاحا منقطع النظير ، نحن لم نكن رحمة للعاملين قط ، بل نحن نقمة ، والفضل يعود لك ولدهائك التكفيري الجحودي البحت .
لم أتم كلماتي حتى بدأ على معالم وجهه الكبرياء والغرور والاحساس بالإنجاز ، وكأن ماده الدوبامين قد امتلأت بجسمه حتى اخمص قدمية، إلا أني لم أشعر بمثل هدا الازدراء تجاه شخص قط في حياتي .
استطردت بقوله تعالى :
(يمنون عليكم إذ اسلموا ، قل لا تمنوا علي اسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان أن كنتم صادقين )
المن في حالتك له منطق خفي ، منطق مستخف ، انك انت حامل للإسلام ، داعي للإسلام ، ناصر للإسلام ، وبالتالي على الإسلام إذا لزم إلامر وإذا لم يلزم أن يتحمل وزر فهوبك الكاسده ، ومسالكك الفأسدة ،. عليه أن يبهض لكل تشويه بكل اساءه ، بكل التلطيخ في سمعتة ، بكل اضمحلال وذوي لمصداقيته تتسبب فيه ، فقط لأنك حامل الاسلام ، داعة الإسلام ، ناصر الاسلام الذي نجاهد في سبيله ، وتهجر بيوتنا واهلينا وبلادنا في سبيله ، ولذلك فاليتحمل الإسلام كل شي.
اعترتني حالة من اللاوعي ابان الحديث مع صديقي داعش , الا انه ايضا بانت عليه اثارا السقم والتعب جراء حديثنا , وقد تبين لي انه نال القسط الوافر من هذا النقاش بيني وبينه , الا اني استأنفت كلامي بالنسبه للسؤال الاخر وقلت ..................
يتــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــتبع ......... 2
-
Rami Khalide Al-dobhanisuccess is the sum of small efforts repeated day in - day out ..