أتجول وسط العزاء و الناس لا تبكي، أفتقد أناسا موجودين بجانبي، أقبل عزائهم و أتقبل يتمي، فمن أنا و من هم ؟ أسأل عنهم أو لا اسأل، كبرياء ألم قد زرعه الأمل، مازلت جالسا متجول العينين مستأنسا بيتمي ...
أتجول وسط العزاء و الناس لا تبكي، تأكل لحم الحي و الميت و تغني، و أنا لا أبكي أستقبل عزاء يتمي، و لا أبكي، اشتم كل ما بجانبي سرا و جهرا، مستأنسا بمقتل لم يقتلني، و متجاهلا يتمي.
أتجول وسط العزاء و الناس لا تبكي، تراودني أحاسيس لا تشبه الأحاسيس، متبرع بما في داخلي من فراغ، شعور بالوحدة مع الناس، غريب عني و لا يشبهني، لا أفقه في سبل الحديث، متمسكا بيتمي ..
أتجول وسط العزاء و الناس لا تبكي، أمسك منديلا، و لا تسرد عيني متمسك بحلم ضاع مني، أركب قطار اللاعودة، يسموني باليتيم رغم وجودهم بجانبي، متشبهة بيتمي..
أتجول وسط العزاء و الناس لا تبكي، أجمع حقيبتي و أوراقي، في قلبي انتكاسة ألم يتمه الأحياء، قررت الرحيل نحو مكان لا عزاء فيه و لا نفاق لأفتقد فيه يتمي و أقول وداعا يتمي.
-
الحطابي المصطفىاهوى الكتابة بجميع انواعها، تصميم الغرافيك.