غاية وجودنا االإنساني - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

غاية وجودنا االإنساني

لماذا ؟ وكيف ؟

  نشر في 17 غشت 2018 .


من أهم مفاتيح النجاح هو تحديد الهدف، بوضوح وبدقة والسعى إلى تحقيقه عبر الوسائل الممكنة أما غياب الهدف فهو شأن التائهين المتسكعين في دروب الحياة ، تخيل معي لو أن رجلاً طلب سيارة أجرة ثم ركب فيها إلى أين تريد الذهاب ؟فماذا لو كانت الإجابة : لا أدري ..!!أو تصوروا شخصا تائها في صحراء ، لا تزيده كثرة السير فيها إلّا ضياعاً وتعباً، ثمّ مصيره إلى الهلاك في نهاية المطاف. أو المركب بدون دفة سينتهي الأمر بهما بالاصطدام بالصخور. لا محالة

وعندما ننظر إلى واقع كثير من الناس نجد منهم أهدافهم تتراوح ما بين جمع الثروة أو اشباع المتعة أو إحراز النجاح الدراسي أو المهني ، وقد تجد منهم لا هدف له إلا اللهو واللعب و هذه أهداف مرحلية أو أهداف دنيا لحياة قصيرة يعيشها الإنسان على الأرض لكن ماذا عن الغاية العليا والهدف النهائي النهائية لنا كبشر الذي تمتد حياتهم بعد موتتهم الأولى في خلود لا يفنى ؟ هذه السؤال الأول والسؤال الثاني ما أهمية معرفة هذه الغاية العليا ؟أما السؤال الثالث فهو : كيف نضع هذه الغاية موضع التنفيذ ؟

السؤال 1ما الغاية العليا من وجودنا الإنساني في هذه الحياة ؟

أفضل مصدر لمعرفة ذلك هو من لدن خالقنا سبحانه الذي قال (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ (56)مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ إن يُطْعِمُونِ ) الذاريات /56 –57 .

لا تندهش عندما أقول لك إن ديننا يخبرنا أن الغاية هي الحب يعني أن نحب الله وأن يحبنا الله.وهذا فالعبادة هي منتهى الحب أو كمال الحب وهو حب متبادل : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } (54) سورة المائدة ومن هذا الحب العلوي يفيض الحب الصادق بين الناس أو يسمى (الحب في الله ) .

والحب ليس عاطفة فحسب بل هي التزام وطاعة لله {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (31) سورة آل عمران_ والحياة سلسلة اختبارات لإظهار الأفضل عملا قال تعالى: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) الملك /2.

العبادة في المفهوم الإسلامي ليس رهبنة وانقطاعاً عن الحياة وملذاتها ومتعها، بل هي تشمل مع الصلاة والصوم والزكاة كلَّ أفعال الإنسان وأعماله وأقواله واختراعاته وعلاقاته، بل وحتى لعبه واستمتاعه. والعبادة التي خلق الله الإنسان من أجلها العبادة بمفهومها الشامل التي تتسع لحياة الإنسان كلها حتى يلقى الله تعالى ، قال تعالى : (قُلْ إن صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِين ) الأنعام/ 162 "هي اسمٌ جامعٌ لكلِّ ما يُحبُّه الله ويرضاه، مِن الأقوالِ والأفعالِ الظَّاهرة والباطنة"

السؤال الثاني : ما أهمية معرفة هذه الغاية العليا ؟

لعبادة ليست بالأمر الثانوي الذي يقعُ على هامش الحياة، بل إنَّها جوهر السلوك الإنساني ؛ ولذا كانت مهمَّة الرُّسل جميعًا الدعوة إلى توحيد الله - سبحانه وتعالى - فقد كان المبدأ الأوَّل في كل رسالة: ﴿ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ﴾ [هود: 50].

1- ننال بها السعادة والرضا في الدنيا والآخرة ، أما الذين عاشوا لأهدافهم الدنيا فحسب فليس لهم في الآخرة من نصيب . {مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا} (134) سورة النساء ، الحياة الطيبة في الدنيا والجنة ونعيمها في الآخرة .

2- هي بمثابة البوصلة التي تهدينا إلى أرشد أمرنا في سلوكنا اليومي .وتجنب العبثية ( أفحسبتم )

3- تحرير الإرادة من الخضوع لعبودية المخلوقين أو للشهوات اذا خالفت أمر الله تعالى .

كيف نضع هذه الغاية موضع التنفيذ ؟

الطريق إلى ذلك يكون بمراعاة أمرين :

أ-الأول : النية : لتوجه إلى المقصد الصحيح الغاية أن تنوي أن تعبد الله وحده ما دمت حيا في كل أعمالك: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى ». أخرجه البخاري ومسلم . استحضار الهدف حين العمل.

والنية تصبح حياتك لها عبادة تؤجر عليها سواء في أعمالك التعبدية الخاصة من صلاة وصيام فاحرص على تنقيتها من الرياء .(ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من المسيح الدجال ؟ الشرك الخفي : أن يقوم الرجل فيصلي فيزين صلاته لما يرى من نظر رجل . ‌) (هـ) عن أبي سعيد.

وسواء في أعمالك الاعتيادية من المأكل والمشرب ودراسة وعمل وزواج ، النية تجعل العادات عبادات، ونوى التقرب إلى الله -سبحانه وتعالى- فإن الله يثيبه على عمله. قال ابن القيم ه: العارفون بالله عاداتهم عبادات، والعامة عباداتهم عادات.

الثاني : اختيار الوسيلة المشروعية : تأكد ألا يكون العمل مخالفا لمنهج الله تعالى وقيم الأخلاق في غير غلو أو شطط قد جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " رواه مسلم ، لا يكلف الله نفسا إلا وسعها .

الدعاء الارتباط بين صلاح النية وصلاح العمل والمعاصي لا تتغير إلى طاعات بالنية، فلا ينبغي أن يفهم الجاهل ذلك من عموم قوله: إنما الأعمال بالنيات ـ فيظن أن المعصية تتقلب طاعة. اهـ

يروى أن اﻹمام أبا حنيفة رحمه الله مر في طريق فرأى رجلاً سرق تفاحة ، ثم تصدق بها ! .

فسأله الإمام أبو حنيفة : لم سرقتها ؟ ظننتك جائعاً ! !فقال الرجل : لا يا هذا

( وهو لا يعرف أنه اﻹمام أبو حنيفة )أنا أتاجر مع ربي !قال أبو حنيفة : كيف ذلك ؟ !قال الرجل : سرقتها فكتبت عليّ سيئة واحدة ! ، وتصدقت بها فكتب لي عشر حسنات فبقي لي تسع حسنات ! .

فقد كسبت إذَن تسع حسنات فأنا أتاجر مع ربي !فقال له الإمام أبو حنيفة رحمه الله : أنت سرقت فكتبت عليك سيئة ، لكنك تصدقت بها ، فلم يقبلها الله منك . لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا فبقيت عليك سيئة .


  • 7

   نشر في 17 غشت 2018 .

التعليقات

لمى منذ 6 سنة
جزاك الله خير الجزاء، مقال جميل، أحسبك كتبته على عجالة فثمة مقاطع مبتورة، وكذا لعلك أردت كتابة كلمة ما وأردت استبدالها بأخرى مثل:
"وتجنب العبثية ( أفحسبتم )" و "الدعاء الارتباط بين صلاح النية وصلاح العمل" ..الخ
بداية موفقة دكتور عادل، والقادم أجمل .
0
شكرا دكتور على هذا المقال المفيد.
0

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا