للذين لا يؤمنون بجدوى الأشياء ... و الذين يتمسكون حتى بسرابها ...
للذين يحبون ... دون أن يرتقوا لمقام الحب ... و الذين أحبوا و هجرهم الحب ...
لكل أؤلئك الثائرين على العالم، الذين لا تنطفئ البراكين بداخلهم ... و أؤلئك الهادؤون الذين تصالحوا ذات فقد مع الحياة ...
الذين يحدثونكم اليوم سيصمتون يوما ما ... و من يهتمون سوف لن يبالوا ذات صباح ....
من تحبونهم قد تكرهونهم ... ومن تمقتونهم قد تحملهم لكم الأقدار على حين وحدة ...
من ترجون غيابهم ... قد تفتقدون حضورهم ... و من لا تتنفسون إلا بوجودهم قد يصبحون سبب إختناقكم يوما ...
الأصدقاء قد يغدون غرباء على حين غياب ... و المسافات قد تٌوجِد الحب على حين إشتياق ...
حتى الوطن الذي لا تحبون ... قد تحنون إليه على حين غربة ...
قد تقفون بين يدي الله و لا تعون ذلك ... و تلهثون وراء الحياة و هي تجلس خلفكم و تضحك ...
كل ما تعتقدونه باق سيرحل ... و كل ما قدر لكم أن تلتقوه سيأتي لا محالة ...
لذا احذروا من شمعة تطفؤنها على حين أمنية ... من دعاء تٌسِرون به على حين غضب ... و من حلم تتخلون عنه على حين فشل ... احذروا قرارتكم، خواطركم و أمنياتكم ... فعالمكم ما هو إلا انعاكس لأفكاركم و مخاوفكم ...
أنا أؤمن بسببية الأشياء ... و الحياة سلسلة لا متناهية من الإحتمالات ... الحياة و الموت وجهان لعملة واحدة ... كما الغياب و الحضور ... الحب و الكراهية ... الأصدقاء و الغرباء ... و حتما ستدور العملة مرارا و تكرارا قبل أن تستقر على وجه واحد ...
الحياة لعبة بقوانين وهمية ... عندما تفهمون أنها ليست كل القصة ... ستتصالحون مع كل الفوضى التي توجد بها ... الحياة هي هدية الله، حبه الخالص لنا ... سواء وعيِنا هذا أم لم نعي ...
-
شــــــــروقأحب الكتابة بالإضافة للكثير من الأشياء، أحبها فقط و لا أحترفها ... أكتب لأكون أنا ... أحلم بوطن و الوطن غائب غير موجود ... ...