طبول الحرب تقرع من جديد - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

طبول الحرب تقرع من جديد

طبول الحرب تقرع من جديد

  نشر في 12 أبريل 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

طبول الحرب تقرع من جديد.

هيام فؤاد ضمرة..

6/4/2018م..

الحكام المتهورين غالباً ما يأتي بهم المسيطرون على نتائج الانتخابات الأمريكية متقصدين مع سبق الاصرار والترصد لدفعهم لأداء مهام مجنونة وفق أجندة خاصة مدروسة فلا يأتوا بهم اعتباطا ولا مكان للحظ في اللعبة الأمريكية كما يعتقد البعض وما الديمقراطية التي تتحدث عمها سوى أدوات تجميل تتقن استخدامها في الاحتفالات السياسية ويبدو أن الشرق الأوسط بات لعبة الدول الكبرى لاستعراض وتجربة أدوات الموت.

وجنون بعض الحكام يجعلهم يلعبون بأدوات الحرب الخطيرة لعبهم بالكرة التي تتلقفها تارة أيديهم وتارة أخرى أرجلهم كما البهلوان، فالشواهد الحالية التي باتت تعلن عن قرع لطبول الحرب يتولى إعلانها رئيس ظل مصراً على إظهار نفسه في مظهر المتهور.

وواضح أنه قد حانت اللحظة المناسبة لأمريكا لأن تلعب لعبتها الأخيرة في التدمير الشامل لسوريا، انتظرت حتى تفرغ روسيا من مهمتها في ضرب الدواعش والقضاء عليهم قضاءا مبرما على سياسية الأرض المحروقة التي تأخذ المواطن المدني المسالم بجريرة التنظيم المحارب، حتى وقع ما وقع من التدمير ومن المآسي الانسانية التي يندى لها الجبين الانساني في العصرين القديم والحديث، وحين أمنت أنه قد تم انهاك الشعب السوري على مدى سبع سنوات دون أن يرمش لأمريكا جفن نراها اليوم وقد هبت من قيلولتها فجأة وقد اتخذت قرار الحرب والتدمير الشامل لسوريا، سوريا المسكينة التي تكاثرت عليها السكاكين حتى نحلت، وشعب سوريا الذي عانى الويلات بكل أنواعها وأصنافها، لتفاجئ العالم بتحريك آلات حربها الضخمة باتجاه الشواطئ السورية لتأديب رئيسا قتل شعبه بدم بارد كما تدعي في مبررها لاتخاذ خطوتها هذه وليس لإنقاذ شعب عانى كل أصناف العذاب فيما العالم يشاهد بأم عينه المجريات، فقد صارت المنطقة ملعبا لمن هبَّ ودبّ ومنطقة تجارب لأدوات الابادة الجماعية.. فهل أمريكا وروسيا يجران خصامهما إلى أرض سوريا لتصفية المواقف وعرض عضلات القوة على أديم بعيد عن أديمهما؟

أمريكا اليوم تتخذ خططا جهنمية في المواقف والمقاصد، ومن طبيعتها أن تشغل العالم بأخبار جانبية ملفقة لتقوم بين لحظة وضحاها باتخاذ تحويلة سريعة باتجاه آخر وبخطة مفاجئة، فقد اعتاد البيت الأبيض أن يبث أخبارا وهمية تتخللها أخبارا حقيقية حتى لا يعود المراقب المحلل يفهم أين الحقيقة وتتوه بوصلته بكل الاتجاهات، إنها سياسة بث الدخان والإعتام لإعماء الآخرين.

وترامب رجل التجارة والمال وله طريقته في حسبة المصالح بالدرجة الأولى وهو أول رئيس أمريكي يفطن إلى مسألة حلب الثدي العربي وإشعال الكرة الأرضية بالحروب على حساب الخزينة العربية وجر الحرب إلى أرض العالم العربي والاسلامي المسالم، فمن ذا يواجه الحقد المخزون بالعقلية الأوروبية والأمريكية، فكلما لوحت أمريكا بآلة الحرب اصطفت دول أوروبا الحليفة بولاء عجيب خلفها، والطرف الذي يجد نفسه خارج اللعبة دوما هي روسيا، فروسيا وأمريكا على ما يبدو عادا ليلعبا دور القطبين الرئيسين في تسييرالعالم والتحكم بالدول الضعيفة.. فمن تراه اليوم يفوز وعلى أي الأجساد سيلعبان؟

وإلى نظرة سريعة للعبة التي لعبتاها كل من روسيا وأمريكا حين انسحبت القوات الأمريكية من سوريا لتتيح للقوات الروسية الدخول والتدخل لصالح الرئيس بشار ومن ثم تعود ثانية تتقدمها بارجاتها الحربية بكامل لياقتها القتالية لتكمل ما بدأته روسيا مدعية انتصارها للشعب السوري المسكين وأنها تزمع تأديب رئيسها القاتل لشعبه، وفي الوقت ذاته مظهرة عداوتها مع روسيا وتنافسهما على موقع الصدارة بالقوة، لندرك أن ما يجري من تبريرات إنما يدخل ضمن ألاعيب تناقض الحقيقة وتكشف السبب الرئيسي للعملية التدميرية لسوريا ودافعه الرئيسي ليس خافيا على أي مراقب حصيف، فالمعني أولا وأخيرا هو القضاء على القوة الايرانية الموجودة في سوريا والتي ترتعد اسرائيل منها خوفا وعلى حزب الله في جنوب لبنان ومن ثم التحول في نهاية المطاف إلى ايران نفسها حيث ذات الفرضية تقول تخلص من الطرف الأضعف حتى تتفرغ للقوة الرئيسة التي تحرك كل خيوط اللعبة.. فإلى أي مدى سيستعرضون عضلاتهم في قولبة الشرق الأوسط وتجديده على ما يدعون؟؟


  • 1

  • hiyam damra
    عضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية
   نشر في 12 أبريل 2018  وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا