كتاب نوِّر حياتك أثمن شيء في الحياة أن تعرف من أنت؟ كتاب أكثر من رائع للمؤلف الكبير الدكتور سامر سقا أميني والذي لديه العديد من المؤلفات الأخرى التي تتعلق بالتربية والعلاقات الزوجية غيرها.

الكتاب بشكل عام يعطي إشارات ضوئية بسيطة للقارئ لمسيرة حياته لتكون له عونا ودليلاً لكثير من الأفكار البناءة فالكتاب اعتمد في أسلوبه على ضرب الأمثلة الواقعية لبعض المواقف الواقعية منها الشخصية التي حدثت مع الكاتب بنفسه ومنها أمثلة عامة مأخوذة من كتب أخرى , الكتاب ممتع وشيِّق أسلوبه سهل لغته بسيطة غير معقدة, أنصح بها قراءة الكتاب لأي مستوى عمري والجميل أن في آخر الكتاب تحدث عن الموت ولماذا يتوجب علينا ألّا نكرهه وألا نخاف منه, الكتاب قّسم إلى سبعة أقسام سأتحدث عنهم بشكل موجز.

القسم الأول : القدرات والصفات الشخصية

في القسم الأول استفاض الكاتب فيه لشعوره بأهميته البالغة , من خلال فهمك لذاتك سيوصلك للقدرة على التغيير فيها بكل سهولة فمعرفتك لنقاط ضعفك أو قوتك تستطيع من خلالها معرفة أين تستطيع أن تبدع وأين لا تستطيع ذلك, بعد ذلك وضح أهمية وضع ميزان محدد وواضح لقياس هل هذه الصفة صفة حميدة أم بذيئة فهناك من الناس من يعتمد على الهوى وهناك على العادات والتقاليد أو الموروثات من الوالدين وغيرها وهناك من يجعله ميزان الشرع وهو الأفضل بالتأكيد ثم تطرق على العادات الموجودة عند الإنسان التي ورثها من والديه أو من غيرهما هل هي صحيحة ول تحبها أم لا وإذا كانت بميزان الشرع بذيئة هل تستطيع أن تتخلص منها ؟ وبعدها انتقل قسّم العقول إلى قسمين قسم عقله متحجر ثابت يعتبر ثبوته على آرائه من الرجولة ورجاحة العقل والقسم الآخر عقله متغير يواكب الأمور ويحللها ويغير آرائه حسب الواقع والموقف طبعا دون المساس بالخطوط الحمراء ثم انتقل الكتاب إلى أنه يتوجب على الشخص تطوير الشيء احسن وعدم الثبات على العادة ولو بشكل بطيء المهم أن تبقى تتقدم وتتطور, ثم تطرق إلى شيء مهم جدا وهو تعريف المؤمن بالله وتعريف الذي يعتبر نفسه شريك لله فالمؤمن الحق يسلم أمر لله تعالى ولا يجادل في الأوامر التي نزلت من الله سبحانه وتعالى أبدا.

القسم الثاني : مفهوم الوقت

في القسم الثاني هنا تطرق ا لكاتب بشيء مهم ألا وهو الوقت ما أهميته وكيف يستطيع الإنسان أن يستفيد من وقته ولماذا الوقت مهم لنا جميعا؟ وأجمل ما في الحياة أن ستطيع الإنسان تقسيم وقته بشكل جيد لكي يحصل الفائدة المرجوة من العمر الذي سيسأله الله تعالى فيما أفناه.

القسم الثالث : أهمية الهدف

في القسم الثالث تطرق الكاتب بأن الإنسان يتوجب عليه أن يعلم لما هو موجود في هذه الحياه وما هو الهدف الأسمة له والإنسان صاحب الهدف الواضح, هو انسان متفائل ولا يتخبط في أمواج الحياه كما يتخبط غالبية الناس, وعرّف هل كل هدف يعتبر هدف سامي؟ وهل الوسيلة الخطأ جيدة للإيصال إلى الهدف السامي أو النبيل وهنا أيضا قسم الناس حسب أهدافهم إلى أربعة أصناف منهم صاحب وسيلة صحيحة لهدف خطأ ومنهم صاحب وسيلة خطأ لهدف صحيح ومنهم صاحب وسيلة خطأ لهدف خطأ ومنهم صاحب وسيلة صحيحة لهدف صحيح.

 القسم الرابع : قيمك في حياتك

في القسم الرابع وضّح الكاتب ـأن الإنسان يتوجب عليه ترتيب أولوياته في هذه الحياة وأن تكون على أساس الأنفع فالأنفع, أو أن يختار من الضررين أقلهما, وأن الانسان يتوجب عليه الاعتناء بالأعضاء الثلاثة العقل, القلب واليد وأن يعملا بشكل متزن متناسق وتطرق على قانون المتعة والألم قانون جميل جدا يفيد الإنسان لفهم اسرار السلوك البشري, وأخيرا يتوجب على الإنسان وضع قدوة له في حياته والأفضل أن يكون محمد صلى الله عليه وسلم لأنه الرحمة المهداة للعالمين القائد الزوج الصديق الأخ .

 القسم الخامس : مفهوم النجاح

هنا تطرق الكاتب بأن الإنسان السليم المثالي يهتم ويحاول تطوير أربع جوانب أساسية تتشكل من خلالها شخصية الإنسان وهي :

أ. الجانب الجسدي وتتمثل من خلال الرياضة والأكل الصحي والقواعد الطبية السليمة.

ب. الجانب الفكري وتتمثل في العلم والفكر والثقافة.

ج. الجانب الروحي وتتمثل في الاتصال بالخالق

د. الجانب الاجتماعي وتتمثل في العلاقات الاجتماعية والزيارات والأرحام.

الشخص المثالي من لا يطغى عليه جانب على الآخر وإنما يحاول تطوير نفسه في كل الجوانب السابقة .

القسم السادس : مفهوم العلاقات الأسرية.

في هذا القسم يتحدث الكاتب ويلقي الضوء على العلاقة الزوجية بشكل محدد يبدأ بالتعريف العام والمعايير التي يختار فيها الإنسان شريك حياته وما هي الأمور التي تساهم في إضفاء روح الحب في العلاقة الزوجية من اهتمام واحترام وغيره وعلى العكس ذكر الأمور التي تساهم من خلالها بتدبير العلاقة الزوجية وذكر كل من واجبات الزوج والزوجة.

القسم السابع : مفهوم الموت

حاول الكاتب هنا في القسم الأخير أن يهون ويلطف مفهوم الموت عند الإنسان بأن لكل شيء في الحياة يجب أن تكون له نهاية حتى يضفي جو المنافسة بين البشر وأن تكون الحياة لها طعم, ثم تطرق بموضوع أن الموت لا يخيف طالمها تزودنا بالزاد المطلوب حتى نلقى الله سبحانه وتعالى ونحن جاهزون , ثم شجّع على أن يكون الإنسان من ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وذكرهم بشكل مفصل.