في العالم العربي فقط تجد فيه الأغلبية لديهم عدد الأصدقاء 5000 و المتابعين يفوقن ذلك, والكثير يسعى جاهداً ليحصد ذلك الرقم مبكراً, لتوسعة بوتقة الشهرة والحضور, والحقيقة أن ذلك العدد لا يساهم في طرح النقاشات, وتداول الفكرة, وتوجية النقد, إلا بنسبة قد تصل إلى 20% فقط, والعدد المتبقي, يظل رقماً يكاد أن يصبح قيمة ما نعاني منه من فجوة ثقافية - وفي الحقيقة هذه معضلة كبيرة تعكس واقع الثقافة التي يعيشها المجتمع, إذ أن أغلب من يرتادون مواقع التواصل الإجتماعي يجيدون القراءة والكتابة, وهنا تكمن المشكلة الأكبر, حتى وإن وجد النقد بصورة بسيطة, فإنه يطرح عن طريق الإستفزاز والذم والقدح والمجاملات والإستهزاء, والبعض بات يعجب بالأشياء دون أن يطلع عليها, ويتشاركها دون معرفة منه مدى ضررها أو نفعها على المجتمع.
وذلك كله على عكس ما يحدث في المجتعات الغربية والشرق أسيوية, عدد الأصدقاء في الغالب لا يتجاوز 2000 صديق ومع ذلك تجد الأطروحات والنقد البناء, وتداول الأفكار, والإنصاف في المحتوى وجودته, من حيث المصداقية والفايدة والمعلومة.
باتت مواقع التواصل الإجتماعية لدينا تصنع رصيد تخلف إضافي يلحق بسابقة, فإن كانت ساهمت في إيصال المعلومة بطريقة أسهل, وتشارك المجتمع بطريقة عصرية حديثة, فإن ذلك كله ساهم في نشر ثقافة مغلوطة ومعلومات خرافية, وزرع ثقافة الفرقة والنزعة والكراهية في أواسط أغلب رواده, وهناك أسباب كثيرة ساهمت في نشر تلك الثقافات منها.
- عدم إنتقاء الصداقات من حيث مستوى فهم المحتوى المتبادل ولباقة النقاش .
- عدم الإنصاف في مدى جودة المحتوى من عدمها.
- أن تداول المحتوى ونقده بات يخضع للمجاملات , والمحسوبيات.
- تعالي البعض وعدم اعترافهم بما لدى البعض من إبداعات, وقدرات.
- الشغف في متابعة الأسماء المشهورة والبراقة وتداول ما تنشر حتى وإن كانت مخطئة.
- أن البعض بات ينقد ليحقق مكاسب فيمدح الشيء الذي لا يستحق ذلك والعكس.
- البحث عن الشهرة وجمع أكبر كم ممكن من الإعجابات والمتابعات والأصدقاء بإعتبار كل ذلك رصيد يرفع من شان الذات في المجتمع.
- عدم احترام حقوق الملكية في ما ينشر من أفكار وأطروحات ووسائط متعددة.
جاءت مواقع التواصل الإجتماعي دالة على مدى تطور الفكر البشري ولتساعد على تحقيق أكبر كما ممكن من السعادة والتواصل , ونشر الفكر وتداوله, بغض النظر عن ماهية النشأة والأهداف المخفية التي يتكلم عنها البعض, إلا أننا جعلنا منها صالات عزاء, ووكلات أخبارية, ونوافذ تنشر ثقافات الكراهية والحقد وغيرها.......
#احمدAB
-
احمد عباس الملجمينكتب لنحيا