كنت رئيسا لمصر..دروس التاريخ لنا ج1 - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

كنت رئيسا لمصر..دروس التاريخ لنا ج1

  نشر في 08 يوليوز 2016 .

فى أيامه الأخيره بعد أن أوشك قطار حياته على التوقف ليعلن نهاية رحلة أول رئيس لمصر , أخذ محمد نجيب يكتب للتاريخ شهادته – بمنتهى الأمانة و الموضوعية - على حقبة تاريخية لعلها الأهم فى تاريخ مصر الحديث , فى البداية أعتقدت أنها شهادة من أجل توثيق الحقائق و إثبات المواقف و إثراء المكتبة العربية بقصص وحكايات عن تلك تلك الحقبة التاريخية إلا أنى اكتشفت خطأ إعتقادى هذا و أنا أتنقل بين صفحات ذلك الكتاب المبهر " كنت رئيسا لمصر" , فالكتاب يمثل سيناريو متكرر لما تشهده مصر فى وقتنا الحاضر لكن تُرى هل تسير الأمور كما سارت من قبل أم نتعلم من دروس التاريخ؟!

تعالوا نستعرض سريعا الجزء الأساسى من مذكرات السيد محمد نجيب وهو الجزء المتعلق بثورة 23 يونيو 1952 و إرهاصاتها و ما تلاها و نحاول أن نتعلم بعضا من دروس الماضى .

الدرس الاول : إياك أن تسدعى الجيش لحسم أى معركة سياسية بين أبناء الوطن الواحد

بلغ الفساد بالملك فاروق وحاشيته مبلغه , فعاثوا فى الأرض فسادا و استهانوا بالشعب المصرى و جيشه أشد استهانه حتى قام الملك فاروق بتعيين أحد ضباط الشرطة المعروفة بخيانته و يدعى اللواء محمد حيدر قائدا للجيش رغم إعتراض من تبقى من شرفاء فى الجيش على هذا الإختيار ومنهم محمد نجيب , و كأن الملك فاروق لم يكتف هو وحاشيته بشراء أسلحة فاسدة وبيعها للجيش مقابل رشاوى وعمولات مشبوهه فزاد الطين بله بمحاولاته الدؤوبة لإفساد مؤسسات الدولة وتفخيفها من الداخل معتقدا بذلك أنه وحاشيته "حاضنين" الشعب كما قالها صفوت الشريف وزير إعلام المخلوع مبارك , و أطاح بحكومة النحاس باشا المنتخبة فسارع محمد نجيب للنحاس باشا فى مقر إقامته الإجبارى متخفيا عارضا عليه تدخل الجيش لإعادة النحاس وحكومته للسلطة ولكن النحاس باشا رد عليه قائلا: " أنا أفضل أن يكون الجيش بعيدا عن السياسة , و أن تكون الأمة هى المصدر الوحيد للسلطات, و إن كنت فى نفس الوقت أتمنى ان يكون إنتماء الضباط للوطن والشعب أكثر من إنتمائهم للملك" , فطنة سياسية و بعد نظر جعل النحاس باشا يرفض أن يعود للسلطة على ظهر دبابات الجيش و ربما هذا يكون أحد أهم دروس التاريخ "إياك أن تسدعى الجيش لحسم أى معركة سياسية بين أبناء الوطن الواحد " .

الدرس الثانى : حدد عدوك الرئيسى جيدا ولا تنخدع

لشغل الشعوب العربية عن مواجهة عدوهم الرئيسى وهو الفساد و الإستبداد ومحاولات طمس الهوية التى مارسها أغلب الحكام العرب , تعمد أولئك الحكام على تصدير أزمات الداخل للخارج و الزج بالجيوش والشعوب فى حروب خاسرة و معارك وهمية و هذا ما فعله الملك فاروق فبسلاح فاسد و دون أدنى إعداد زج بالجيش المصرى إلى أتون معركة خاسرة مع العصابات الصهيونية محاولا بهذا إلهاء الشعب عن حجم الفساد الضخم المستشرى بين مؤسسات الدولة برعاية خاصة من الملك وحاشيته و فى نفس الوقت تظهره وسائل إعلامه على أنه البطل المنقذ الذى أرسل الجيوش لتحرير الأرض المحتلة وبهذا يكون قد ألهى الشعب عما يستنشقه و يمتزج بدمائه من فساد و إفساد , يقول محمد نجيب : " ففى فلسطين اكتشفت أن العدو الرئيسى لنا ليس اليهود و إنما الفساد الذى ينخر كالسوس فى مصر , و الذى كان يتمثل فى الملك و فى كبار القواد و الحاشية و الإقطاع و باقى عناصر النظام ودعائمه فى مصر , وكنت أول من قال : إن المعركة الحقيقة فى مصر وليست فى فلسطين " , إلا أن السهم إرد على ملقيه و أصبحت الهزيمة فى حرب 48 هى اخر مسمار فى نعش المك الفاسد و زبانيته , وعلمنا التاريخ ذلك الدرس الغالى وهو أنه عندما ينصلح حال الجبهة الداخلية فلا تخش من الهزيمة , عندما يضمر الظلم يستنشق الشعب لذة الكرامة , عندما يموت الفساد يولد النصر , يقول ابن القيم "لا تحسبن العدو غلب ولكن الحافظ أعرض" فدائما الهزيمة تنبع من داخل لا من خارج الحدود كما يحاول بعض المسئولين إيهامنا مصدرين مشاكل مصر للخارج للهروب مما نعيشه من فساد و إفساد هم صانعوه او راضون به على أقل تقدير .

و للحديث بقية إن شاء الله, دمتم فى عافيه .




   نشر في 08 يوليوز 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا