مرة أخرى يتصدر ملف المصالحة بين قطبي المقاومة فتح و حماس المشهد السياسي الفلسطيني الذي يمر بأكثر اللحظات صعوبة تزامنًا مع السعي الاسرائيلي المتواصل لفرض سيادة الدولة العبرية على غور الأردن و مناطق من الضفة الغربية المحتلة .
المفاوضات بين حماس و فتح بدأت داخل فلسطين لتنتهي الى وجهة غير اعتيادية هي تركيا , الامر الذي لاقى استهجانا واسعا لدى طيف واسع من الشعب الفلسطيني حيث يخشى هؤلاء من التدخل التركي في الشأن الفلسطيني .
هذا و تتحدث مصادر مطلعة داخل قطاع غزة عن مطالبة عدد من ممثلي الفصائل الفلسطينية حركتي فتح و حماس بالتخلي عن فكرة الوساطة التركية و التوجه الى القاهرة التي لطالما تبنت ملف المصالحة الفلسطينية طيلة السنوات الماضية .
قيادة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجهة اكثر من رسالة مباشرة الى قيادات فتح و حماس لتثمين الدور المصري الداعم للفلسطينيين و عدم الانسياق خلف وعود تركيا الفضفاضة حيث يعلم الجميع ان اردوغان يسعى حصرا لتلميع صورته داخل المشهد العربي عبر بوابة فلسطين .
و يراهن العديد في فلسطين على الوساطة المصرية لحل الصعوبات الماثلة امام تفعيل خيار المصالحة الذي خيرت الفصائل الفلسطينية تسريع مساره ردا على المحاولات الإسرائيلية المتكررة لتصفية القضية الفلسطينية و الاستيلاء على الحلم الفلسطيني في دولة ذات سيادة على الأراضي الفلسطينية.
هذا و تشير مصادر مقربة من فتح عن مساندة عدد هام من القيادات الفتحاوية لخيار الاعتماد على الوساطة المصرية لتجاوز النقاط الخلافية التي تمنع احراز أي تقدم حتى اللحظة , و يبقى السؤال مطروحا هل تبقى حماس وفية لتعهداتها لحليفه التركي ام انها عازمة على إنجاح مسار المصالحة و التوجه الى مصر ؟