إن روعة وجمال خلق السماء هي من الآيات العظيمة التي خلقها الله سبحانه وتعالى لنا. يذكر الله في الكتاب الكريم أن خلقها هو أعظم من خلق البشر، وذلك في قوله تعالى: "أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا" [النازعات: 27]. إن لون السماء الزرقاء وصفاءها البديع هما من صنع وبديع الخالق العظيم، وعلوها هو إحدى النعم التي أنعمها الله علينا. لولا خلق الله للسماء لما كان بإمكاننا العيش على الأرض، فهي لها دور هائل وواسع في حياتنا في هذا الكون الباهر، حيث زينها الله بالنجوم والسحاب المعصرات التي تسير بإرادته. لذا فإن السماء وما حولها من إحدى آيات الله الكبرى التي خلقها لأجلنا.

جعل الله الجبار المتعال السماء عالية ومرتقية فوق الأرض. وفي قوله العزيز: "رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا" [النازعات: 28]، فأعلى سقفها لا تفاوت فيها ولا فطور، فجعلها مستوية بإحكام وإتقان وبلا عيب، وما فيها يحير العقول. ويعود أيضًا رفعها وإمساكها إلى إبداع وابتكار وعظمة الخالق القدوس. فبعد أن خلق الرحمن جلّ وعلا السماء ورفعها، أمسكها بإرادته حتى لا تسقط على الأرض. ولولا قدرة الخالق وإمساكها إياه لهبطت على الأرض.

زين البارئ جلّ جلاله السماء بالنجوم الساطعة والمتوهجة في الليل عندما تغشاها الظلمة، كما قال تعالى: " فَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا وَزَيَّنَّاهَا" [ق:6]. فجعل الله النجوم كثيرة في عددها وعجيبة في شكلها، بما تبث به من نور فوقنا. وفي قوله تعالى: " وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ‌ وَالْبَحْرِ‌ ۗ قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ" [الأنعام:97]. إضافة على ذلك، فإن النجوم سبيل وغاية للبشر تدلهم على طريقهم وإلى أين يسيرون. لذلك فإن في خلق النجوم بالسماء لمنفعة للناس من الوهّاب جلّ شأنه.

السماء المذهلة وما حولها من نجوم باهرة، فهي هبة وعطاء من الخالق لعبده. التأمل في هذا الإبداع الذي يتجاوز قدرة العقول، والعجائب التي تحتويها السماء يجعل القلب يتعظم خالق الكون، ويشهد قدرته وجمال وروعة خلقه التي لا يمكن لأي شخص آخر أن يخلق مثلها إلا مالك الملك القادر على كل شيء.