أفيقوا من غفلتكم - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أفيقوا من غفلتكم

  نشر في 02 أكتوبر 2016 .

لقد ترددت كثيراً خشية أن أتحدث فى هذا الموضوع الشائك بالنسبة للأغلبية على الأقل، وأعلم جيداً ما قد يواجهنى من نقد و إعتراض وربما سب أيضاً ، لا مشكلة فى كل هذا لقد تعلمت أن أواجه بشجاعة وسوف أتحمل و أواجه النقد و الإعتراض و سوف أكفل لنفسي حق الرد و الدفاع عن وجهة نظرى أيضاً - لا بأس ببعض من الديكتاتورية فى هذا الوضع- ، يكفى أن أتحدث و أنقل لكم وجهة نظرى راجيةً أن يصحو المجتمع من غيبوبته و أن يفكر كل منا جيداً؛ فعلى أحدهم دائما أن يبدأ و لو بخطوة صغيرة ليتغير أى شئ و لا أعلم لمَ لا يملك أحد الشجاعة و لكننى سأوفر عليكم جميعا الحرج وأقوم بهذه المهمة وأبدأ أنا.

أريد أن أسأل سؤالاً واحداً فقط و أحبذ أن تكون هنالك إجابة منطقية، لماذا تنجبون ؟ نعم السؤال صحيح كما قرأه كل منكم، دعك من ذلك الأصح أن أسأل لماذا تتزوجون؟ أريد حقاً أن أعرف الإجابة ، لم أسأل هذا السؤال لأحد من محيطى إلا و كانت الإجابة مخيبة للآمال والتوقعات، فهم أنفسهم لا يعرفون لماذا يتزوجون و ينجبون شئ من قبيل "هذا ما وجدنا عليه اباءنا"

ليست مشكلة حالية بالنسبة لى فأنا لا أتكلف أى عناء فى زيجاتهم أو تربية أطفالهم، لكننا جميعاً ندفع فيما بعد ضريبة هذا الزواج والإنجاب، لا تصدقونى دعونى أشرح لكم أولا ثم لكم الحق فى الحكم و رجمى إذا أردتم لعقابي وجعلى عظة لغيري إذا حاول التطاول عليكم وعلى معتقداتكم وعاداتكم المُسَلم بها دون نقاش!

فكروا معى هل من الطبيعي أن كل انسان خُلِق فى هذه الحياة مثله مثل الاخر؟ يستطيع تحمل مسؤولياته؟ له نفس المميزات التى اعطاها الله لغيره؟ بالطبع لا كلنا نعلم هذا فكل منا يختلف عن غيره له مميزات وقدرات تتفاوت نسبياً من شخص لآخر ، فهل من المنطقى أن كل شخص يستطيع أن يقوم بمهمة إنجاب و تربية شخص اخر صالح سوى؟ يستطيع أن يُقوِم إنساناً قادراً على بناء مجتمع وإفادته؟ هل كل شخص بما فيه من مميزات وعيوب وعقد و أحقاد و مخاوف..إلخ يستطيع تربية طفل وتنشأته النشأة الصحيحة السوية؟! بالتأكيد لا.

و أؤكد لكم أن هذا ليس كلاماً نظرياً فقط و أكاد أجزم أن المواقف التى سأعرضها الآن قد رآها معظمنا إذا لم يكن حفظها لتكرارها كل يوم أمامه.

تعرضت لموقف فى أحد المواصلات العامة منذ فترة حيث رأيت أماً -إذا كانت تستحق لقب أم- تضرب طفلها الصغير بشدة ، الذى لا يتجاوز عمره الثلاثة أعوام ، لأنه فقط يتحرك كثيراً وهى ممسكة به! أستطيع تخمين أن هذه السيدة لا تفقه شيئاً عن تربية الأطفال والتعامل مع نفسيتهم ، لو هناك تصريح يُعطى قبل الإنجاب بالطبع لن أعطيه لها ؛ هل فكرت كيف سيكون طفلها الصغير فى المستقبل جراء معاملتها تلك؟ طفل تعود على تلقى العقاب والضرب و الإهانة على أتفه الأشياء ، بالتأكيد سيكون شخصاً ضعيفاً مذبذباً ، حاقداً عديم الثقة فى نفسه ، ديكتاتوراً مع الآخرين يُلقى عليهم عقده النفسية وأحقاده إنتقاماً!

موقف آخر ناهيك عن أنه يحدث كل يوم فى كل مكان ، طفل لا يتجاوز التاسعة من عمره يتحرش بفتاة! سيكون أول ما تسأله لنفسك أين أهل هذا الطفل؟ نعم أين أهله الذين تركوه هكذا؟ أين الأهل الذين ينجبون ثم يلقون أو يهملون تربيته أو يتبعون معه أساليباً خاطئة؟!

حادثة منذ أيام فى قرية ما ، طفل لم يبلغ الأربعة عشر يقتل طفلاً آخر فى الثامنة 
-بخرطوش- ! هل تتصور معى طفلاً قاتلاً! أين أهله ؟؟ من أين أتى بالسلاح؟ ما الذى يدفع طفل بهذا العمر لقتل طفل آخر والأستعراض بالسلاح أمام الناس فى الشوارع؟! ما الذى رآه كى يدفعه الحقد للقتل؟! بماذا مر هذا الطفل حتى يكون مضطرب نفسياً عنيفاً الى هذا الحد؟

و غير ذلك الكثير و لكن لن أعرض مواقف أخرى حتى لا أكون سلبية او مُحبِطة كما سيقال عنى فيما بعد ، ولكننى حقا أريد أن أعرف لماذا تنجبون؟

هل تنجبوا حتى تنتقموا من أطفالكم وتنقلوا إليهم عقدكم النفسية؟ هل تنجبوا زيادة للعدد فقط؟ الإجابة عندكم ولكن فى رأيي ليس كل البشر قادرين على تربية طفل ، نعم ليس الكل مؤهلاً لهذه المهمة الشاقة، مثلاً شخص يعلم أنه عديم المسئولية أو مهمل و لا يستطيع تحمل مسئولية تربية طفل وتقويمه وتوفير بيئة صالحة لنشأته لماذا ينجب؟ بالطبع ينجب كى نصادف نحن هذه النماذج كل يوم و ندفع معاً الضريبة ، ضريبة وجود أشخاص مستهترين عديمي المسئولية ، ينجب كى يتدهور حال هذا المجتمع أكثر فأكثر ونصل إلى ما بعد القاع بسبب الأشخاص الذين أنجبناهم ولم نتحمل مسؤليتهم أو نحسن تربيتهم .

ما أراه فى مجتمعنا الآن أنه لا يوجد حساب ، لا يوجد من يفكر ويحسب ويدرس كيف سيربي ويعلم قبل أن ينجب ، أرى أنهم ينجبون لزيادة أعدادهم فقط لأنه يجب أن يفعلوا هذا كما وجدوا مجتمعهم ، و كأننا سوف ننقرض إن لم يفعلوا ذلك ، بالطبع فنحن من نحفظ البشرية من الإنقراض!

السبب الرئيسى و الأول فى تدهورنا هذا هو نحن ،الأشخاص هم العامل الأول ، بالتأكيد لم أكتب هذا الكلام كى أفرض على أحد أن ينجب أو لا ، أن يتزوج أو لا ، لكننى فقط أرجوكم أن تفيقوا من غفلتكم هذه ، أرجو من كل فرد أن يتحرى الدقة فى إختيار شريكه و فى نفسه أولاً إذا كان مؤهلاً و مستعداً لهذه المهمة والمسئولية العظيمة، و ليس من العيب أبداً إصلاح أنفسنا وعيوبنا وتخلينا عن أحقادنا الداخلية وعُقدنا فى سبيل تربية أطفال أسوياء صالحين ، و لا عيب من دراسة أساليب التعامل مع الأطفال وكيفية تربيتهم ، صدقونى عندها سيختلف المجتمع وأفراده كثيراً عن الوضع الحالى .

أوجه هذا لنفسي أولاً ثم لكم فلستُ ملاكاً مرسلاً من السماء، أو نقية من الاخطاء كى أُملى عليكم مواعظ لا أحتاج إليها ولا انفذها ، فأنا أيضا بشر مثلكم لى أخطائى ولكننى أريد تقويم نفسي. أعتذر كثيراً لكل منكم إذا وجد أحدكم كلامى لاذعاً بعض الشئ و لكننى عرضت فقط بعض الحقائق التى نراها ونعيشها كل يوم.

كدت أنسى شيئاً مهماً ، تحدثت مع صديقة ذات مرة وتناقشنا فى هذا الموضوع و سألتها عن رأيها فقالت لى أننا نحتاج إلى قنبلة موقوتة تمحى هذا البلد بأكمله ونبدأ -على نظافة- بجيل جديد سوي. أناشدكم أن ننشئ و نربي نحن هذا الجيل السوى و إلا فيؤسفنى القول بأنها محقة و أن الحل فى القنبلة فعلا!


  • 1

   نشر في 02 أكتوبر 2016 .

التعليقات

عمرو يسري منذ 7 سنة
مقال رائع جدا .
فعلا المشكلة أن الناس ينجبون لأجل الإنجاب فقط دون هدف حقيقي , عندما تسأل أحد الأشخاص عن الإنجاب يقول (دي سنة الحياه) .
و المشكله الثانيه أنهم لا يتثقفون قبل الزواج عن تريبة الأطفال .
و المشكلة الأكبر أن يكون الأب مش قادر ينفق على طفل واحد و مع ذلك ينجب اتنين و تلاته كمان .
1

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا