أحياناً نكاد نجزم عند رؤيتنا لحدثِِ ما من بعيد أنَّ الغَلَبَة فيه لمن يقومون بفعل سيء مع أنه من المفروض أن يكون موقفهم هو الضعيف .. لكننا نرى العكس تماماً . عندها تتشوه البوصلة في لحظة عند الكثير منَّا.
ثم بعد فترة من الزمن يثبتُ العكس .. أقصد هنا يثبت ما كنّا نعتقد صحته لكننا بدلنا ذلك الإعتقاد بسبب حدثِِ كانت نتائجهُ "ملموسة" بالنسبةِ لدينا فاعتبرناه "حقيقة" لا يختلف على صحتها أحد. ثم نعود من جديد إلى نقطة البداية. غريب !!!
ما الذي يحصل بالتحديد ؟ أظن هذا جزء من التشوّه الإدراكي المعرفي الذي يعاني منه أغلبنا. نقوم ببناء القناعات و المعتقدات معتمدين على مبدأ الفوز و الخسارة مغفلين مسألة الإيمان بالعواقب. و هذا خطأ فادح.
و عندما تخبر أحد الحاضرين لمثل هذه المواقف ممن لا "يؤمنون" بذلك و تخبرهُ أن الخاسر سينتصر ولو بعد حين و بأي شكل من الأشكال سواءاََ كانت خسارة في جدال أو في معركة أو خسارة منصب أو قضية طلاق ... الخ .. ربما سيضحك على ما قلته .. والسبب ببساطة أنه لا "يؤمن" بعكس ما يعتقده أو بمسألة التغيير التي تطرأ بشكلِِ مستمر في هذا الكون . وهذا جزء من التشوه الإدراكي الذي نعاني منه مرةََ أخرى.
ربما يخبرك أحدهم أنه لا فائدة مما تقوم به مع أنك تعتقد أنه فعل صحيح أو على الأقل يمكن القول أنه فعل "جيد" و لن يكون هنالك أي خوف عند القيام به. لكنه لم "يدرك" أو ليست لديه القدرة على إدراك أنك قمت بفعل شيء لا خسارة فيه على الإطلاق . و على الطرف الآخر ممن يؤيدونني على سبيل المثال عندما أكذب أو أسرق أو أضرب أو أقوم بأي عمل سيء مشابه للحصول على شيء معين و "يعتقدون" مرةََ أخرى أنَّ هنالك مكسب ينتظرني في نهاية هذا الطريق.
الكلام يطول في هذا الباب و لكن ... "وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ"
-
Rami Mohammadمدوّن