إذا ما أردت الوصول لإجابة صحيحة لأي مسألة فكرية أو هندسية مهما كانت درجة صعوبتها ، يجب عليك أن تستجمع كل المعطيات المتاحة ثم ترتبها بحسب درجة تسلسلها وارتباطها بما قبلها وما سترتب عليها ، كما يلزمك استدعاء بعض القوانين السابقة المرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بنفس المسألة ، لتصل في النهاية الي البرهان المطلوب .

ونحن أمام مسلسل تتسارع وتيرة الأحداث فيه بشكل غير مسبوق منذ الانقلاب الدموي علي أول رئيس شرعي منتخب ، أجد نفسي في الفترة الأخيرة أمام معطيات كثيرة ستؤدي حتماً الي برهان غير معلوم علي وجه الدقة حتي الأن سواء من ناحية حجمه أو ماهيته ، لكن من المؤكد أن الأيام القليلة القادمة كفيلة بكشف اللثام عن هذا البرهان المجهول.

1 - عدم وجود السيسي في إجتماع (كقائد أعلي للقوات المسلحة ) المجلس العسكري بعد احداث رفح الأخيرة بالرغم من أنها شهدت لغط إعلامي كبير .

2 - الإرتباك الشديد جداً من قبل الدولة متمثل في بيانات الجيش ، و عدم ملاحقة أو ضبط تغطية الأحداث المتسارعة .

3 - عدم تنظيم جنازات عسكرية رسمية للشهداء من الضباط و الجنود ، علي الرغم أننا في شهر رمضان وذلك لزيادة التعبئة والاصطفاف كما كان يحدث من قبل للتنديد بالإرهاب ولا مانع إطلاقاً بالإخوان !؟.

4 - ظهور الفريق صدقي صبحي بمفرده في المشّفى الذي يعالج فيه المصابين من قوات الجيش الذين اصيبوا في عملية رفح الأخيرة !.

5 - تأخر ذهاب السيسي إلى العريش (بعد ثلاثة أيام) للوقوف علي أخر التطورات ومتابعة آخر التطورات!.

6 - عدم ظهور وزير الدفاع مع السيسي بحجة أنه كان متواجداً مع قيادات الجيش الثاني (حفل إفطار) و أنه لا يجب الدفع بالأثنين معاً في بؤرة ملتهبة في توقيت ملتهب ؟!! وكأن حياة الرئيس أرخص من حياة وزير الدفاع !؟.

7 - تغيب الفريق اسامه عسكر عن المشهد نهائياً بالرغم من كونه قائد القيادة الموحدة لشرق القناة وقائد إدارة عمليات مكافحة الإرهاب في سيناء والذي تم تعيينه مؤخراً للقضاء علي الإرهاب في سيناء !.

8- ظهور السيسي (بالزي العسكري) مع (صهره) رئيس الأركان في مركز العمليات(كما يدعون) و مجموعة البلاك ووتر (الأمنية) تأمنان الحماية لهما ، في مشهد مثير ومستفز و غير مألوف في تاريخ رؤساء الدول خاصة ذوو الخلفية العسكرية حين يتواجدوا وسط أبناء نفس المؤسسة.

9 - اصدار الجنرال قانون يعطيه الحق في عزل رؤساء الأجهزة الرقابية واعضاء الهيئات المستقلة .

10 - سرعة تحميل الأنظار الي أن القانون تم تفصيله لعزل المستشار جنينه وحده دون غيره ليلفت الأنظار عن الحدث الأهم .

كل هذه معطيات تبرهن أن هناك أمور تجري في الخفاء ويتم الإعداد لها أكبر من مسألة عزل المستشار هشام جنينه كرئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ، كلمة أخيرة الدستور المصري في كثير من مواده يحدد أن الجيش هيئة مستقلة !!.