هديتي لعُشّاق الكتابة - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

هديتي لعُشّاق الكتابة

  نشر في 13 أبريل 2018 .

من حسنات القراءة أن تصادف كتابًا غزيرَ النَّفع، حسنَ السَّبكِ، مختصراً دون قصور، ماتعاً ومركزاً، بحيث يصير خلطتك السِّحرية ومرجعك للإجادة في موضوع ما، فتنصح به كل سائل، وتوصي به كل من تريد له تحصيل الفائدة.

هذا بالتحديد ما حصل معي أثناء قراءتي لكتاب “من ذا الذي قدَّد البيان؟ -أخطاء وخطايا مصورة-” للكاتبة الكويتية حياة الياقوت.

قرّرت مباشرة بعد انتهائي من قراءته، أن أوصي به كل شغوف بالكتابة أو مشتغل بها، وكل من يريد أن يعالج داء الخطأ اللغوي والإملائي، المستشري في أوساط المثقفين وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وفي المقالات والإعلانات والمدونات المتعددة التي أصبحت متسعًا للأغلبية يلجأون إليها لأنها من أيسر الطرق للتعبير وأسرعها انتشاراً. فصار أكثرهم يهتمون بالمحتوى مع إغفال الوعاء، وكما يقال: “علامة الدار على باب الدار”.

فباعتبار أن الكتابة متنفس ينفث من خلاله كل مصدور بنات أفكاره، وخلجات صدره، وخواطره، وعصارة تجاربه وآراءه، ووجهات نظره.. فهي مرآة للنفوس تكشف خبايا أصحابها وتعبر عنهم وعن ذوقهم، يحسُن أن تكون في حُلَّة تليق بالملقي والمتلقي.

لأنه حري بنا جميعا الاعتناء بلغتنا وأن نحسن كتاباتنا وننقِّحها من الخطأ قبل طرحها وتداولها بين الناس. تشريفًا وتكريمًا لها لأن هذا من الدِّيانة قبل كل شيء، وإليكم هذا النص الذي يستحق أن يكتب بماء الذهب، قول الثعالبي: «من أحبَّ الله أحبَّ رسوله المصطفى-صلى الله عليه وسلم- ومن أحبَّ النبي العربي أحبَّ العرب، ومن أحبَّ العرب، أحبَّ اللغة العربية ؛ ومن أحبَّ العربية عُنيَ بها، وثابر عليها، وصرف همَّته إليها، ومن هداه الله للإسلام، وشرح صدره للإيمان، وآتاه حسن سريرة فيه، اعتقد أن محمداً – صلى الله عليه وسلم- خير الرسل، والعرب خير الأمم، والعربية خير اللغات والألسنة، والإقبال على تفهمها من الديانة، إذ هي أداة العلم ومفتاح التفقه في الدين، وسبب إصلاح المعاش والمعاد. ولو لم يكن في الإحاطة بخصائصها، والوقوف على مجاريها ومصارفها، والتبحر في جلائلها ودقائقها، إلا قوة اليقين في معرفة إعجاز القرآن، وزيادة البصيرة في إثبات النبوة الذي هو عمدة الإيمان؛ لكفى بهما فضلاً يحسن أثره، ويطيب في الدارين ثمره[1]. اهـ

هذا النص الثمين دعوة للعناية بلسان العرب، لفظًا وخطًّا، وبيان أن ذلك مرتبط بالعقيدة، حتى لا يستهين أحد بلغته التي استمدت الشرف من القرآن الكريم الذي أنزله الله عز وجل بلسان عربي مبين، فهي لغة شريفة بشرفه، محفوظة بحفظه. لدى علينا أن نراعي حرمتها بإتقانها وضبطها وتجنب اللحن فيها.

لهذا أوصي بكتاب “من ذا الذي قدّد البيان؟” لما وجدت فيه من تصويبات قيمة، يرصد أهم وأبرز الأخطاء اللغوية والإملائية والترقيمية، التي تعاني منها اللغة العربية مع عرض صور للتمثيل وإرفاقها بالتصويب، وقد تضمن ثلاث فصول فقط:

الأول: مختار الأخطاء

والثاني: أخطاء إملائيّة

والثالث: الترقيم والتسقيم.

محاولة لتبصير القراء ولفت الكُتَّاب إلى جرائم لغوية تجترحها ألسنتنا وأيادينا بقصد وعن غير قصد، وللتذكير فإن الفصل الثالث من الكتاب الموسوم بعنوان “الترقيم والتسقيم” أهم جزء بالنسبة لكل متصدِّرٍ للكتابة.

ختامًا إنّ الكتابة مرآة تعكس مدى اهتمام الكاتب بلغته. فكما أنّها سخيَّة في توفير مُتَّسع للتعبير لكل مهووس بها، فلنبادلها بالإحسان إحساناً ؛ نفس السخاء بتجنب الأخطاء.

إليكم رابط الكتاب: http://www.nashiri.net/bayaan/

[1] ـ فقه اللغة وسر العربية (ص:5)



  • 2

   نشر في 13 أبريل 2018 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا