كانت نونا، نحلة نشيطة.
- تحب التنقل بين الأشجار.
- وذات يوم، وقفت النحلة على شجرة قريبة من شاطيء البحر.
- ما أجمل الجو على شاطيء البحر.
- ها.. ماذا أرى من بعيد؟ إنه مركب.
- حلقت النحلة وركبت المركب وقالت كم أنا سعيدة.. سوف تكون رحلة جميلة..
َ
- وسار المركب بعيدا، وقالت النحلة لماذا لا أنزل إلى القاع وأرى عروس البحر.. كم
نزلت النحلة إلى الماء.
آه آه إني أغرق.. النجدة.. النجدة.. انقذوني.
- سمعها الغواص فقال لها :سأحملك داخل نظارتي.. فرحت النحلة وقالت هذا رائع.. سأرى قاع البحر.
- كم أنا سعيدة.. يا له من منظر رائع.. شكرا لك أيها الغواص.
- الغواص : لا يا عزيزتي.. لقد انتهت رحلتي، علي العودة إلى سطح البحر.
- النحلة : لكني لم أر عروس البحر.
- الغواص : هل تعلمين شيئا عن الحياة في قاع البحر؟
- سكتت النحلة
- ما هي الحيوانات التي تعيش هناك؟
- هل هي حيوانات متوحشة أم أليفة؟
- هل الجو بارد أم ساخن ؟
- هل تستطيعين الرؤية؟
- كيف تتنفسين تحت الماء.
النحلة : لا أعرف إلا عروس البحر.
الغواص : أنتي بحاجة لمعرفة الكثير قبل أن تبدأي رحلتك...أقرأي هذا الكتاب.
- وضع الغواص الكتاب على الرمل ثم انصرف.
- شعرت النحلة بشيء من الحزن.
- إني جائعة جدا.. سأذهب إلى الشجرة هناك ثم أعود.
- ذهبت إلى الشجرة وأخذت تشم رحيق الأزهار، وفجأة سمعت صوت يقترب منها .
- يقترب أكثر
- فأكثر
- رأت طفلا جاء يجلس تحت الشجرة يقرأ كتابا.
الطفل : مرحبا أيتها النحلة
النحلة : مرحبا.. ما اسمك؟
الطفل : اسمي سامر
أريد المساعدة.. أريد أن أصل إلى أعماق البحر.
سامر : كيف هذا؟ ستغرقين.
بكت النحلة.
سامر : لا تبكي عزيزتي.. لنفكر في حل.
النحلة :- سأقرأ أولا كتاب الغواص.
سامر : رائع جداً، إني أحب الكتب العلمية.. لنقرأه معا.
- وبعد قراءة الكتاب
- قال سامر : والآن لدينا مشكلات..هل عرفتي ما هي؟
- النحلة : نعم
أولا : نحن النحل نغرق في الماء
ثانيا : هناك حيوانات مفترسة.
ثالثا : الظلام.
رابعا : لن أستطيع التنفس.
خامسا : الجو شديد البرودة
سادسا : ماذا سنأكل؟
يبدو لي أنها رحلة مستحيلة .
سامر :لا يا عزيزتي ليست مستحيلة، لقد تعلمت أن أفكر.
لنبدأ في حل المشكلة الأولى.. النحل يغرق في الماء.. إذا انتي بحاجة للدخول في شيء ما، حتى لا يصل الماء إليك.
َ
النحلة : مثل الصندوق؟
سامر : نعم.
- النحلة : فلنبحث عن صندوق
- بحثت النحلة.
- وجدت قطع زجاج مكسور.
- ظلت تبحث، وجدت خشب.
- ظلت تبحث، وجدت عصا شمسية
- قالت النحلة : لم أجد صندوقا.
- سامر : ولم لا تصنعي صندوقا؟
- النحلة : نعم
- بدأت النحلة بتقطيع الخشب إلى أجزاء لتعمل منها صندوقا.
- سامر : مهلا عزيزتي.. كيف تستطيعين الرؤية عندما نغلق الصندوق؟
- انتي بحاجة إلى صنع الصندوق من شيء شفاف.
- النحلة : هل تعني أن أصنعه من زجاج؟
- سامر : نعم عزيزتي.
-قامت النحلة بوضع الزجاج المكسور جنبا إلى جنب وأخذت تلصق القطع بعسلها.
وبعد قليل قالت النحلة : يا إلهي لقد نفذ عسلي، أحتاج الكثير من العسل .. سأذهب إلى الشجرة أتغدى على
رحيق الأزهار حتى أصنع العسل.. ولكن هذا يستغرق وقتا طويلا.
- ذهبت النحلة إلى الشجرة وجدت نحلتين فوق الزهور
- قالت النحلة نونا ما رأيكم أن نذهب إلى أعماق البحار ونرى عروس البحر.
- قالت النحلتان : فكرة رائعة
قالت نونا : أحتاج إلى كثير من العسل للصق الزجاج المكسور وعمل صندوق من الزجاج .. هل تتعاونا معي؟
النحلتان : نعم وسنحضر أصدقائنا
نونا : حسنا
- وقام النحل بعمل صندوق مغلق من الزجاج
- الآن نحتاج لأحد يقذف الصندوق في الماء.
- ها هو صديقي سامر.
- قال سامر لكن العسل يتفكك بالماء .. تعلمت هذا من كتاب العلوم.
- قال النحل : وماذا نفعل الآن
سامر : لنفكر في شيء يمنع وصول الماء إلى الصندوق.
- أخذ يفكر ويبحث كثيرا.
- استغرق الأمر وقتا طويلا.
- وفي النهاية اخترع لاصقا لا يتأثر بالماء.
- وهكذا، أصبح الصندوق جاهزا.
- ودخل النحل في الصندوق.
- وأغلق سامر الصندوق.. ثم تذكر شيئا.
- مهلا كيف تتنفسون داخل الصندوق؟
- وماذا تأكلون؟
- النحل : لا نعلم.
- سوف نضطر إلى تأجيل الرحلة حتى يأتي غواصا ونطلب منه أن نستعير أدواته لبعض الوقت.
- وأقوم أنا بزرع نباتات ووضعها في الصندوق.
- وبعد أيام جاء الغواص ووافق على إعطائهم الأنبوب وأخبرهم أن عليهم العودة إلى الشاطئ قبل ثلاثة أيام وإلا سينفذ الأكسجين.
- وأعطاهم النظارة حتى يستطيعون الرؤية.. وجهازا للتدفئة.
ودخل النحل في الصندوق.
- أغلق سامر الصندوق وقذفه في البحر.
- النحل : ما هذا.. لماذ لا ينزل الصندوق إلى القاع؟
- سامر : نحتاج إلى ملئ الصندوق بالرمل وبعض الحجارة حتى يكون ثقيلا فيقع أسفل البحر.
- ونزل الصندوق إَلى القاع.
َ
- وهكذا بدأت رحلتهم تحت البحر.
..............
- أصبحت الحيتان وأسماك القرش يلتفون حول الصندوق.
- حاولت سمكة كسر الزجاج، ولكن حين سمع صوت النحل خافت منهم وهربت بعيدا.
- نظر حوت ضخم إلى الصندوق وقال يا له من يوم جميل، سآكل طعاما لذيذا.. سوف آكلهم وحدي.
- حمل الحوت الصندوق على ظهره وسار به تحت البحر
- النحل : ما هذا؟ ماذا يحدث لنا؟
- وصل الحوت إلى مكان بعيد.
َ
- الحوت : هممم.. هنا.. سوف أضع الصندوق.
- بدأ الحوت في كسر الزجاج بأسنانه الضخمة.
- الحوت : آه آه لقد جرح فمي.. لا استطيع تناول الطعام.
- قالت نحلة : يا إلهي لقد استطاع كسر قطع من الزجاج.
قالت نحلة أخرى : لقد وصل الماء إلى الصندوق.
نحلة : ماذا نفعل الآن؟
- سوف نغرق.
- وفجأة جاءت موجة قوية قلبت الصندوق.
- وقعت نحلة.
- النحل : هيا ننقذ صديقتنا.
- قامو بشد النحلة الواقعة من جناحها وأدخلوها إلى الصندوق.
- مرضت النحلة مرضا شديدا
- رأت النحل حيوانا يقترب منها.
- قالت نحلة : هيا نستعد للدفاع عن نفسنا، سوف نلسعه إذا اقترب منا.
- ولما اقترب منهم قال لا تخافون.. أريد مساعدتكم.
- قالت نحلة : من أنتي؟
قالت : أنا سلحفاة.. أعيش في الماء
- قامت نحلة بسد الجزء المكسور من الصندوق، بجناحها حتى لا يصل الماء إلى الصندوق.
-حملت السلحفاة الصندوق على ظهرها وسارت بهم في أعماق البحار.
- كانت رحلة جميلة.. رأى النحل فيها كل الحيوانات و النباتات البحرية..
- قالت نحلة : ما هذا الحيوان الذي يشبه النجمة؟
قالت السلحفاه : إنها نجمة البحر.
- قالت نحلة : وما هذا؟
- السلحفاة : إنه مرجان
- قالت نحله : وما هذا
- السلحفاة : إنه دولفين
النحلة : يبدو أنه حيوان طيب القلب، لا يؤذي أحدا.
السلحفاة : نعم.. إنه حيوان أليف.. إنه صديقي.. هيا نسلم عليه.
- كيف حالك يا دولفين.
الدولفين : الحمد لله.. أنا بخير.. ماذا تحمل على ظهرك؟
السلحفاه : أحمل النحل.
َ
الدولفين : قال متعجبا.. نحلا في أعماق البحار.
السلحفاة : هيا أيها الدولفين.. نريد منك القيام بحركات مضحكة لنسعد النحل.
الدولفين : اخذ يفكر.. أمممم
حمل الدولفين الصندوق فوق رأسه وصعد به إلى سطح البحر ثم قلبه بفمه ثم أعاده ونزل به إلى القاع.
- ضحك النحل كثيرا وشعر أنه في الملاهي.
- أخذ الدوافين يقلب نفسه عدة مرات ويصنع فقاعات بفمه.
- النحل.. كم انت رائع أيها الدولفين.
الدولفين : شكرا لكم.. سأذهب إلى النوم.
النحل : مع السلامة.. مع السلامة.. نتمنى أن نراك ثانية.
النحل : نريد أن نرى عروس البحر.. لماذا لم نرها حتى الآن.
السلحفاة : حالا.. سوف نذهب إليها.
- وجدو السلحفاة توقفت عند حيوان رمادي اللون، له شعر يغطي جسمه، يتنفس من أعلى رأسه.
السلحفاة : السلام عليكي يا عروس البحر.
عروس البحر : وعليكي السلام يا صديقتي.
النحل : هل انتي عروس البحر الوحيدة؟
عروس البحر : لست الوحيدة، ولكن عددنا قليل.
وفجأة تحرك الصندوق بسرعة وصعد إلى سطح الماء.
- النحل : ما هذا؟
لا أحد يحملنا.. كيف يتحرك الصندوق؟
هل تحركنا الأمواج؟
أهو زلزال في الماء؟
هل كسر الصندوق فتحرك؟
هل وقع شيء من الصندوق؟
ماذا يحدث؟
- ووجد النحل نفسه على شاطئ البحر.
- وجدو صديقهم سامر والغواص.
َ
- الغواص : حمد لله على سلامتكم.
- النحل : سلمك الله.. لكن كيف وصلنا إلى الشاطئ؟
- أخرج الغواص من جيبه جهاز يشبة الهاتف وقال لهم
هذا اسمه جهاز تحكم عن بعد .. حين أوشك الأكسجين لديكم على الانتهاء قمت بتشغيل الجهاز لتحريك الصندوق.
النحل : يا له من جهاز رائع.
سامر : هل كانت رحلة سعيدة؟
النحل نونا : نعم كانت رائعة وتعلمت فيها الكثير تعلمت أن أتعلم ثم أفكر جيدا فيما احتاجه حتى أستطيع القيام بما أريد.
- فتح سامر الصندوق وخرج النحل
- مضى سامر والغواص.
- اجتمع النحل وفكرو في هدية يقدمونها لسامر والغواص شكرا لهما على ما فعلا.
- ذهبو إلى الشجرة التي كان يجلس تحتها.. قامو بصنع خلية نحل ووضعو فيها العسل .
- فرح سامر بالهدية كثيرا.. وقال لهم شكرا جزيلا يا أحباب.. يا له من طعام لذيذ ومفيد.
النهاية
-
أماني الجرفأحب كتابة قصص الأطفال وأميل لدراسة علم النفس والاجتماع