قتال الهويـــة
قتال يغير وجهتك ....
نشر في 05 نونبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
وبينما هو جالس فى شرفته يحتسى فنجاناً من القهوة التى أعدتها له زوجته فى الصباح الباكر فوجئ ذلك الكاتب الأريب ذائع الصيت بمشادة فى الشارع وشابين يتعلق كل منهما ب "ياقة قميص" الأخر وحيث أن روايته القادمة عن"" قتال الشوارع ""قرر أن يشاهد لعله يستنبط باعث على القتال يدعم به روايته الجديدة والتى تستمد أمورها من الحياة الواقعية.
والمفاجأة أن أحد الشابين كان ابن صديق له، بل إن بينه وبين الشاب صداقة على أحد مواقع التواصل الاجتماعى ورغم ذلك قرر الكاتب مشاهدة المشادة لأنها لم تنقلب الى قتال فعلى بعد وكان سببها هو اختلاف حول مدى براعة أحد اللاعبين الاوروبيين .
رمق الكاتب كلا المتناحرين بعينيه الناقدة فوجدهما يرتديان: سلاسل العنق ،وأساور المعصم ،والسراويل المهرولة ، ثم إنفضت المشادة لكن بقي حنق الكاتب وضيقه من سببها فى صدره وبدأ يباشر روايته ، وأثناء ذلك قفز إلى ذهنه إتقان محمد الفاتح للغات العربية والفارسية والتركية رغم انشغاله التام بالقتال حينها زاحمتها فكرة أخرى وهى حزن صلاح الدين ومقولته الشهيرة " كيف أضحك والأقصى أسير ؟ " .
وفى المساء قرر كاتبنا تعديل الوضع ونصح الشاب إلكترونياً إلى أن يلقاه وما أن ولج إلى موقع التواصل حتى وجد مظاهرة إلكترونية و إن شئت فقل إقتتال الكترونى لدعم موقف الشاب وتدعيمه فى هذا الحدث الجلل و هو " مَن مِن اللاعبيين أمهر ؟ " و وعد ووعيد للمؤيدين إلى لاعب آخر . فقرر النصيحة ، وما أن كتب تعليقه حتى فوجئ بالردود الساخرة التى تسخر من عمره وفكره وعدم مواكبته للعصر . فتضايق الكاتب أكثر وأكثر .
ليقرر فتح التلفاز ليشاهد ما يغير تفكيره فوجد أحد برامج الموضة التى ترى فيه المذيعة أن الحجاب يتماشى تماماً مع الجينز فزاد إمتعاضه وقرر تغيير المحطة ليلقي برنامجاً حوارياً عن حقوق المثليين فى المجتمع وأن هذه حريتهم ولا يتدخل فيها أحد .
حينها ذهب الكاتب إلى غرفة زوجته و طالبها بالجلوس معه لدقائق كان حشوها الصمت ليقطعه بسؤاله لها : متى ينتهى المسخ ؟ ويعلن تغيير اسم روايته إلى
" قتال الهوية "
انتهى
-
محمد عبدالعليممسلم يصبو الى الافضل .. أحاول الكتابة ..