العبقري ليس شخص يعرف كل شيء .. .. بل من لديه الصبر لمعرفة كل شيء  .. هو من يمتلك مجموعة من السمات  التي تساعده للتوصل الى الحقائق الكونية  والمعرفية  .  يمتلك  احساس الفنان المرهف .. والحس الجمالي العالي . ومشاعره  قد تجردت وخرجت من  ذاته .. واصبح  ينظر  الى  الاشياء  نظرة سامية  دون  مصلحة شخصية. 

واينشتين .. لو لم يكن فيزيائي .. لكان  موسيقار لانه فنان  ..  فالفن يهذب الانسان ويسمو بالروح ويحرك المشاعر والوجدان.  ويهدف الى تحرير الانسان من  استعباد الارادة  .

والعبقري  يمتلك ايضا  فضول العالم   وشغفه وادراكه لماهيات وحيثيات وجزئيات الاشياء ..  بالأضافة الى دهشة الفيلسوف ..وكأنه يكتشف  الاشياء  لأول مره .. كا الطفل تماما .. يثيره  كل شيء . ويتسأل .. في كل شيء .. ولاحدود لفكره . ولديه جرأة    الاسود .  وعزم وتحمل الجمال . وبراءة الاطفال ..  ليتمكن من خوض  التجارب الرهيبه  المختلفة .خلال حياته .  وماهو مألوف بنظر اﻵخرين .  بنظره ليس مألوف ولا يره مألوف  . 

العبقري شخص  يجدد افكارة  با استمرار . بينما الانسان العادي يعيد افكاره با استمرار  .يقرأ اكثر مما يكتب .  يحاول أن يصف الواقع .. وما يحدث .. لا ما يجب أن يحدث ..كما يفعل المثقف.. فالمثقف يحاول حل المشكلة بعد أن  تقع  .. بينما العبقري .. يمنع وقوعها من الاساس .. و يتحرك بواقع المعرفة  ..   لان  المعرفة فيه قد نمت فيه وكبرت .. مما غلبت ارادته .. بينما في الحالات العاديه يتحرك اﻹنسان باﻹرادة فقط .     

والذكاء  .. هو تمتع الشخص بقدرات عقليه تساعده على التحليل و التخطيط .. و حل المشاكل .. و تنسيق الأفكار ، و سرعة التعلم ، و التقاط اللغات .. 

بينما العبقريه .  تمتع الشخص بقدر كبير جداً من الذكاء  ..حيث له 

القدره و الإبداع و التفكير في تحقيق أهداف لم تُستكشف من قبل في أي مجال

العبقري .. واقعي .  احيانا .  مثالي احيانا . مشكك تارة .  مؤيد تارة .. وكل يوم وهو في شان .. ويصعب ترويضه .  يعاني من صراع بين الواقعية والمثالية ..  من الألم .. والتشاؤم .  والنظرة السوداويه  للحياة .. ومن هنا جاء المثل القائل  .." بين العبقرية والجنون شعرة. "   والسبب بأن العبقري ..معرض  لجنون لانه  يمتلك عقل واعي . والعقل لا واعي  .. والعقل اللاواعي هو. سبب عبقريته وفيه يخزن معلوماته واحداثه وافكاره ونظرياته كما يخزن الماء في الخزانات .  وعندما .. يتحرك بعقله اللاواعي فقط  يبدو كا المجنون .  فالمجنون يتحرك بعقل لا واعي باستمرار .  بينما العبقري قد يتحرك بعقله اللاواعي ويصبح مجنون تماما كما خرج احدهم عاريا .  وقال .  رب. كما خلقتني .  ثم عاد لعقله الواعي . وادرك مدى حماقته ..   

و الأنبياء .ليسو عباقرة فقط كما يصفهم البعض   .. فقد نجح  الأنبياء برسالتهم . وكانوا اخلاقيين.   كرام ... مؤمنين.. صابرين   بينما فشل العباقرة ، و جن الكثير منهم  كنيتشه  واطال شاربه وقضى بقية حياته في المصحه ،   ومنهم  من لم  يكن يغتسل .. ومنهم من  اصيب بالصرع  كبيتهوفن .. وفرويد .. الذي اباح اللذة الجنسية  وكان يعزوا كل تصرف للانسان بهدف جنسي . والكثير منهم كان يفكر بالانتحار .ومنهم من خرج  عاري  إلى الشارع .. يصرخ رب كما خلقتني ،  ومنهم من  قضى  حياته  بعزلة   والفارق بينهم  هو الحكمة  والمدد والتاييد والروح الرباني  .  فالانبياء على درجة عالية من الحكمة ومن التاييد الألهي والروح والمدد  والصلة والقربى من الله .. بينما العباقرة من عند آخرهم يفتقدون الحكمة .. وحياتهم وتخبطهم  اكبر دليل  على ذلك .      

والحكمة هي النور التي تقذف بالقلب .. والبصر والابصار وادراك  الاشياء على حقيقتها ..  والمشيئة هنا عائدة على اﻹنسان نفسه .. ويمكنك أن تنتزع الحكمة نزع .. من خلال القراءة والتأمل والسير في الارض .. والبحث عن الحقيقة .. والتجرد والخروج من الذات .  والعبقرية تختلف عن الحكمة .. فالعبقرية نظرة سوداوية  للحياة  .. وهو في قلق مستمر .. وكل يوم وله شأن ولا يهدا له بال .. رغم نجاحاته ونظرياته .. واكتشافته  .. وخبرته  وفهمه  للحياة الا انه يعيش حزين .. حائر .. كئيب ..  وفي قلق واضطرابات  دائمة .. ويصبح العبقري حكيم .. متى ما استطاع أن يطبق  عبقريته ونصائحه على نفسه .. قبل أن يحاول تطبيقها  على الآخرين . لكنه لا يرتقي الا النبوه .. كما يدعي بعض الحداثيين اليوم بحجة انكار الوحي .    فالنبوة والرسالة  اختيار وتزكيه اﻹلهيه .. وهي شيء آخر . ومحمد نبي ورسول ويوحى إليه .. قبل ان يكون عبقري .

.