الإطار الفكري هو حدود التفكير التي تُحيط عقل الإنسان، والتي تجعله منغلقًا على كل ما لا يناسب منطقه، تفكيره، أو واقعه. والإنسان غير قادر على التحرر من إطاره الفكري تحررًا کاملاً حيث أن هذا يعني تقبل الآراء الجديدة الدخيلة التي قد تناقض تمامًا ما يُعدُّ من المعتقدات أو القيم في وجهة نظره؛ فيصبح حينها إنسانًا يعيشُ دون معتقدات أو قيم أساسية تقوم عليها حياته وأفعاله وأفكاره، ولكن التوسعة من الإطار الفكري للإنسان هي ما يقدر عليه الشخص الراغب بالانفتاح والتطوير والتحسين من نفسه وتبني الأفكار الجديدة، عندما يوسع الإنسان إطاره الفكري فهو يكون قادرًا على تقبُّل ما هو غير مألوف بالنسبة له دون الرفض بلا حجة - وذلك لأن ليس كل ما هو مألوف صحيح بالضرورة، وهذا ما يجعل التخلي عن الأفكار والأفعال المألوفة صعبًا، فالعقل الباطن يقبل الأفكار المكررة عليه كما يقبل الناس القوانين العلمية حتى وإن لم يعرفوا براهینها-، يكون الإنسان في حال توسعة إطاره الفكري مُستقبِلاً جيدًا للأفكار الإبداعية التي ستساهم في تحسين حياته الشخصية والعملية على حدٍ سواء، فحينها تصبح علاقاته منفتحةً أكثر على من هم مختلفون عنه، ويتمكن كذلك من الإنتاج إنتاجًا إبداعيًا في مجال عمله.
أما الرابط بين الأفكار الإبداعية والإطار الفكري تكمن في كون الأفكار الإبداعية جديدة ودخيلة وغير مألوفة، تكمن في كونها مُسببا رئيسًا للتغيير والانتقال من مرحلةٍ لأخرى، والإنسان ذو الإطار الفكري الضيق لا يتقبَّل الأفكار الجديدة، لكونها غريبةً عليه، هي ليست ضمن عالمه الحالي الذي يألفه، فكيف من الممكن أن يصدقها ويرحب بها؟
الإبداع والأفكار المختلفة قادران على زيارة الجميع ولكن أصحاب الإطار الفكري الواسع هم من يستقبلونهم بأبوابِ تقبُّلٍ مشرَّعة كما يتمكنوا من
استيعاب النقلة التي سيحدثها هذا الإبداع، أما أصحاب الفكر الضيق فإنهم يتجاهلون بل وينبذون الأفكار الإبداعية؛ وذلك لأنهم لا يبالوا بما لا يناسب حقيقة الأمور لديهم.