الحلم المستحيل والحب الأكيد
صرعى بلا طعنٍ ولا سببٍ
نشر في 21 شتنبر 2019 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
ضجيج الآن في رأسي.. تدور عشرات الأمور داخله؛ ما هو ملزم مراجعته، ما سيأتي وما سبق.. مع أني مسافر ! رحلة استرخاء كنت أقول لنفسي .! وهل سيأتي اليوم الذي نحصل على هذا الحلم ؟ الاسترخاء !
يومان لم أفتح الواتس.. مئات الرسائل، عشرات الأعمال الملزم إنهائها، أو متابعتها. تمّت كلها. بعد ساعتين وأكثر .!
أحاول الآن التخلص من هذا الضجيج.. لذلك أكتب. لعل الكتابة ترتب عقلي من جديد.
أكتب الآن في مقهى على طاولة مشتركة، أسباني وزوجه كبيران في السن أمامي، معها بنتهما الصغيرة، أو حفيدتهم وهذا ما أتوقعه أكثر. تشرب القهوة الباردة بكل ما أوتيت من لذّة.!
قابضةً بفاها على الشفّاط، تريد ألّا تنفك من هذا الشعور البارد في اليوم الذي ستودع فيه برشلونة فصل الصيف واستقبال فصل الخريف، معدل الجو، بارد النسيم.. إلا أن حلق الإنسان لا يتحمل وتتوقف. تنتظر قدرتها تعود على الشفط من جديد لتعاود الكرّة في محاولة للانتهاء من المشروب في رقمها القياسي الجديد .!
لا تُنصت لهم.. مركزة تماماً على هذه اللذة. على لحظة الآن.
يتوقفون عن الحديث، يبتسمون، يتأملون طفلة طفلتهم الصغيرة، فهذا الملك شيك ليس برخيص كما تعلمون.. لذلك قد تكون هذه اللحظة هي من اللحظات المنتظرة نهاية كل شهر .. إلا أنهم. إلا أنهم مستمتعين باستمتاعها.
هذا هو الحب. النقي بنظري !
الاستمتاع لأن الآخر يشعر بذلك.. حالة التقمّص اللاإرادية.!
الحزن إن كان الحبيب حزين.. وعكسها وبعضها وكلها.
حكايا روحين في جسدٍ واحد غير ممكنة "فيزيائياً" .. ولكنِّ أشهد الآن حالة روحان في جسدٍ واحد "شعورياً" .!
عذراً.. ثلاثة أرواح في جسدها النحيل.. إن مشاعر الحب تجاهها من نظراتهم فقط وصلتنِ، وهي من حفزتني على الكتابة الآن .!
قوة الحب.!
يراود عقلي الآن، وأنا أكتب لكم أن أفسد هذه المشاعر وأقول ؛ هل هذا حب حقيقي ؟
لماذا أقول ذلك ؟؛
لأن الملك شيك ليس صحّي، وهل يضرّ الحبيب حبيبه ؟
لكن -بالضبط تعرفون رأيي هنا- سأكمل على وتيرة المشاعر السابقة.
لي أقارب يمرضون لمرض أحصنتهم.!
يحبونها كحب قصص العاشقين لعاشقاتهم، وربما أكثر.
حتى الحيوانات - كما تعلمون - يكون معها حالة التقمص. في حال وصل الحب بهم مرحلة خارجة عن المألوف .!
لي قريبة، مرضت بمرض هرّتها.
ماتت الهرة.. وبالطبع لم تمت !
لا تظنوا كل قصص العشّاق صحيحة !
القلب يتفطّر نعم.. لكن بين الأجناس أقوى.. فالرجل قد يموت بعد وفاة حبيبته.! إن لم يمت الجسد، فالروح بالطبع قد لحقت بها. كما أظن وأتوقع.. أو هكذا غرست قصص الحب في أذهاننا.
فقيل؛ أنه مر رجل بأعرابي، فسأله:من أي قوم أنت؟
قال:من قوم إذا أحبوا ماتوا.
قال:أنت من بني عُذْرَة.
*بنو عذرة قوم لهم عفة في العشق،ومساكنهم في الحجاز.
وقال شاعرهم:
قومي الذين إذا حبّوا وإن عشِقوا
ماتوا من الرّشق بالألحاظ والمُقَلِ
يُروْنَ صرعى بلا طعنٍ ولاسببٍ!
لم يعلموا عفة العذري في العزلِ
أما الآن.. عقلي قد عاد إلى صفاءِه، فالحب والكتابة عنه يفعل بنا ذلك !.
شكراً لوصولكم إلى هذه النقطة.
تحياتي .🌹
-
محمد الشثريخرّيج إدارة .. وأرى التأمل أسلوب حياة .. والقراءة فرضُ عين! .. والكتابة سعي للبقاء .. وأحاول أن أعيش أكبر قدر ممكن من التجارب ..✨