من مذكراتي - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

من مذكراتي

قصة حياة

  نشر في 24 ماي 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

في اختلاف أصابعنا حكمة، نتعلم منها أن الناس ليسوا كلهم أخيارا كالملائكة أو أشرار كالشياطين، بل هم أبناء لمجتمعهم، صنعوهم من كانوا بينهم، كانوا فقراء أو أغنياء، متواضعون أو بسطاء، لهم قيمة في الحياة أو لم تكن لهم، عندهم أهدافهم أو لا هدف لهم، فهم في الأول و الأخير أبناء أدم، و كل واحد اختار طريقا تلاؤمه أو أجبر على دخول طريق لم يكن يعرفها، فصعب أن تختار أو تجبر على الاختيار، في بعد الأوقات نتمنى أن ننسى و نعيش لوحدنا، لكن للأسف لا بد أن نسير في طريق كيفما كانت الأحوال، لنلتقي مع من يدلنا على الصواب لنستكملها شاكرين له، هناك أيضا من يدلنا بعنف ربما لنعلم على أنه يحبنا، كما أننا نلتقي مع أناس نحبهم فنتألم عند فراقهم، في نفس الطريق نجد من يتوهنا أكثر، فنندم على النعمة التي ضيعناها، أو نعيش في نقمة نحن من صنعناها، رغم هذا الماضي هو أجمل أو أتعس الأوقات لكننا لا نهرب منه، بل من المحتم الاستفادة منه، فإن لم نشكل الحروف ليس لعدم علمنا بقواعد الإعراب، بل لأننا نعلم أن هناك من سيقرؤها بدون تشكيل، سيشكلها أحسن منا.

في الحالتين معا سنفتقدهما، كل من دعمنا على الوقوف و كل من خاننا لنبكي و نولول، لأن الخيانة بحد ذاتها تجربة تستحق التصفيق لها، بعين ذاتها دعم لنقف بعد السقوط، معرفة قدرتنا على الاحتمال، من العجيب أن نرى كل من مات ارتاح، لكنه إما زاد على كوكبنا حرفا نتذكره به، كان خيرا أو شرا لا يهم، المهم هو أن العالم عرفه و علم بوجده، أو ببساطة كان نكرة مجرد دابة تسير فوق الأرض، لا تزيد و لا تنقص شيئا، سوى أنها تأكل تشرب ثم تنام.

ربما الآن لقد تقاسمت معكم طريقة تفكيري و رؤيتي للحياة، من الغريب أني تعرضي لبعض المشاكل التي في أغلب الأحيان، أحكيها لكم بطريقة شعرية في سبيل المثال " ديوان من أنا ... يا أرض ؟ الرومانسي و المتمرد وجهان لعملة واحدة "، أو بعضها كان في العشق ك " من مذكرات محب ( يوم الفراق ) " ، أما أخر مشكلة لي، فقد سردتها بشكل قصة أوضحت فيها مجريات ما حدث معي، و التي أسميتها ب " قصة غابة " و التي وصفت فيها أصدقاء، تخيلتهم كأشكال حيوانات، ليس لتنزيل من قيمتهم ربما لكي لا يعرفهم من كانوا حولي، هناك من احترمتهم و لم أنساهم، قالوا أن غروري هو من ضيعهم مني، أما أنا فقلت لهم لو كنت مغرورا حقا لن أشتغل تحت إمرة ناس أقل مني، أتبت أني أحسن منهم، للأسف لا يريدون من يغيرهم، أو يريهم أخطائهم بل يريدون ضباعا، تضحك في وجوهم ثم تضحك عليهم أعداءهم، رغم أني أحببت حتى النخاع لكن كرامتي فوق كل أي حب، للأسف عندما نحب بلا كرامة نصبح خادما للغير، فليس المهم كيف ينظرون إلي بل الأهم كيف أنظر لنفسي، هم لهم أقوالهم و أنا لي أفعالي، يجب أن أحيي هؤلاء الناس كيفما كانوا أعداء أو أصحاب، لأني تعلمت أن أمشي في طريقي، أقف قليلا لأرتاح و أعيد ترتيب حقائبي أرمي ما يرمى و أترك ما أحتاجهم، في بعض الأحيان نتقل علينا بالفارغات، لتتضخم علينا الأمور، فنعيى و يصعب علينا استئناف السير، لنتأخر أكثر أو نتوه عن طريقنا، فنحن بشر ننقسم إلى أنواع من الطيب إلى الخبيث مرورا بالخجول و الباحث ... إننا مجموعة متناقضات، لا بد لنا أن نعيشها ثم أن نفهم جزئياتها دون التبحر فيها لنتوه أكثر مما نحن عليه من تبعثر، أن لا نستلم لمن يهدم قصرنا أو صورة نبنيها في مخيلتنا لمستقبلنا، لأن من حقنا أن نحلم و نسعى إلى تحقيقه.

في هذه التي أعدت فيها صياغة " قصة حياة " لأضع فيها بعض التحولات التي كنت أود نسيانها لكن في الفترة التي تعرضت لشلل نصفي في وجهي، التي مرت علي ككابوس، لم أجد ما يواسيني سوى البكاء، و قليل من الناس لا حول لهم ولا قوة، أصبحت أكره نفسي، أغطي نصف وجهي المشوه، تخيلوا معي نصف وجهكم لا يتحرك، أصبحت كالمسخ اكتشفت الكثير في بعض الناس، هناك من شمت فيا و أخر أعجبه حالي، يئست لكني تأكدت من أني سأشفى، لأشكر من ساعدني، لأستأنف المسير على أنغام التفاؤل.

في الأخير، لا يسعني سوى شكركم على قراءتكم و اهتمامكم بهذه المخربشات، فأنا قد كتبت مذكراتي لتروا أنفسكم أو أحوالكم فيها، وجدنا في هذه الدنيا الصغيرة لنساعد بعضنا حتى نكمل بعضنا، فالصداقة كلمة لو أبحرنا فيها لوجدنا أن مصدرها الصدق، يعني أن نصدق في مشاعرنا، و نصدق في مساعدتنا و ألامنا حتى يصدق معنا من تترجى فيه الصدق، فالأقنعة تسقط مهما طال الزمان، أشكر كل من ساهم بخير أو شر في مسيرتي، يشرفني معرفته لأني تعلمت منه أن أصبح أنا ليس شبها لفلان.

المتمرد الرومانسي " المصطفى الحطابي "


  • 1

   نشر في 24 ماي 2016  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا