ولك العودة
نظرة تأملية لرواية ولك العودة ، للمؤلف شادي احمد
نشر في 05 نونبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
" في بعض الأحيان تكون النهايات مجرد بدايات ، لا ندركها سوى مع مرور الوقت ، بدايات لم تكن نتوقعها بأي شكل من الأشكال " .
قلبت الصفحة الأخيرة من رواية
" ولك العودة " للمؤلف :
شادي احمد ،
الرواية التي بحثت عنها كثيرا في ارجاء المكتبة !!
إلى ان فوجئت بها مركونة غير مرئية ، في إحدى زوايا الرفوف المكتبية، ولم يتبقى منها سوى نسختان !!
فزادني كثرة الإقبال عليها شوقا لقراءتها ...
صورة الغلاف ذات طابع حميمي جدا ،
كفي حبيبين ، تلتفان ببعض ،
يشعرك بدفء الحب والعلاقة بينهما ،
بل يتسلل إليك إيضا مشاعر رومانسية ، تجبرك على تأملها والإبتسام لها تلقائيا !
حجم الكتاب وسط ، واوراقها قليلة ليست بكثيرة ، يوحي لك بقصر محتوى الرواية ، لمن لا يحبذ الحشو والتفاصيل الكثيرة وتأجيل القراءة ..
حين قلبت صفحة الغلاف ، شدتني عبارة الإهداء !! ؛لتضمنها معنى عميقا سيستوقفك حتما !
(" للذين خسروا كل شيء، ولم يخسرو انفسهم ") .
كثيرة هي العلاقات حب ، صداقة وغيرها ، تؤدي لنهايات عظيمة غير متوقعة ! ، تحولنا إلى ارواح محطمة ومكسورة !
والروح القوية المتماسكة ، هي من تنظر للجانب المشرق من كل تجربة قاسية ،
هي من تستمر في مواصلة العيش وبناء الذات وترميمها ، لم تستسلم للإنكسار وتنزوي نحو زوايا الحنين والذكريات الأليمة !
مقدمة الكتاب مفاجئة ! لم اعهدها في أي كتاب ؟!!
مستخدما فيه الكاتب اسلوب نهي وتبرئة ضمير !!
تنبيه ييقظ حواسك وينبه قلبك ، بإنه قد يسترجع ما قد طواه وتجاوزه بصعوبة ، او قرر إدعاء نسيانه !!
(" نصيحة لا تقرأ كل ما ستجده في هذه الصفحات ...
لأني لست مسؤول عما مررت به في حياتك ، الصدفة تلعب دورا كبيرا في الاحداث، النقطة التي نتقابل فيها اننا جميعا محطمي القلوب ") .
مقدمة الكتاب ، فيها إشارة تنبيهيه للقارئ ، ان احداث الرواية من عمق واقع تجارب حقيقية في الحياة ، وان كل قارئ سيجد نفسه جزء منها ولو بشكل بسيط ، فقد يتأثر وتعود به الذاكرة لما مضى من قصة حب له .. لم تكتمل ،
لا غرابة من تشابه احداث القصة بواقع الكثير ! ؛ فالمجتمع الذي نعيش فيه واحد !
وبيئة التفكير والعادات التي نتوارثها واحدة غير قابلة للتجديد ! والأكثر بؤسا واسفا، انها تتعلق في قراراتنا المصيرية كالزواج والعمل والمستقبل !!
بين طيات الأوراق ستجد نفسك تبحر في مجموعة من قصص الحب ،
وكيف ان الحب احيانا يحطمنا إلى اشلاء ...
كيف ان الحب لا يمكنه ان يمر مرور الكرام بين حبيبين ، وينمو ويستقر بسهوله !
بل يبقى يعاني من صراع وعقبات اسرية وإجتماعية !
صراعات لازالت لصيقة بالحب شهدناها في كثير من قصص العصور الماضية ، فرسخت لنا اسماء ثنائيين ، لم يمحيها قسوة الزمن وظلمته ،
عنتر وعبلة ...
قيس وليلى ...
روميو وجولييت ...
لتكون اسميهما بصمة شاهدة على مايتعرض له الحب من ظلم وإعتراض منذ القدم حتى وقتنا الحاضر ، وكأن هذه الصراعات تجبر قلبك الصغير الذي لا ولن يزيد حجمة حجم قبضة يدك ، على دفع ثمن اختياره في وقوعة .. بالحب !!
" رواية ولك العودة "
كما تحمله من اسم .. هل حقا لأولئك الذين احببناهم عودة ؟!!
احيانا ، نخطئ مع الحبيب ، بدون قصد او بقصد ! ، او حتى تهورا ...!
قد تتمادى عواطفنا وفكرنا طيشا ،
وحين نفيق من غفلتنا ، نتسائل !!
هل يمكننا العودة من جديد ؟!!
هل يمكن ذلك حقا ؟!!
في وقت نجد الظروف الخارجية لا تهيء لذلك !!
فنجد انفسنا مطوقين بأجنحة الحزن والقهر ،
شيئا فشيئا نجد انفسنا جسدا بلا روح !
لكن وفي احيان كثيرة ، قد يكون ما يحدث لنا ، هو تهيأه لبداية اجمل ! كنا نظنه انه نهايتنا !!
بداية غير متوقعة بأي شكل من الأشكال !!
فتعاود روحنا للإفاقة والتحليق من جديد ،
فينهض القلب من جديد ... راقصا ،
هذه الرواية لأصحاب الروح البسيطة والقلب الرقيق ، لهواه الروايات الرومانسية والإجتماعية بقالب عاطفي ؛ نظرا لبساطه محتواه و إمتلاءه بعواطف واحاسيس متنوعه ستلامسك حتما .. رواية جميلة كجمال ارواح القلوب الطيبة .
-
بسمةاهوى قراءة كتب الذات وتأمل الصباح وسماع الموسيقى وشرب الشاي
التعليقات
فتعاود روحنا للإفاقة والتحليق من جديد
فينهض القلب من جديد ... راقصا
أسطر رائعة..عشت بين أحرفها تجربة و تعلمت حكمة و استنتجت عبرة..رائعة انت يا بسمة هل في ابتسامتك سكون الروح الجريحة لجرح مجرم غادر؟ ام انك لا تتكلفين عناء النظر الى وجه الجريمة المضببة؟..أتصورك حقيقة و لا أتخيلك في أنك ناضجة كفاية ..حكيمة زيادة مع رومانسية البال و الخاطر فوق موجات الواقعية..هي انت بسمة خلف ستائر و لك العودة
معجبة بسردك الروائي حتى و لو لم أكن من محبي التحليل الروائي..ذكية حقا فلك شكر مني على ذلك.
و الرواية بالفعل نثير تساؤلات كثيرة و معقدة , فهل للحب إذا ذهب من عودة! أما أن من يذهب لا يعود أبدا !
مقال رائع .
بالتوفيق في مقالاتك القادمة .
الجملة المرعبة لكنها حقيقة ..
دمتم متألقين ودام قلمكم متميزاً