مُجَرَّد قرار
..هيام فؤاد ضمرة..
سأكتبكَ يا أنتَ ذات قرار
سأسيِّل مِحبَرتي بِدَمي
وأركنُ جانِباً عازِمةً على الانتِظار
وجِلدي دَفتَري أمُطّهُ طويلا
أختبرُ قدرةَ دَمي على الاحتضار
فيا قولي زَمجِر حتى يَغلبكَ الصَدى
فيتردَدُ صوت دَمي يَستصرِخُ الجُوار
ووجهُكَ مِحنَتي، خَزَّنتهُ عيْنايَ وَهجاً
قائِماً ليلهُ؛ بأفُقِ شُعُوري وسَجيةِ أموري
يُقلبُهُ الكرَى؛ على لهبِ جَمْرٍ تَشِّبُ به نار
كنتُ سُحِرتُ فيهِ نِبْراسُ عِزة
فأسقيتهُ ذاتَ ماضٍ كأسَ لهفي العزيز
فدارَ بهِ مَدارَهُ والتَفَّ مُعانِقاً الأنوَار
حتى إذا ما نالهُ كِبَرٌ؛ مارَ بِشوقِهِ عِنادا
اختَرَقَ السَّماءَ؛ ظاناً النجُومَ لهُ تَحتار
تارِكاً لوعَتي تُجرِّح مَداري
تَعتَكِفُ بِمِحرابِ عزةٍ؛ تأنفُ وصلا بَتار
فخَرَّتْ قِوى روحي؛ داخل مساري
كأنَّ الذي مادَ على دمي ناله الإنهيار
فيا أيها الذي تراءَى بِعُيُونِ وَجدي
حتى حَسِبتُهُ شَمْسِي وقمَري
وسُطوعٌ؛ يَملؤني نُوراً من مِطالِعِ نهار
فهل تُراكَ عَرفتَ فيكَ شَكلُ مَسَاكِبي
وقرأتَ الذي خَطّهُ بكَ دَمي
رسائِلُ عِتابٍ تُشَرِّدَتْ عَني
كانتْ حَمَلتها إليكَ مَناقِيرُ الأطيَار
فاقلبْ يا أنتَ وُجهَةَ مَسارِكَ
وتَعَرَّفْ لكَ خَطُ سَيرٍ
لألا تَميدُ بكَ أوهامٌ تَخطِفُ مِنكَ الخَيار
ويحُ قلبي إذا ما دَحَركَ شُمُوخَكَ
وعُدتَ لخيبةِ الليلِ وَحِيدًا
تَلِفُكَ بِبُرُودَتِها جُدران الانتظار
-
hiyam damraعضو هيئة إدارية في عدد من المنظمات المحلية والدولية