تداولت مؤخرا مواقع التواصل الاجتماعي و الوسائل الاعلامية الأخرى مواضيع عن فتاوى و خطابات وعظية ، أقل ما يمكن أن نقول عنها أنها شيطانية !صدرت من أشباه علماء اتخذوا من التراث الزائل والوقائع السياسية الراهنة مرجعا دينيا لإطلاق فتاويهم حتى باتت هذه الأخيرة من الصعب الأشر الفكاك منها !

منح الحرية التامة لكل من أطلق لحيته و أسبل رداءه ، التحدث باسم الدين لفك الحبكة المنعقدة في التوجهات السياسية و الثقافية للمجتمع دون سابق شهيد على كفاءتهم هي امداد فرصة الظهور المكثف عبر الفضائيات و اطلاق “مدافع” تعليمية بحجج واهية لا تمت للمنطق بصلة ،ترمي في ظاهرها إلى توجيه الضالين و في باطنها تشتيت ذهنية المتلقي و نشر التطرف و التشدد، و لا يخفى على عاقل أن مثل هذه الفتاوى كانت الوقود المحرك في اذكاء نار الفتنة أثناء ثورات الربيع العربي في بلداننا ،ما أسفر عن نشر الطائفية و العنصرية في أرجاء المنطقة .

من تحريم لبس المرأة للبنطلون إلى جواز أكل لحمها من طرف زوجها اذا جاع ،من تحريم جلوسها على الأنترنت إلى تحليل نكاحها و هي ميتة ، من تحليل استثمار مال الكسب الحرام إلى تحليل ارضاع الكبير و شرب بول البعير ،قولوا بربكم ،بأي عقل تفكرون ؟ سئل أحد العلماء الصالحين:ماحكم تارك الصلاة ؟ قال :حكمه أن نأخذه معنا إلى المسجد ،و لم يقل حكمه الموت أو انه كافر كما فعل السفهاء.الأولون و الآخرون يستندون لقرآن واحد و يعبدون ربا واحد تحت راية دين واحد ،إلا أن التفكير يختلف بما يخدم المصالح الذاتية للشخص و السياسوية للبلاد .مازال علماؤنا في اطار مناقشة ما اذا كانت المرأة عورة ،الطول الشرعي ل اللحية و الطريقة المثلى للجلوس، يحللون و يحرمون بما تهوى أنفسهم ،جاعلين الله ملكية خاصة و يشاركونه الغيب في تحديد مصائر البشر ،و عليه بات من محض الواجب تقنين ظهور هذه الطفيليات عبر الشاشات الفضائية و قصر امداد كرسي الافتاء لمن شوهد لهم بنقاء السريرة و كثافة العلم و كذا خلوه من الأمراض العقلية و النفسية،العمل على تفنيد الفتاوى الشاذة و تنقيحها للمسلم ،تجديد الخطاب الديني بناءا على الأثر السني النبوي و القرآن الكريم و أخيرا مداومة التنبه تحسبا لأي نشاط يسعى إلى ايقاظ الفتنة بين شباب مجتمعنا .

بقلم/إبقى صباح